الدكتور جمال واكيم
الدكتور جمال واكيم


حوار| أستاذ بالجامعة اللبنانية: هذه أسباب التظاهر.. و3 وجوه أتوقع ترشحها لرئاسة الحكومة

ناريمان فوزي

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 03:36 ص

قبل مرور أسبوعين على الحراك الثوري بلبنان حيث انتفض الملايين رفضا لسياسات الحكومة ومطالبين برحيلها ورحيل الطبقة السياسية، أقدم سعد الحريري على تقديم استقالة حكومته مؤكدا على أن مصلحة لبنان فوق المصالح الشخصية.

 

وقبل استقالته، حاول الحريري استرضاء المحتجين بتقديم ورقة إصلاحية تحمل بنودا ونقاط عديدة لكنها لم تلقى استحسان الغالبية ورفضوها مستمرين في مطالباتهم برحيل الحكومة ورحيل السياسيين "كلن يعني كلن".

 

وربما يتميز الحراك في لبنان بكونه شعبي بإمتياز ينأى بنفسه عن الدخول في الحسابات والمصالح الشخصية كما يخلو من النعرات الطائفية التي اتسم بها المشهد السياسي بلبنان.


رفع المحتجين مطالبهم التي تمثلت في استقالة الحكومة، تشكيل حكومة تكنوقراط، تغيير قانون الانتخاب وطرح قانون انتخاب لا طائفي وإجراء انتخابات مبكرة واختيار حكومة وتغيير نظام الحكم، وقد تحققت منهم استقالة الحكومة.

 

في هذا الصدد، يتحدث الدكتور جمال واكيم أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية ببيروت، في حوار لـ"بوابة أخبار اليوم" حول آخر الأوضاع بدولة الأرز وما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

 

- ما الأسباب التي دفعت اللبنانيون إلى التظاهر والاحتجاج؟

أشار واكيم إلى أن هناك عدة أسباب لما شهدته لبنان وهي عبارة عن سيطرة الطبقة السياسية على مقدرات الأمور في البلاد وانتهاج سياسات اقتصادية تهدف إلى ضرب الليبرالية وضرب القطاعات الإنتاجية إضافة إلى الاعتماد على القطاع المالي المضارب واحتكار الثروة بيد زعماء الحرب.

 

وأضاف "ثانيا على مدى ثلاثة عقود كان هذا النظام السياسي يمر من أزمة لأخرى أبرزها نظام المحاصصة الطائفية، فلبنان دولة صغيرة ذو موارد قليلة وهو ما أدى إلى تراكم المديونيات على البلاد فاقت نسبة الـ200% من الناتج المحلي القائم وهو الأضخم بالعالم إضافة إلى توقف الاستثمار الحكومي بمختلف القطاعات مما أدى إلى تهالك المؤسسات العامة والخدمة العامة وهو ما تجلى مؤخرا بقضية النفايات والطرقات غير المعبدة وقضية الكهرباء، تلك الأزمة المزمنة في القرن الحادي والعشرين إضافة إلى الخدمة العالية والتكلفة العالية لترميم البنى والمقاولات التي تذهب إلى المحاسيب".

 

- هل أثر موقع لبنان الجيوسياسي على أوضاعها؟

لفت د.واكيم إلى أنه هناك بعد إقليمي، فلبنان في منطقة مهتزة إقليميا وهو يعتبر جيوسياسيا متاخم لسوريا ففي حال استقرار الأوضاع بسوريا تستقر في لبنان.

 

وأضاف" الولايات المتحدة أرادت إشعال أزمات في هذا المحيط وهو ما يفسر سبب اندلاع الأوضاع بالعراق وهو أيضا يفسر سبب اندلاع الأزمات بلبنان، بالطبع ليسوا هم السبب الأوحد ولكنهم جزء عبر الضغط على الاقتصاد اللبناني الهش وشراء الذمم إضافة إلى التجذابات بين أقطاب النظام السياسي الواحد ومحاصصاتهم التي عطلت البلاد ووصولا إلى محاولة فرض ضرائب جديدة على الطبقة الوسطى والفقيرة وإعفاء أنفسهم أثرياء الحرب والمضاربات من لك الضريبة".

 

- هل كانت هناك تيارات محددة شاركت في الحراك؟

أكد واكيم على أن هنالك حديث عن مجموعات عدة شاركت في الحراك، الجمهور الأوسع من الناس هو الجمهور الغاضب الناقم من الشعب، ولكن الكتل المنظمة هي كتل موجودة هنالك أحزاب صغيرة غير ميليشياوية مثل حركة شعب أو الحزب السوري القومي الاجتماعي أحد فروعه وليس الفرع الذي بالسلطة، المرابطون، الديمقراطي الشعبي، التنظيم الشعبي الناصري، وهناك أيضا جمعيات أهلية مستقلة إضافة إلى أن مجموعات مرتبطة بتمويل أمريكي ويضاف إليها أحزاب في الحكومات والقوات اللبنانية وأنصار جنبلاط بسبب خلافهم مع جبران باسيل وسعد الحريري إضافة إلى مجموعات تابعة للواء السابق بالدرك أشرف ريفي، المدير العام السابق للأمن الداخلي وجمهور كبير من الفقراء والمساكين والموعودين بالتوظيف.

 

- كيف ترى دور حزب الله..وماتعليقك على خطب حسن نصر الله؟

أشار واكيم إلى أن حزب الله يهمه من الدولة فقط مسألة حماية المقاومة ولذلك قبل 2005 لم يكن يهتم كثيرا بالدخول في الدولة لأنه كان يريد النأي بنفسه من تجاذبات مخصصات الدولة اللبنانية، فالمقاومة هنا جدير بالذكر جاءت كرد فعل للاعتداءات الإسرائيلية منذ خمسينيات القرن الماضي وهنالك عدة مقاومات من ضمنها المقاومة الإسلامية لحزب الله المدعومة من سوريا وإيران وهو ما لايخفيه أحد في المقاومة، بعد 2005 صار حزب الله يشارك بالحكومة بالحد الأدنى لإعطاء الغطاء الشرعي للمقاومة اللبنانية، الإرباك الذي حدث الآن للمقاومة سببه أن حالة عدم الاستقرار قد تؤثر على المقاومة إضافة إلى رؤيتهم بأن هناك أيد أمريكية تود إزاحته من الساحة اللبنانية، بالأساس نتائج خطاب نصر الله كانت ضئيلة نتيجة ضعف خطاب رئيس الجمهورية بحد ذاته.

 

- كيف كنت ترى الورقة الإصلاحية للحريري قبل استقالته؟

قال واكيم "الورقة الإصلاحية، كنت أرى أن الحريري جاد فيها ولكن الورقة لم تكن كافية، هناك حالة من عدم الثقة بين الشعب اللبناني والطبقة السياسية الحاكمة، خصوصا أنه تلقى الكثير من الوعود التي كانت تذهب هباءا، مثال على ذلك أساتذة الجامعة اللبنانية كانوا قد أضربوا لمدة شهر ونصف ربيع العام الماضي، وأعطيت لهم وعود وفي الليلة التي اندلع بها المظاهرات قبل ساعات قليلة كانت الحكومة قد أعلنت تراجعها عن الوعود التي أعطتها للأساتذة".

 

- كيف ترى استقالة الحريري؟

أشار الأستاذ بالجامعة اللبنانية بأنه هناك عدة أسباب وأبعاد لاستقالة الحريري، أولا فيما يخص البعد المحلي فالاقتصاد اللبناني يعاني من عقود طويلة من سوء إدارة الإقتصاد ومن عملية نهب منظمة تقوم بها كل الطبقات السياسية المتحكمة بأمور البلاد إضافة لذلك فتلك الاستقالة تأتي أيضا نتيجة سياسة تدوير القطاعات المنتجة ورهن البلاد لنظام المضاربات المالية والاقتراض من الدول الأجنبية وتهالك البنى التحتية.

 

- ماهي السيناريوهات المتوقعة بعد استقالة الحريري وحكومته؟

هناك عدة سيناريوهات أفضلها أن يعاد تكليفه هو مع حكومة مصغرة ولكن هناك إشكالية، فمعروف بأن كل الحكومات التي تعاقبت على لبنان كان حزب الله يريد أن يكون جزء منها ليس لرغبته في الإنتفاع بل لرغبته في إعطاء مشروعية للمقاومة.


ولفت بأنه يتوقع حدوث فوضى لرغبة حزب الله في الإبقاء على سلاحه للمقاومة في الوقت ذاته تود الولايات المتحدة نزع هذا السلاح حتى تعطي الأفضلية لإسرائيل.

 

من برأيك تتوقع أن يخلف الحريري في رئاسة الحكومة المقبلة؟

أجاب واكيم قائلا "أتوقع ترشيح فؤاد السنيورة، إضافة إلى نجيب ميقاتي كما أن هناك آخرون يطمحون للمنصب لكنني أتوقع منافسة الحريري جنبا إلى جنب مع رئيسي الحكومة السابقون السنيورة وميقاتي".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة