د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

الكفاءة ١

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 07:16 م

مازالت قضية جدلية، نتفق أو نختلف عليها، لكن الحق حق ويجب اتباعه، القضية هى أيهما أفضل «الكفاءة أم الأقدمية» لشغل الوظائف والمناصب، كان هذا محور رسالة القارئ العزيز المهندس هانى صيام الذى ينعم بالمعاش مثلى، يقول: حسم الكابتن حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى لكرة القدم الجدل حول شارة قيادة الفراعنة فى الفترة المقبلة، مؤكدا أنه ناقش هذا الأمر مع اللجنة الخماسية المؤقتة لاتحاد كرة القدم، وانتهى إلى أن (الأقدمية) هى الأفضل فى هذا الشأن.
وتعليقا على ذلك أقول إن (الأقدمية) هى المعيار الوحيد الذى يتسم بالشفافية المطلقة ولا مجال فيه للتمييز أو المجاملة أو جبر الخواطر ومن ثم لا تشوبه ريبة أو يدنسه شك حيث إنه ثابت وموثق ولا يختلف عليه اثنان ذوا عدل !!، وأرى أن (الأقدمية) عامل مرجح وعنصر مفاضلة لا غنى عنه، ليس فقط عند تسمية كابتن الفريق أو قائد المنتخب فى مجال الرياضة، وإنما أيضا فى مجال العمل، عند الترقية إلى الوظائف التقليدية الأعلى (المعاونة والإشرافية ودون القيادية).. أما (الترقية بالاختيار) فتعد فى تقديرى المتواضع أشهر سوق لرواج الكوسة، حيث تمهد الطريق إلى فتح الأبواب الخلفية لكى يتسلل منها أصحاب الحظ السعيد من ذوى الواسطة وأهل المحسوبية، وحملة صكوك النفاق الإدارى!!، وفيما يخص المناصب القيادية الرفيعة، ومواقع المسئولية، مثل الوزير ونوابه ومساعديه ووكلاء الوزارة ورئيس مجلس الإدارة فلا مجال للأخذ بالأقدمية المطلقة، إذ قد يصدر التكليف لكوادر شابة واعدة، حيث تستند عملية الاختيار إلى محاور الكفاءة والتفرد والمهارات الذاتية والسمات الشخصية، وغير ذلك من الصفات التى قد لا توفرها الأقدمية على النحو الأمثل.
وانا أتفق وأختلف مع القارئ العزيز، فقد ثبت أن النظام التقليدى فى التعيين والأقدمية فشل، وأنتج لنا على مدى سنوات عجاف تزيد على الخمسين سنة جيشا من الموظفين كغثاء السيل، لا إنتاج ولا خدمات يستطيعون تقديمها، وقدم لنا أسوأ نوعيات من الموظفين، ومثال على ذلك جيش السعاة والفراشين فى كل وزارة ومصلحة ومؤسسة، لا عمل لهم سوى إفشاء أسرار العمل وزحمة الطرقات، بينما يمكن الاستفادة منهم فى أعمال إنتاجية، العمال والموظفون فى الدولة يحاربون التكنولوجيا الحديثة التى تيسر عمل وخدمات المواطنين، من أجل الحفاظ على درج المكتب وجيب الموظف مملوءا بالرشاوى، نحن نحتاج يا سيدى إلى نظرة جديدة للتشغيل والتوظيف والترقية وشغل المناصب، وللحديث بقية بإذن الله.
دعاء: اللهم ارحمنا واعف عنا واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة