جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

أخيرًا لا يصح إلا الصحيح.. ومبروك للسياحة

جلال دويدار

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 07:22 م

 شكرًا للأمن والاستقرار.. الذى دفع الحكومة البريطانية إلى إلغاء الحظر الذى كانت قد فرضته على طيرانها إلى مقاصدنا السياحية وبالأخص شرم الشيخ. القرار يفتح الطريق أمام عودة السياحة البريطانية إلى سابق انطلاقتها قبل قرار الحظر الذى استمر أربع سنوات.  كان لهذا الحظر الذى أعقبه قرار مماثل لروسيا تأثير سلبى على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
حدث ذلك نتيجة أن مصر كانت تستقبل حوالى المليون سائح بريطانى بالإضافة إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين سائح روسى. هذان القراران كانا بمثابة ضربة قاصمة لدخلنا من العملات الأجنبية حيث بلغت الخسارة أكثر من ثلاثة مليارات.
>>>
 اللافت للنظر أن قرار الحظر البريطانى صدر فى أعقاب حادث سقوط طائرة السياح الروسية وعليها ما يزيد عن ٢٢٠ راكبا فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ. بريطانيا اتخذت هذا القرار رغم أنه لم يكن على الطائرة المنكوبة أحد من رعاياها. أدت هذه المبادرة من جانبها.. إلى إحراج الدولة الروسية التى كان كل الضحايا يحملون جنسيتها وهو ما أجبرها على إصدار حظر مماثل.
على مدى السنوات الأربع لهذه المقاطعة للسياحة المصرية كانت هناك اتصالات على كل المستويات لإثناء الدولتين عن هذين القرارين إلا أنها لم تفلح إلى أن عدلت بريطانيا عن موقفها أواخر الأسبوع الماضى. كانت الدولتان قد استجابتا جزئيا للجهود المبذولة العام الماضى. تمثل ذلك فى سماح بريطانيا لسياحها بالسفر إلى الغردقة إلى جانب القاهرة.
 الحقيقة أنه لم يكن هناك من مبرر لاستمرار هذا الحظر سواء من بريطانيا أو روسيا خاصة بعد ما تم اتخاذه من إجراءات أمنية وتجهيزات على أعلى مستوى من جانب مصر شملت كل مطاراتها بشهادة البعثات الأمنية.
>>>
من المؤكد أن قرار رفع الحظر البريطانى أتاح للرئيس السيسى فتح موضوع صدور قرار روسى مماثل خلال مباحثاته مع الرئيس بوتين على هامش حضوره القمة الروسية الأفريقية فى سوتشى. لاجدال أن الاقدام على رفع هذا الحظر الروسى يتوافق والرغبة الشديدة من جانب السياح الروس لعودة رحلاتهم إلى شرم الشيخ التى يعشقونها. إن الدليل على ذلك تحايلهم على قرار الحظر من خلال التوجه إليها عن طريق تركيا وأوكرانيا وبعض عواصم دول القوقاز.
ليس خافيًا أن اختفاء السياح البريطانيين والروس من شرم الشيخ كان سببًا فى حالة كساد وركود حادين. هذه الحالة بدأت تخف حدتها فى الشهور الأخيرة على واقع النمو السياحى الذى بدأت تشهده مصر المحروسة بشكل واضح. حدث ذلك نتيجة الأفواج السياحية الوافدة من أسواق أخرى قديمة وجديدة تم تنشيطها.
>>>
من حق د. رانيا المشاط وزيرة السياحة أن تسعد بالقرار البريطانى تواصلا مع انتعاش روحها المعنوية تأثرا باستعادة السياحة صناعة - الأمل لعافيتها. هذه المشاعر لابد أن تدفعها إلى بذل المزيد من الجهد سعيًا لتحقيق الطفرة التى نتطلع إليها جميعا لتعظيم دور السياحة فى دعم ومساندة المسيرة الاقتصادية. هذا التحرك المأمول يتطلب ويحتاج إلى التجاوب والتعاون والتفاهم والتنسيق الفاعلين من جانب قطاع الأعمال السياحى. يأتى ذلك إدراكا بأن المحصلة فى النهاية ستكون لصالحهم ولصالح الدولة.
 من ناحية أخرى فإن قرار رفع الحظر عن سفر السياح البريطانيين لشرم الشيخ جاء فى وقت رائع قبل افتتاح السوق العالمى للسياحة فى لندن الذى تبدأ فعالياته يوم الرابع من شهر نوفمبر القادم. من المتوقع أن تكون المشاركة المصرية التى ستكون برئاسة الوزيرة لها طعم ثانٍ ولأول مرة منذ أربع سنوات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة