مصطفى ونهال
مصطفى ونهال


علماء النفس والاجتماع يحللون أزمة مصطفى أبو تورته مع خطيبته 

منى إمام

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 10:11 م

شغلت أزمة الشاب الذي ترك خطيبته وهرب من قاعة الاحتفالات، والتي عرفت بـ"مصطفى أبو تورتة" حربًا كلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، فتصدرت القصة أكثر "التريندات" تداولًا بين الشباب والشابات.

 

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية, المشكلة التي حدثت بين أحد الشبان وخطيبته والتي تركها في القاعة وانصرف مصطحبًا أهله معه والشبكة والتورتة.

 

وعلق مدرس علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة د.عاصم عبد المجيد حجازي، بأنه مما لا شك فيه أن هذا السلوك مشين يرفضه المجتمع، ويعكس رغبة انتقامية عنيفة لدى هذا الشاب، والطريقة التي يفكر بها هي نفس الطريقة التي يفكر بها الإرهابي والمتطرف، حيث يسعى إلى احتكار الصواب وإلزام الآخرين به وفرض سيطرته عليهم، والحجر على آرائهم وأفكارهم، معتبرا أن من يخالفه في معتقداته ينبغي أن يعاقب.

 

وأوضح مدرس علم النفس التربوي أن الشخص الذي يفكر بهذه الطريقة الانتقامية تكون لديه معتقدات معينة عن الخطأ والصواب، ويسعى دائما لفرضها على المحيطين به ويلزمهم بها، وفي هذه الحالة فإن خطيبته ربما لم تقتنع ببعض هذه الأفكار والمعتقدات وخالفته الرأي، ولأنه لا يملك وسيلة جيدة للإقناع لجأ إلى الانتقام بهذه الصورة التي استهجنتها جميع فئات المجتمع.

 

وأشار إلى أن هذه المشكلة تعكس خللا في أساليب التنشئة الاجتماعية، فالأبناء الذين تمت تنشئتهم الاجتماعية على التدليل الزائد، وتلبية كل رغباتهم، وعدم تبني الحوار كأسلوب لحل المشكلات الاجتماعية، والذين لم يتم تدريبهم على التفكير العقلاني، والذين لم يعرفوا من خلال أسرهم حدود مسؤوليتهم وعلاقتهم بالأخرين، وأنهم ليسوا أوصياء عليهم، هؤلاء تكون قراراتهم مماثلة أو مشابهة إلى حد كبير لهذا القرار الذي اتخذه الشاب مع خطيبته.

 

وأضاف د.عاصم عبدالمجيد، أن هذه المشكلة تعكس خللا معرفيا وعاطفيا كبيرا، بالإضافة إلى الرغبة الشديدة في التملك، فهذا الشاب ربما لم يدرك طبيعة علاقته بخطيبته، وأنها لم تزل غريبة عنه، وأنه ليس له عليها سلطان، وأن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج لا تعطي للخاطب أحقية في فرض رأيه أو قراراته على خطيبته، ومن ثم فإن هذه المرحلة هي فرصة ليتعرف الطرفان على السمات الشخصية والطباع لكل منهما، وهل سيستطيعون قبول هذه السمات والتعايش معها أم لا، وإذا لم يحدث التوافق؛ فينبغي أن يكون إنهاء هذه العلاقة بالمعروف، وبدون تشويه أو تجريح.

 

يوجد فرق شاسع بين الرجل والذكر، سمات الرجال معروفة منذ قديم الأزل، الشجاعة المروءة والمثابرة والكرم والتضحية، فأعظم أبطال قصص الحب كانوا رجالا، ومن مات فداء للحب كان رجل، ومن جن بسبب بعد الحبيب أيضا رجل. 

 

بهذه الكلمات بدأت استشاري العلاقات الأسرية وخدمة المجتمع د.ندى الجميعي، تحليلها للواقعة، مضيفة إن ما فعله مصطفى بعروسته يوم الخطوبة يدل عدم احترامه للمنزل الذي دخله وأهل العروسة الذين استقبلوه بالموافقة، ومهما حدث قبل الخطوبة كان من الممكن أن يعتذر مسبقا حتى بساعات ولكنه دبر وخطط لكي يدمر هذه الفتاة المسكينة؛ ففعله مشين غير مقبول بالمرة، حيث فكر في أن يضع العروسة في موقف الفضيحة أمام أهلها وأصحابها حتى تصبح عبرة من وجهة نظرهم المريضة، ولكن انقلب السحر على الساحر وفضح وأصبح حديث السوشيال ميديا والناس يتهافتون بالتنمر الصريح عليه، ولكن هنا نقف أمام الآية القرآنية: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» كان مصطفى يريد أن يفضح خطيبته بين العشرات ويكسر قلبها ويدفنها بالحياة خجلا حتى جعله الله عبرة ومسخة يتحدث عنها الجميع.

 

واضافت الجميعي: "ولكن هذه العروسة لابد أن تحمد الله على ما فعله قبل الزواج، فمن الممكن ان يمثل شهور بعد الزواج مثل تمثيله السعادة والرقص ساعات قبل الخداع ولكن الله انقذها قبل وقوع جريمة اكبر بحقها، حيث نوهت العروسة ان ما تم بالاتفاق مع أهل العريس ويضحكون ساخرين منها". 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة