الثلاثاء، 01 أكتوبر 2019 - 08:20 م

كلنا نعرف وندرك ان الريف المصرى يمثل النسبة الأكبر من سكان مصر الـ١٠٠مليون. ليس خافيا ان جزءا اساسىا منهم يعانون من الأمية. فى نفس الوقت ووفقا لواقع الحياة والتقاليد والقيم فان هناك ارتباطا فى الأوساط الريفية بالدين ومبادئه.
من هذا المنطلق يحتل رجال الدين وائمة المساجد والزوايا مكانة سامية واحترام بالغ بين ابناء هذا المجتمع على اختلاف طبقاته. على ضوء هذه الحقيقة فانهم يتمتعون بنفوذ وتأثير كبيرين بين الناس هناك.
استنادا إلى ذلك فإن لرجال الدين دورا متزايدا فى التوجيه والتثقيف والارتفاع بمعدلات الوعى بشئون وقضايا الوطن.ايمانا بكل هذا فانه يتحتم على الدولة والمجتمع ان يولى هذه الفئة كل الاهتمام والرعاية التى تجعلهم مؤهلين نفسيا ومعيشيا للقيام بهذه المهام الجسيمة.
فى هذا الاطار لابد من الترحيب بدعوة الرئيس السيسى بضرورة وضع هذا الامر فى الاعتبار من جانب الحكومة. جرى ذلك فى الاجتماع الذى عقده الرئيس بحضور د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ود.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
طالب الرئيس بتنمية مهارات الائمة وتحسين اوضاعهم المالية والمعيشية من خلال الاستغلال الأمثل لموارد الأوقاف. اشار إلى ان هذا مهم للغاية للانتصار فى معركة التصدى للفكر المتطرف. كما هو معروف فان هذا الفكر المتطرف - المناقض لصحيح الإسلام - هو وسيلة المتآمرين والعملاء لهز امن الوطن واستقراره.
حول هذا الشان فان هناك تفاعلا مع هذا الفهم الرئاسى يتمثل فى الجهود التى يقوم بها الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر فضيلة الدكتور احمد الطيب وكذلك فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى يحرص على المشاركة بنفسه فى مواجهة التطرف. هذه الجهود المشتركة تستهدف تحديث وتجديد الخطاب الدينى بما يتفق مع مبادىء الدين ومتطلباته الصحيحة.
ارتباطا فان هذا الامر يستوجب الإشادة بالتعاون والتنسيق بين المؤسستين الدينيتين العظيمتين فى تفعيل متطلبات التصدى لانحرافات وجرائم التطرف. يأتى ذلك انتصارا ودعما للفكر الدينى الإسلامى الوسطى. هذا الفكر يتبناه الأزهر الشريف ويعمل على نشره ليس فى مصر فحسب وانما فى كل أنحاء العالم. هذا التوجه يدعو إلى التمسك بالتعاليم الصحيحة للدين الحنيف القائمة على السلام والوئام والمحبة وتقديس الحياة والالتزام بالخلق الحميدة والحقوق والواجبات وامن وامان الوطن والمواطن.