عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

مكتبة الإسكندرية والشائعات!

عمرو الديب

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019 - 07:11 م

ضجيج بلا أثر، وضوضاء دون عائد، وحشد بلا ثمر، ذلك هو حال معظم مؤسساتنا الثقافية القومية للأسف، حيث يبدو تأثيرها فى واقعها وبيئتها معدوما، مما يسهم فى اصطناع فضاء شاسع، وتسلط فراغ هائل يسمح بتمدد الظلمة، وانتشار الهباء والخواء العقلى والوجدانى، وكما ذكرت مرارا تنشغل بعض مؤسساتنا الثقافية القومية بأدوار زائفة، بعيدا عن مهامها الحقيقية والتزاماتها الواجبة، حيث ينهمك بعض مسئوليها فى استرضاء الجشعين من أدعياء الثقافة والأدب، وتعتقد هذه المؤسسات التى تفرض عليها تحديات الواقع المأزوم بألوان من الحروب الشرسة واجبات ثقيلة –أن إسكات النابحين من أهل السبوبة ومحترفى الابتزاز، كفيل بتبديد اللغط عن أدائهم، الأمر الذى يضمن بقاءهم فى مواقعهم من غير أن يحققوا انجازا ملحوظا، وإسهاما مذكورا فى معركة التصدى لاختطاف العقول، والتسلل إلى الأذهان، وأسر الأجيال فى فخاخ التشكيك، وشباك التضليل، لذلك استقبل أية خطوة تخالف هذا النمط البغيض السائد بمزيد من الاهتمام والحفاوة، مثل تلك الندوة بالغة الأهمية التى دعا إليها المفكر الكبير د.مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية مؤخرا، لمواجهة أحد أبرز الأخطار التى تسمم أجواءنا، وتعرقل مسارنا، وتنثر الأشواك الجارحة فى طريقنا، فنشر الشائعات بغزارة يؤكد أن الأدوات القذرة التى تبثها ما هى إلا مطايا تستقل ظهورها قوى احترافية متربصة تحقد على بلادنا وناسها بصورة غريبة مدهشة، ولا هم لها سوى إلحاق الدمار بربوعنا، مهما تكلف الأمر، مستخدمة هؤلاء الأشرار من شائهى الأذهان وضعاف النفوس، لذا جاءت خطوة مكتبة الإسكندرية مؤخرا عبر ندواتها لمواجهة الشائعات موفقة جدا، وفى توقيتها تماما، ومع أن للمكتبة أدوارا أخرى أساسية يجئ فى مقدمتها الاتصال الثقافى بالعالم، إلا أن المعارك الشرسة التى تفرضها علينا أطماع الموتورين وأذيالهم من أهل الشر دعت مكتبة الإسكندرية إلى توجيه اهتمامها إلى عقد الفعاليات التى تعالج قضايانا الداخلية الملحة، وتحاول اقتحام الفراغ الهائل المنذر بابتلاع واقعنا من جديد، واذا ما تركناه يتمدد، ويحتضن كل ألوان الشرور، ويضحى بيئة ملائمة لشتى أنواع الجراثيم الفكرية والأخلاقية، لذلك علينا أن نوجه التحية للمفكر الكبير د.مصطفى الفقى لوعيه بحجم الاشكابية ولإدراكه الفطن للحقيقة، أن على الثقافة النزول بقوة إلى أرض الواقع، والانضمام إلى قوى الوطن المرابطة فى ميادين القتال الشرس ضد جحافل الطامعين فى البلد العظيم!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة