كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الأيام القادمة !

بوابة أخبار اليوم

السبت، 05 أكتوبر 2019 - 06:57 م

التاسعة مساء 3 يوليو 2013، انطلقت مظاهرات الفرح فى الشوارع، وعاد الأمل للقلوب الخائفة والوجوه الحزينة، وامتلأت الميادين بملايين البشر، الذين خرجوا كالموج الهادر، يحتفلون باسترداد وطنهم.. ولا يجب أبداً أن تنطفئ فرحتهم على مر السنين.
كتب لمصر عمر جديد، واستردت ثقافتها وتاريخها وحضارتها، من أيدى عصابة إرهابية شريرة، جاءت إلى الحكم فى ظروف صعبة، وبدلاً من أن تكون عوناً للبلاد، كانت عذاباً وشقاءً.
تعاود الآن الكرَّة، بالهجوم المباغت من عدة جبهات، ظناً أن ما حدث يمكن أن يتكرر، بالعودة إلى نقطة الصفر، والنفاذ إلى مسرح الأحداث ولو من خرم إبرة.
بدأوا العد التنازلى مبكراً، منذ شهر مضى حتى 25 يناير القادم، لإعادة الفوضى إلى الشوارع، وتأجيج الغضب، وتصعيد بعض الأحداث التى مهدت لأحداث الفتنة:
*أولاً:* حسناً فعل وزير الداخلية والنائب العام، بحبس ضابط الشرطة الذى اعتدى على محامى المحلة، ولا يمكن أبداً الإساءة للشرطة وتضحياتها ودورها البطولي، لمجرد خطأ ارتكبه أحد أفرادها، فلا أحد فوق القانون، وذكريات خالد سعيد وفيديوهات التعذيب وغيرها، لن تعود مرة ثانية.
جربنا الحياة بعد ضرب الشرطة، وكيف زادت معدلات البلطجة بالمخدرات والاغتصاب وسرقة السيارات وميليشيات الإخوان، وتأكد الناس أن هذا الجهاز الوطنى لا غنى عنه، وأن الأخطاء يتم تطهيرها أولاً بأول.
ثانياً: وائل غنيم «عارى الجسد» والعقل وأمثاله لن يعودوا للحياة، وهو يقلد غاندي، والخطر الخفى هو من صنعوا وائل غنيم، حتى لا يتسللوا بأساليب مبتكرة.
أصبح الشباب هم الهدف الثابت لاسترجاع الفوضى، ويتم الدخول إليهم من أبواب كثيرة، وتهيئة العقول لثقافة الرفض والغضب ثم التمرد، فالميادين يحرض عليها شيوخهم ويشعل فتيلها الصغار.
ثالثاً: التشكيك فى حزمة الإصلاحات المنتظرة قبل أن تبدأ، والانتقادات لا تضع فى حسبانها ظروف المرحلة الصعبة، والحاجة إلى توسيع شرايين المجتمع، لفرز قيادات وكوادر تفرض نفسها، دون تزكية من أحد.
السؤال مثلاً: ماذا فعلت الأحزاب والقوى السياسية فى السنوات الخمس الماضية، استعداداً لانتخابات البرلمان؟، ما الكوادر التى قدمتها؟.. غير الشكوى المعتادة منذ نشأتها من القيود الأمنية ومحاربة الدولة للعمل السياسى والحزبي؟
رابعاً: التوازن الإعلامى مطلوب، ويجب أن يتعامل مع الأحداث بحجمها واهتمام الناس بها.. وخذ - مثلاً - خفض أسعار البنزين ربع جنيه، ولم يكن مناسباً الترويج لهذا الخبر أو تضخيمه، لتجنب هجوم السخرية والتنكيت، بينما المشروعات العملاقة لم يكن لها نفس الاهتمام.
الناس يؤمنون بالدليل أكثر من القسم، وكثير من الأدلة تحتاج الشرح والتوضيح، بشأن جهود الدولة لتحسين الظروف المعيشية، وإتاحة فرص الحياة الأفضل، أما البحث عن ثغرات للتشكيك فى أى إنجاز، فهذا يستهدف فقدان الثقة والأمل فى عبور الأزمات.
الخلاصة: فرحة الناس التى انطلقت مساء 3 يوليو 2013، يجب استمرارها وتفعيل بريقها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة