عبد الحميد عيسى
عبد الحميد عيسى


أمواج

زجاج الجرة ضرب لبره

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 09 أكتوبر 2019 - 07:50 م

عبد الحميد عيسى

فى الزمن الماضى لم تجد المياه الغازية مأوى سوى هذا المصنوع من الزجاج الشفاف حيث تتشكل الزجاجة على حسب الشركة المنتجة، وفى النهاية تنتهى بغطاء مشرشر من المعدن يحمل قطعة من الفل ليغلق الزجاجة بإحكام تاركا للمفتاح الخاص الذى يتدلى بخيط عند البائع فتح الزجاجة إذا كان المشترى يريد أن يطفئ ظمأه فى الحال ويعيدها له فارغة، أو يفتحها عند البائع ويظل محتفظا بالغطاء فوقها يحميه بيده لتوصيلها إلى من أرسله لشرائها، ربما كان مريضا، حيث كان المريض يعتقد أن هذه الزجاجة، تكفى للشفاء مما ألم به، فلم تكن هذه الزجاجة تستمتع بسكن ثلاجات هذه الأيام ذات الأدوار المتعددة والألوان الجذابة، أو كانت تحتمى بالفريزر متعدد الأدراج لكنها كانت تكتفى بطقس البيئة الطبيعية حيث يحمل (الزير) نوعا وتحمل (الجرة) نوعا آخر وما عليك إلا أن تدخل يدك فى أحدهما لتنال ما تريد، المهم أنك تعيدها فارغة مرة أخرى.
لكن يبدو أن الزجاجة طبقت المثل القائل «كان فى جرة وخرج لبرة» فإلى وقت قريب كانت حتمية إعادة الزجاجة الفارغة إلى البائع أو دفع ثمنها «رهنا» حتى تعيدها إليه مرة أخرى، ولكن مع مرور الزمن وتعدد العبوات من البلاستيك والمعدن والورق، وتأثرها بمنظومة الـ « تيك أواى» أصبحت الزجاجة تباع كاملة، فخرجت علينا لتشكل خطورة بالغة على مجتمع الشباب.
فما من حارة أو شارع تحدث فيه مشاحنات بين الشباب إلا وكانت الزجاجة هى السلاح الأول المستخدم، بينما غاب القلم والشلوت وتقطيع الهدوم وأصبحت إسالة الدماء هى الانتصار.
اوقفوا زحف الزجاجات الفارغة، وأعيدونا ولو مرة إلى زجاجة الزير والجرة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة