محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

قسوة القلوب

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 سبتمبر 2019 - 07:46 م

محمد عبد الواحد

عندما تموت القلوب تصبح قاسية كالأحجار.. لا تعرف الرقة ولا تؤمن بالمشاعر، يصاب أصحابها بالجحود فلا تجد للرأفة أو الرحمة لديهم مكان فهى لا ترتعد من خشية الله، هكذا وجدت هذه السيدة عندما تجردت من مشاعرها متلذذة فى إيلام أحفادها (جنة وأمانى) وهى تكوى جلودهما متعللة بأنها تعلم كل منهما ألا يبول على نفسه للحفاظ على نظافته فقتلت الأولى وأصابت الثانية بالرعب.
فهى لا تؤمن بالتوسل ولا يرتجف قلبها للصراخ ولا تعرف أن بكاء الطفل من الألم يدمى قلوب الأغراب قبل الأحباب.
ألم تكن يوما أنثى وذاقت مرارة البحث عن الذرية يوم أن غابت عنها دورتها وفرحت بقدوم البشرى وخاب ظنها فبكت حظها وندبت لأنها تأخرت فى حملها، ألم يرقص قلبها يوم أن عرفت أن الله أنعم عليها وأصبح الغياب نعمة لأن الله جعله نطفة فى رحمها. ألم يأت إليها الأهل والأحباب يباركون مولدها. إذا كان هذا ما حدث لها فكيف تحولت وتجردت من مشاعر الأمومة التى يلبثها الله للأنثى وهى طفلة، فتفتش فيما تقتنى تجدها تقتنى عروسا تدللها وتصفف شعرها وتلبسها أحلى الثياب وتفرح وهى تنظف بيديها ملابسها، حياتها كلها هى تلك اللحظة التى تصبح فيها أما، وتزداد مشاعرها بالأمومة وهى تدلل أحفادها، تخشى عليهم نظرات أمهاتهم وآبائهم، تحاول جيدا أن تعنف أبناءها من أجل عيون أحفادها، وإذا علا صوت الأم أو الأب يصرخ من أفعال أطفاله، يأتيه رد الجدة سريعا باسترسال أفعالهم وحركاتهم وصراخهم يوم أن كانوا أطفالا. وإذا عاتبها أحد لإفراطها فى تدليل أحفادها تجدها تقول بأعلى صوتها أعز الولد ولد الولد، هنا أدركت أن هذه السيدة مريضة مرضا يصعب الشفاء منه لأنها لا تعرف باب الإيمان بل هى تلبس لباس الإسلام التى ألبساها إياه أبواها، فتجدها محجبة وهى لا تعرف قيمته، يزداد قلبها غلظة ولا تبحث عن علاج يداوى غلظتها، يعشش اليأس والقنوط من رحمة الله غرف قلبها فيزداد ظلمة، تبكى كل يوم وليلة حظها لأنها تزوجت كفيفا وأنجبت كفيفة وتزوجت ابنتها كفيفا، فلبسها لباس الشيطان فتفرغ كل يوم شحنتها من حقد وكراهية فى أحفادها، لأنها المبتلاة دون غيرها.. فاغلقت على نفسها باب الرضا وفتحت نوافذ الشيطان. فمهما فعلتم بها لا يردعها عقاب فإجرامها فى حق نفسها أشد عقاب لأنها نست الله فأنساها نفسها فغابت عنها نعم الرحمن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة