آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

نفط سوريا.. وتصريحات ترامب

بوابة أخبار اليوم

السبت، 09 نوفمبر 2019 - 07:44 م

فجأة قرر ترامب العودة إلى سوريا بعد ان قرر قبلها باسبوعين الانسحاب من هناك.. الذريعة الجديدة للتراجع هى حماية النفط السورى!!
الإعلان الجديد أثار غضب روسيا التى اعتبرت هذه الآبار غنائم حرب تعود لها خاصة بعد أن اتهمت موسكو واشنطن بالقيام بعمل غير قانونى وسرقة نحو 30- 40 مليون دولار شهريا تعود للنظام السوري.. الرد الأمريكى لم يتأخر على لسان وزير الدفاع الذى حذر روسيا والنظام السورى من الاقتراب من آبار النفط السورية.
لا أحد يجب ان يصدق السياسيين مهما قالوا ووعدوا فرغم اعلان ترامب من قبل انه لا يريد ان يتورط اكثر فى الشرق الاوسط او سوريا ولكن الحقيقة شىء اخر فحب ترامب للنفط يحتم زيادة حضور أمريكا فى المنطقة، وهو ما تأكد فى إعلانه الاخير بالاتفاق مع شركة أكسون الأمريكية، لادارة هذه الابار السورية لتمويل المساعدات للأكراد، حتى لا تتضرر الخزانة الأمريكية!
رغم ان بعض الاصوات الامريكية تقول إن الولايات المتحدة لا تحتاج حقا إلى النفط، لأنها تنتج كل النفط المطلوب لها بنفسها، لكن السيطرة على هذه الآبار، توفر لها ذريعة لإبقاء قواتها بسوريا والتاثير فى السياسات هناك.
تصريحات الساسة عادة ما تكون مفاجئة وغريبة، لكنها تتبع الأشكال السابقة ذاتها التى تؤكد كلها ان دول الغرب لن تسحب قواتها من الشرق الأوسط، او مناطق التاثير الاخرى لانها فى الاول والاخر معركة نفوذ وسيطرة وتاثير على السياسات ولهذا تحرص على إبقاء تلك المناطق مشتعلة دائما رغم اعلانها الدائم بالسعى لحفظ السلام.. فمهما قال القادة فلن تسحب أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا جيوشها من الشرق الأوسط. ولن تخرج روسيا من سوريا.. فى الوقت الذى تبحث فيه عن موطئ قدم جديد لها فى المنطقة.
على سبيل المثال لا الحصر فقرار البرلمان البريطانى الحاسم فى عام 2013، الذى رفض فيه النواب بغالبية ساحقة المشاركة فى حملة عسكرية ضد سوريا بعد الهجوم الكيماوى قرب دمشق والدعم الشعبى له، الا ان هذا لم يمنع الطيران البريطانى بعد هذا القرار من القيام بغارات فى سوريا وقصف المدنيين، ولا يزال الجنود البريطانيون يتجولون فى الصحراء السورية، رغم ان بريطانيا تعلن دائما انها لا تريد تورطا جديدا فى حروب المنطقة.
وسبق ان تعهد رئيس وزراء بريطانيا عام 2014 بعدم عودة القوات البريطانية أبدا إلى أفغانستان، وهو البلد الذى تدخلت فيه بريطانيا لمدة 13 عاما الا ان هذا الاعلان تبعه إرسال 400 جندى إضافى ولاتزال القوات البريطانية هناك.
فى الولايات المتحدة أصبح التفاخر بهذا الكلام جزءا من الخطاب الانتخابى الذى يروج له المرشحون للناخبين، فى بلد يحتفظ بـ11 أسطولا من الطائرات حول العالم وعدد يصعب حصره من القواعد العسكرية.. مراجعة بسيطة لوعود ترامب الانتخابية تكشف لنا كذب هذه الادعاءات..
ولتكتمل الصورة يوجد حاليا تسابق بين المرشحين الامريكيين للرئاسة حول من سبق الآخر بالدعوة إلى سحب القوات، فبعد قرار ترامب قال المرشح الديمقراطى بيرنى ساندرز إنه كان «معارضا قويا للحروب التى لا تنتهي»، فيما دعت المرشحة الديمقراطية إليزابيث وارن إلى خروج الولايات المتحدة بشكل كامل من الشرق الأوسط لكنهم عندما يصلون إلى السلطة يفعلون شيئا آخر!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة