جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أكتوبر.. الحاضر دائماً!

جلال عارف

السبت، 05 أكتوبر 2019 - 06:28 م

لم تكن «أكتوبر 73» فقط انتصاراً على العدو الذى احتل الأرض، ولا على الهزيمة التى وقعت قبل ست سنوات.. وإنما كانت أكبر من ذلك بكثير.
كانت «أكتوبر» رداً على الذين تآمروا على مصر ليقطعوا الطريق على مسيرة بناء الدولة الحديثة، ويوقفوا جهود التنمية والتقدم، ويضربوا مركز القيادة لوطن عربى كان قد غادر لتوه سجن الاستعمار ليبدأ بناء الدولة الوطنية بعد عهود من القهر والإذلال والتخلف.
وكانت «أكتوبر» هى الرد على العملاء الذين صلوا شكراً لله على هزيمة مصر فى 67 كما أقر أئمة عصابة الإخوان وهم يتباهون بالخيانة.
وكانت «أكتوبر» رداً على من راهنوا على أن مصر لن تكون هى مصر بعد الهزيمة، وأن جيشها لن يكون قادراً على القتال لعشرات السنين، فإذا بالشعب العظيم يعلن التحدى ويرفض الهزيمة فى 9 يونيو، وإذا بالجيش الذى أقسم على الثأر يبر بوعده ويعيد الأرض والكرامة فى «أكتوبر» العظيم.
ولم تكن «أكتوبر» فقط هى العبور التاريخى إلى سيناء، ولكنها كانت أيضا الوعد بأن ما تحرر بالدم وبأغلى التضحيات لن يدنسه احتلال، ولن تستبيح أرضه عصابات مأجورة أو مخططات لا تفهم أن حدود أقدم دولة فى التاريخ لا يمكن المساس بها، وأن ما تحرر بالدم لا يمكن أن يكون محل مساومة أو ميداناً لصفقات بائسة لا تعرف قيمة أوطان مثل مصر، ولا تفهم حكم التاريخ لأنها لا تملكه!
هذا العام تأتى ذكرى «أكتوبر» ومصر تواجه أصعب التحديات.
لا بأس إذا كان «البعض» لم يتعلم من درس أكتوبر حتى الآن. نعرف أن الذين صلوا شكراً لله على هزيمتنا فى 67 لن يتوبوا عن خيانتهم، وأن الذين تآمروا على مصر لن يتوقفوا على التآمر. لكننا نعرف جيداً أننا ـ شعباً وجيشاً  لم نغادر طريق أكتوبر.. ولن نغادره!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة