صورة مجمعة
صورة مجمعة


انتخابات الجزائر| «حاشية بوتفليقة».. وجوه قديمة تسعى للسلطة

أحمد نزيه

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 10:42 ص

بدأ العد التنازلي لإجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر، والتي تؤشر على حقبةٍ جديدةٍ في تاريخ البلاد، بانتخاب سابع رئيس في تاريخ البلاد، خاصةً أنها تأتي في ظل حراكِ شعبيٍ مستمرٍ منذ مارس من هذا العام.

 

هذه الانتخاباتٌ ترسم ملامح الجمهورية الجزائرية لمرحلة ما بعد عبد العزيز بوتفليقة، الذي احتكر منصب الرئاسة في البلاد لنحو عقدين من الزمن بدءًا من عام 1999، وحتى أبريل من هذا العام 2019 .

 

ولم يعرف الجزائريون في القرن الواحد والعشرين رئيسًا منتخبًا سوى بوتفليقة، الذي جرى انتخابه لأربع ولاياتٍ رئاسيةٍ، كان آخرها عام 2014، قبل أن تُجبره انتفاضةٌ شعبيةٌ على الاستقالة من منصبه في أبريل الماضي، وذلك بعد أن نوى الترشح لولايةٍ خامسةٍ.

 

إعلان المرشحين وسط احتجاجات

وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر يوم السبت الماضي، أن خمسة مرشحين، من بينهم رئيسان سابقان للوزراء في البلاد، سيخوضون المعترك الرئاسي المقرر له الثاني عشر من شهر ديسمبر المقبل.

 

واستبعدت اللجنة أوراق ترشح معظم من أودعوا ملفات ترشحهم، واقتصر الأمر على قبول خمسة مرشحين، قالت اللجنة إنهم استوفوا شروط الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

وقدم 23 شخصا أوراق ترشحهم إلى لجنة الانتخابات لكن معظمهم لم يوفوا بمتطلبات الترشح ومن بينها جمع توقيعات من 25 ولاية من ولايات الجزائر البالغ عددها 48 ولاية.

 

ومن بين المرشحين الخمسة أربعة أسماء تقلدت مناصب وزارية إبان حقبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إضافةً إلى عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.

 

ويأتي إعلان المرشحين للانتخابات، في وقتٍ يمضي حراكٌ في الشارع الجزائري يناهض إجراء الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، ويطالب بإرجائها إلى العام المقبل، رافضين إشراف من يعتبرونهم رموزًا لنظام بوتفليقة على المشهد السياسي في البلاد والانتخابات الرئاسية.

 

ويطالب المحتجون الآن برحيل باقي رموز الحرس القديم ومن بينهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وعدم إشرافهم على أي خطوةٍ في المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.

 

ومع ذلك، تبدو الانتخابات في طريقها للانعقاد هذه المرة في الثاني عشر من ديسمبر المقبل، بعد تأجيلها في وقتٍ سابقٍ هذا العام، بعد عزوف الساسة عن الترشح للانتخابات التي تم الدعوة لها في الرابع من يوليو الماضي.

 

مرشحون من حقبة بوتفليقة

وخلاف عبد العزيز بلعيد، يضم الخماسي المرشح للرئاسة رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة لثلاثة أشهر بين 25 مايو و15 أغسطس 2017، حين تم إقالته ليخلفه أحمد أويحيى، آخر رئيس وزراء في حقبة بوتفليقة.

 

وينتمي عبد المجيد تبون لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان يتزعمه عبد العزيز بوتفليقة.

 

ثاني المرشحين عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة السابق في الجزائر، والذي شغل منصبه خلال الفترة ما بين مايو 2015 ومارس 2019، ورحل مع سقوط حكومة أحمد أويحيى على إثر الاحتجاجات الشعبية في البلاد هذا العام، والتي حالت دون تمكن بوتفليقة من الترشح لولايةٍ خامسةٍ.

 

وثالث المرشحين هو عبد القادر بن قرين، وهو وزير سابق للسياحة في البلاد، إبان حقبة الرئيس الأسبق اليمين زروال، وقد تولى حقيبة السياحة في يونيو عام 1997.

 

ولا يعتبر بن قرين (57 عامًا) أحد رموز نظام بوتفليقة، فهو مجرد وزير سابق بالبلاد، وهو زعيم حزب حركة البناء الوطني الإسلامية.

أما آخر المرشحين وأبرزهم، فهو علي بن فليس، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في البلاد بين عامي 2000 و2003، مع بداية حكم بوتفليقة للجزائر.

وعلى الرغم من أنه عمل رئيسًا للحكومة تحت قيادة بوتفليقة، إلا أنه لا يعتبر من رجاله أيضًا، خاصةً أنه كان أحد أبرز معارضيه في السنوات الأخيرة، وترشح ضد بوتفليقة في انتخابات 2014، التي تمكن من خلالها الأخير من الظفر بولايةٍ رابعةٍ في حكم البلاد.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة