جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

العراق ولبنان.. وأزمة ملوك الطوائف

جلال عارف

السبت، 26 أكتوبر 2019 - 07:22 م

لم يترك الاحتلال الأمريكى للعراق الشقيق وراءه بلداً تم تدميره عمداً، ولكنه ترك أيضا نظاما طائفيا يواصل التدمير وينتج فساداً قادراً على مصادرة المستقبل.
الغزو الأمريكى الغاشم الذى وعد بأن يقدم النموذج الديموقراطى الذى تحتذيه كل دول المنطقة، اكتفى بتخريب كل مقومات الدولة، وتركها مستباحة لتفوز القوى الاقليمية المعادية للعروبة، وللميليشيات الطائفية، وللفساد الذى ينهش فى جسد العراق ويستنزف ثرواته ويبدد طاقاته.
اليوم ينتفض شعب العراق الشقيق على كل ذلك، وكما فى لبنان تخرج الحشود ضد طبقة سياسية فقدت غالبية الشعب ثقتها فيه، يتخطى الناس كل الحواجز الطائفية والمناطقية ليتحدوا فى طلب العدل والكرامة واستعادة الدولة من قبضة ملوك الطوائف.
فى العراق كما فى لبنان، ترد الطبقة السياسية على طريقة «فهمنا كم» أو «الرسالة وصلت.. شكرا». ثم يكتشف الناس ان الطبقة السياسية لم تفهم الا ماتريد فهمه، وأن الرسالة لم تصل، وأن التعامل يتم على طريقة «إديهم حاجة» وبتقديم حلول جزئية تجاوزتها الاحداث، ولم تعد قادرة على التعامل مع أجيال تعبت من تحمل تبعات الفساد، وميراث عهود مع نظام طائفى وضع البلاد على حافة الانهيار.
وللأسف الشديد..  لاتبدو الطبقة السياسية (فى العراق أو لبنان) قادرة حتى الآن على استيعاب الموقف. وبدلا من فتح الأبواب نحو التغيير الجذرى المطلوب ليتم بأمان، بدأنا نسمع «نحن.. أو الفوضى والحرب الاهلية» كأنهم لا يدركون ان الملايين خرجت لتسقط هذا الطريق الذى أورثها الخراب، والذى عاش عليه طويلا ملوك الطوائف!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة