سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

أغرب مناظرة

سليمان قناوي

الأحد، 29 سبتمبر 2019 - 07:48 م

لو حدث ذلك، ربما تكون المرة الأولى فى التاريخ التى تجرى فيها مناظرة بين مرشحين رئاسيين، أحدهما أسير والآخر حر طليق وتجرى داخل السجن. الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية أسفرت عن صعود رجل القانون (قيس سعيد) والخارج على القانون (نبيل القروى) للجولة الثانية. حصل الأول على 18٫4% من الأصوات والثانى على 15٫58%. وأعلن التليفزيون الرسمى استعداده لإجراء المناظرة داخل السجن إذا لم يسمح القضاء باطلاق سراح القروى المتهم بالتهرب الضريبى وغسيل الأموال وإطلاق قناة نسمة التليفزيونية دون ترخيص. وينظر القضاء مصير نبيل القروى فى جلسته بعد غد. ولا تعتبر موافقة قيس السعيد هى العقبة أمام إجراء المناظرة داخل السجن، فالرجل يريد منافسة متكافئة مع خصمه حين قال: «أتمنى أن يكون القروى طليقا، الوضع غير مريح بالنسبة لى، ولكن الكلمة الفصل للقضاء ولا يمكننى التدخل فى قرار دائرة الاتهام». ويعبر قيس سعيد عن مثالية سياسية مغايرة للطبيعة البشرية فى العالم العربى حيث يرفض الدعم المالى الذى تقدمه الدولة لكل المرشحين حفاظا على استقلاله. وتأكد للإعلام مثالية الرجل الزائدة عن الحد بسؤاله: هل ستصوت لنفسك: فكان رده: لا.. سأضع ورقة بيضاء وفى أقصى الحالات لن أختار نفسى» والمعنى الذى أراد إيصاله أنه يريد أن يصل بأصوات أنصار برنامجه الانتخابى لا المنتفعين ولو كان هو نفسه.
على الجانب الآخر يعتبر ما حققه نبيل القروى من أصوات (15٫58%) إنجازا كبيرا حيث لم يتمكن من التواصل مع الناخبين فقد ألقى القبض عليه قبل عشرة أيام من بدء الحملة الانتخابية مما أثار تساؤلات حول تأثير السياسة على القضاء. إنجاز كبير فعلا فقد تفوق على عبد الفتاح مورو نائب رئيس حزب النهضة. ويرى البعض أن القضاء الذى رفض طلب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات السماح للقروى بالمشاركة فى المناظرة خلال الجولة الأولى، ربما يوافق هذه المرة، حتى لا يطعن فى نتيجة الانتخابات لعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين لذا من المقرّر إجراء مناظرتين، مدة كل منهما ساعة، خلال الدورة الثانية من الانتخابات التى لم يحدّد موعدها بعد إلا أنه من المرجح أن تجرى 13 أكتوبر القادم. من يدرى فقد يكتب التاريخ هذه المفارقة: مناظرة فى الزنزانة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة