جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

عندما تنتهى المهمة!!

جلال عارف

الأحد، 27 أكتوبر 2019 - 07:24 م

كان «البغدادى» يعرف أن دوره انتهى. ولهذا كان ينام وهو يلبس «السترة الناسفة». قبله كان «أسامة بن لادن» يدرك نفس الشئ، لكنه كان يظن -فيما يبدو- أنهم سيكتفون باعتزاله، ولم يدرك أن مثله لن يسمح له بأن يكون إرهابياً على المعاش ومعه كل الأسرار التى ظن أنها تحميه!!
لم يكن ممكناً أن ينطلق أى من الرجلين فى عالم الإرهاب إلا بدعم أجهزة استخبارات عالمية حولت بن لادن فى فترة ما إلى رمز «الجهاد» فى خدمة أهداف أمريكا خلال الحرب الباردة. ولم تكن صدفة أن ينطلق «البغدادي» من احتلال «الموصل» إلى الاستيلاء على ثلث سوريا ليقيم ما أسماه «دولة الخلافة»، وأن يفعل كل ذلك فى هذه الفترة الوجيزة ليصبح -بدعم نفس الأجهزة التى دعمت فى السابق بن لادن- هو «أمير الارهاب» الجديد.
لم تختف «القاعدة» بعد قتل «بن لادن» بالطريقة الهوليودية التى تم إخراج العملية بها. ولن تختفى «داعش» بالنهاية المحتومة للبغدادى. اللعبة ستستمر، وسينتجون الطبعة الجديدة من الإرهاب التى تلائم احتياجاتهم، وتستنزف قوى العرب والمسلمين، وتساعد فى تنفيذ المخططات الموضوعة لخدمة أهداف القوى التى تتصارع للهيمنة على المنطقة.
لم ينته الارهاب. فقط يتم التخلص من قيادات انتهى دورها لتخلى الطريق لقيادات جديدة بتكليفات أخرى.
علينا أن نراقب الموقف جيداً. فكر الأرهاب مازال موجوداً، والقوى التى ترعاه منذ نشأ مع «الاخوان» مازالت ترعاه.
عملية إعادة هيكلة التنظيمات الإرهابية تجرى منذ فترة. التنسيق بين «القاعدة» و«الدواعش» يتم فى بعض المواقع ومنها ليبيا و«الاخوان» وحلفاؤهم فى تركيا وقطر ويدعمون ذلك والرعاة الكبار يتولون الاشراف ويضعون الخطط ويأتون بالقيادات ثم يتخلصون منهم عندما تنتهى أدوارهم!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة