الكاتب راجي عامر مع محررة بوابة أخبار اليوم
الكاتب راجي عامر مع محررة بوابة أخبار اليوم


قبل انطلاق مؤتمر «الشائعات.. كيف تصنع؟ وسبل المواجهة»

حوار| منسق مؤتمر «التواصل الاجتماعي»: ندرس تأسيس كيان للعاملين بـ«السوشيال ميديا»

إسراء كارم

الإثنين، 18 نوفمبر 2019 - 06:21 م

- الشائعات هاجس يهدد المجتمع نسعى لكشفه والقضاء عليه

- هدفنا صناعة محتوى قادر على بناء الوعي وجذب الجمهور

- ندرس تأسيس كيان يضم العاملين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي

- المؤتمر يمزج بين الأسلوب العلمي لدراسة ظاهرة الشائعات والآليات العملية لسبل المواجهة

- مكاتب الإعلام في سفاراتنا بالخارج حائط الصد ضد حملات التشويه

- وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على المساهمة في صناعة الصورة الذهنية الإيجابية للدولة

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة الحياة الموازية التي لجأ إليها الناس للاكتشاف والتواصل، فتحولت إلى العالم الذي من السهل الدخول إليه ولكن الخروج منه بمثابة معجزة.


وللوقوف على أبرز التحديات التي يواجهها المجتمع في ظل الانفتاح ومحاولة دس الفتن والشائعات، ينطلق المؤتمر الأول لوسائل التواصل الاجتماعي 30 نوفمبر الجاري، ومن هنا كان لنا حوار مع المنسق العام للمؤتمر الكاتب الصحفي والباحث راجي عامر، لمعرفة التفاصيل.. وإليكم نص الحوار..


- في البداية.. ما هو مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي أهدافه؟

مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي هو حدث سنوي يجمع الخبراء والجهات المعنية لمناقشة كافة القضايا المتعلقة بالمواقع الاجتماعية، ومن المقرر أن تنطلق نسخته الأولى في الثلاثين من نوفمبر الجاري.

ويطلق مركز «دلتا للأبحاث» النسخة الأولى من المؤتمر تحت عنوان «الشائعات: كيف تصنع.. وسبل المواجهة»، ونستهدف من خلالها الوصول إلى فهم كافٍ لأسباب صناعة الشائعات، مع إيجاد صيغة علمية وإعلامية للتصدي لها.

ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 100 من الشخصيات الرسمية والإعلامية والصحفية، بجانب مشاركة من الأكاديميين والمتخصصين في مجال إدارة وسائل التواصل الاجتماعي.

- ما هي الأهمية التي يحتلها المؤتمر الأول لوسائل التواصل الاجتماعي؟

تتجلى أهمية مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي وفق العديد من الاعتبارات، الاعتبار الأول، أنه يعد المؤتمر الأول المخصص بأكمله لمناقشة القضايا المتعلقة بهذه المواقع التي أصبحت تحتل مرتبة متقدمة لدى المواطن ولدى الدول على حد سواء، ومن ثم فنحن بصدد «منصة سنوية عامة» ستخصص لمناقشة كافة القضايا والموضوعات المعنية بوسائل التواصل الاجتماعي من جوانبها المختلفة.

الاعتبار الثاني يتعلق بحيوية الموضوع الذي تناقشه النسخة الأولى من المؤتمر وهو قضية الشائعات التي أصبحت تحتل أولوية كبرى لدى المجتمعات المعاصرة، نظرًا لارتباطها بالعديد من المتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية للدول.

ويُعد هذا المؤتمر بمثابة فرصة مناسبة للجهات المعنية المختلفة للتواصل والنقاش بصورة فعالة، حول مستقبل المواقع الاجتماعية وكيفية الاستفادة من الإيجابيات التي توفرها وتجنب سلبياتها.

ومن المقرر بعد انتهاء المؤتمر، أن يتم التحضير لتنفيذ ورش عمل وتدريبات عملية متعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي على مدار العام.


- وماذا عن أهمية المؤتمر لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في التسويق لأنفسهم؟

السنوات القليلة الماضية صنعت وظائف لم تكن متواجدة في السوق من قبل، كما فرضت عددًا من المهن أهميتها، لذلك فإنني أجد أن تأسيس هذا المؤتمر خطوة جيدة لإيجاد منصة تجمع الجهات المعنية للنقاش حول مستقبل المواقع الاجتماعية وتأثيراتها المختلفة.

وفي الفترة الحالية أدرس الشروط والضوابط والقوانين المنظمة والمتعلقة بتأسيس كيان يضم العاملين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب هؤلاء الذين ترتبط أعمالهم بالمواقع الاجتماعية بشكل مباشر مثل صناع المحتوى وغيرهم، وذلك لكي يتولى هذا الكيان مسؤولية توفير التدريبات اللازمة للعاملين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي والدفاع عن مصالحهم بجانب وضع ميثاق شرف للمهنة، ولكن هذه الفكرة مازلت في مرحلة البحث المبدئي، حيث يلزمها الكثير من الدراسة المعمقة حتى لا تتعارض مع المهام الموكلة لجهات أخرى وبما يجعلها ذات فائدة وتأثير حقيقي.

- تناقش النسخة الأولى من المؤتمر قضية الشائعات.. ما الجديد الذي سيقدمه المؤتمر؟

بطبيعة الحال كل الجهود العلمية والإعلامية لمناقشة هذه القضية تصب في خدمة المصلحة العامة للدولة، لكن ما يميز مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي هو المزج بين الأسلوب العلمي لدراسة ظاهرة الشائعات، والآليات العملية لسبل المواجهة، حيث نستهدف رصد الظاهرة وأسبابها وكيفية صناعتها من مختلف النواحي: "السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية" مرورًا بكيفية صناعتها وآليات البث والانتشار، وصولًا إلى الحلول الناجحة لمواجهتها.

- هل يمكن أن يقدم المؤتمر تصورًا لبناء آلية علمية وإعلامية لمواجهة خطر الشائعات؟

يمكن القول أن الهدف الرئيسي للمؤتمر يظهر في البحث عن صياغة «آلية وطنية لمواجهة خطر الشائعات»، تعتمد هذه الآلية على المقاربة العلمية الشاملة لخطر الشائعات: "سياسيًا وإعلاميًا وثقافيًا وتعليميًا وأمنيًا"، وذلك بغرض بناء نموذج إعلامي تنموي ينهض على الكفاءات الوطنية وفق أسس علمية رصينة ودقيقة.

ومن خلال، إجراء الدراسات العلمية المعمقة المعنية بأسباب انتشار الشائعات ومدى تأثيرها على الرأي العام المصري، وفي إطار صياغة «آلية وطنية لمواجهة خطر الشائعات»، سيتم بحث إمكانية اللجوء إلى العديد من الآليات المتنوعة مثل:

أولا: آليات علمية وأكاديمية عبر المقاربة العلمية للشائعات؛ مصدرها- توقيتها- موضوعها- جمهورها- آلياتها- مصداقيتها- أهدافها.

ثانيا: آليات قانونية وتتمثل في إيجاد مظلة قانونية لدعم الصفحات والمواقع التي تهدف لكشف الشائعات مع تفعيل قيم ومواثيق الشرف الإعلامية.

ثالثًا: آليات مؤسسية ويقترح بشأنها أن يتم إنشاء مركز إعلامي مستقل للسيطرة على الشائعات الصادرة من المواقع الاجتماعية، وتتبع مصادرها وتحليلها علميًا، ويكون أحد أدواره تأهيل الكوادر الإعلامية والمعلوماتية لمواجهة انتشار الشائعات.

- ما هي الرسائل التي يرغب المؤتمر في ترسيخها وتوجيهها للرأي العام المصري؟

يستهدف المؤتمر في صياغته العلمية والعملية جملة من الرسائل، يمكن القول إن على رأسها نشر ثقافة البحث عن المعلومة في مواجهة الشائعات، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بتوفير المعلومات الدقيقة والسريعة لاحتواء فوضى انتشار الأكاذيب، وأهمية وضع مقررات دراسية من المراحل الابتدائية يتناول خطورة الشائعات وآثارها السلبية على المجتمع وكيفية التصدي لها، والتوسع في برامج ومناهج الإعلام المتخصص في الجامعات لتخريج أجيال جديدة من المتخصصين في برامج الإعلام التنموي، كذلك سن تشريعات رادعة للجرائم المعلوماتية وجرائم نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

- أضحت الصورة تلعب دورًا مهمًا في صناعـة وترويج الشائعات.. كيف سيتعامل المؤتمر مع هذه القضية؟

انطلاقًا من هذه القضية ودور الصورة في صناعة الشائعة والترويج لها، بل والرسوخ في ذهنية المواطن، سيتم تخصيص الجلسة الثالثة من المؤتمر بعنوان «الخداع بالصورة.. كيف يمكن للصورة أن تصنع الشائعة؟»، حيث سيتم استعراض تجارب لمتخصصين في مجال صناعة الصورة بجانب خبراء إعلام ليضعوا إجابة حول تأثير الصورة في صناعة الشائعة.

- تذهب بعض الأدبيات العالمية إلى اعتبار الإعلام «قوة ناعمة» للدول.. إلى أي مدى ينطبق هذا المفهوم على واقعنا الإعلامي؟

منذ أن تم طرح «مفهوم القوة الناعمة» في الثمانينيات في مجال العلاقات الدولية، لا يمكن تصور القوة الناعمة للدول بدون الإعلام وهناك نموذج واضح وهو القنوات والإذاعات الموجهة، وتحديد دول كبرى مثل: الولايات المتحدة والصين لقنوات تلفزيونية وإذاعية تبث بلغات مختلفة حول العالم، وسارت على النهج ذاته دول أخرى، وهو ما يؤكد أن الإعلام هو أحد عناصر القوة الناعمة للدول، وقد تضاعفت هذه الأهمية مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها أكثر سرعة وانتشارًا.

- مع  سرعة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. كيف يمكن على الصعيد الدولي أن نتصدى للشائعات التي تستهدف النيل من صورة مصر عالميا؟

في إطار تفعيل أدوات «القوة الناعمة» المصرية تظل مكاتب الإعلام الخارجي في سفاراتنا بالخارج أحد أهم أدوات تنفيذ سياسة مصر الخارجية والترويج لها في كافة المحافل الدولية والإقليمية، كما تعمل كحائط صد ضد الحملات التي تسعى للنيل منها أو تشويه صورتها لدى الرأي العام العالمي.

كذلك لا يخفى الدور المهم الذي تلعبه الجاليات المصرية بالخارج، ومدى قدرتها على التأثير على الرأي العام المحلي للدفاع عن المصالح القومية المصرية، وأيضًا وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على المساهمة بقوة في صناعة الصورة الذهنية الإيجابية للدولة، عبر بث الرسائل التي تشرح توجهات الدولة وتدافع عن مصالحها بلغات مختلفة وبما يسمح للشعوب التي نخاطبها بالتعرف أكثر على وجهة النظر المصرية تجاه مختلف القضايا من خلال المواقع الاجتماعية.

وعلى سبيل المثال هناك أهمية لوجود صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تبث رسائل باللغات الأكثر انتشارًا في إفريقيا، لمخاطبة الشعوب الإفريقية من أجل دعم وجهة النظر والمصالح المصرية في القارة.


- بصفتك متخصص في ابتكار استراتيجيات العمل عبر المواقع الاجتماعية.. هل تحتاج مؤسساتنا الوطنية إلى استراتيجية موحدة للتعامل مع هذه المواقع؟

باتت قضية انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة هاجس يزعج العديد من الجهات، الخاصة والعامة، التي تتضرر صورتها الذهنية نتيجة انتشار الأكاذيب حولها، وأصبحت مكاتبها الإعلامية في سباق دائم لنفي الشائعات ومحاولة تصحيح صورتها، وهو الأمر الذي يحتم وجود استراتيجية للتعامل مع هذه الشائعات بجانب الاهتمام بصناعة محتوى قادر على بناء الوعي وجذب الجمهور، أما على مستوى الدولة بأكملها فإنني أرى أهمية العمل على أن يصبح لدينا استراتيجية وطنية عامة لإدارة صورة الدولة المصرية، داخليًا وخارجيًا، عبر المواقع الاجتماعية.

- مع تعاظم دور الإعلام.. كيف يمكن للشائعات من الناحية الإعلامية التأثير على عملية التنمية في مصر؟

مع تعاظم دور الإعلام في المجتمعات المعاصرة، أضحى مفهوم «الإعلام التنموي»، جزءًا من الحياة اليومية للمواطن وللدول خاصة، عندما ازداد الإدراك بأهمية التنمية وشمولها لجميع مناحي الحياة، وعلى الدور الكبير الذي يؤديه الإعلام في التنمية، مما شجع على ضرورة وضع استراتيجيات تنموية يكون للإعلام فيها دور أساسي.

كذلك فإن الإعلام التنموي ينظر إليه باعتباره إعلام مبرمج مخطط، يرتبط بخطط التنمية ويدعم نجاح هذه الخطط لصالح تطوير المجتمع.

ومن هنا تتجلى أهمية الربط بين هذا المفهوم وانتشار الشائعات وتطور صناعاتها باعتبارها أخطر الأدوات التي يمكن أن تؤثر بالسلب على عملية التنمية داخل الدولة، ومن هنا تعاظمت الحاجة لدينا لوجود إعلام شامل ومتكامل يخاطب الرأي العام ويقنعة بكافة المتغيرات والقضايا التي تحيط بعملية التنمية.

الإعلام التنموي في حقيقته هو إعلام متعدد الأبعاد، يشمل البعد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتربوي والمالي والإداري، كما أنه إعلام واقعي في أسلوب معالجته لمسائل المجتمع وطرحها والتعبير عن هموم الناس وتطلعاتها وقابلاً لمسايرة القضايا المستجدة، علاوة على أنه إعلام منفتح، يستفيد من خبرات وتجارب الدول والمجتمعات الأخرى، وأعتقد بأن تجارب الدول في مجال مكافحة الشائعات أضحت من الانتشار عالميًا والتأثير المتبادل إلى الدرجة التي تفرض مثل هذا الانفتاح على الآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية مجتمعنا المصري.


- وماذا عن جلسات المؤتمر؟

يضم ثلاث جلسات، وهي الجلسة الأولى: «كيف تُصنع شائعات وسائل التواصل الاجتماعي.. ومدى تأثيرها.. وكيف يمكن التصدي لها؟»، والجلسة الثانية: «دور المؤسسات الثقافية والإعلامية والدينية في مواجهة الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، والجلسة الثالثة: «الخداع بالصورة.. كيف يمكن للصورة أن تصنع الشائعة ؟».


- وماذا عن أبرز المتحدثين خلال المؤتمر؟

يضم المؤتمر العديد من المتحدثين أبرزهم طارق رضوان الشناوي، رئيس مركز «دلتا للأبحاث»، والعقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، ود.أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، ود. سوسن الفايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي، والكاتب الصحفي الكبير عصام كامل، رئيس تحرير جريدة "فيتو"، ود. أسامة السعيد، مدير مركز أخبار اليوم للتدريب والاستشارات الإعلامية ونائب رئيس تحرير الأخبار.. أيضًا يضم المؤتمر العديد من المتحدثين من خلفيات متنوعة منهم محمد عبد الرحمن، المحلل الإعلامي والمحاضر، وخالد البرماوي، الصحفي والخبير في الإعلام الرقمي، وخالد ناجح، رئيس تحرير مجلة وكتاب وروايات الهلال.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة