نوال مصطفى
نوال مصطفى


يوميات الأخبار

الوزيرة والمنصب الرفيع

نوال مصطفى

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019 - 05:35 م

كانت فى كل موقع تولته مثلا مشرفا للمرأة المصرية، قدوة لكل مصرى يحب وطنه ويعمل بإخلاص وتفانٍ من أجل تقدمه ونهضته.

اختيرت الوزيرة غادة والى الأسبوع الماضى وكيلا للسكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة، والمدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، ومدير مقر المنظمة الدولية فى فيينا. الوزيرة ستبقى فى منصبها حتى التعديل الوزارى المحتمل أو حتى نهاية ديسمبر المقبل أيهما أقرب. أى أنها ستبقى فى مصر حتى نهاية ديسمبر ولن تغادر إلا مع بداية العام الجديد لإنهاء أوراق استلام منصبها الجديد.
خبر أسعدنى كما أسعد الكثيرين الذين يثمنون الجهد المخلص، والعمل الدءوب الذى اقترن دائما باسم غادة والى. فقد كانت فى كل موقع تولته مثلا مشرفا للمرأة المصرية، قدوة لكل مصرى يحب وطنه ويعمل بإخلاص وتفانٍ من أجل تقدمه ونهضته.
فرحت فعلا للوزيرة الصديقة التى لم تتوان يوما عن مؤازرة ودعم كل جهد حقيقى يبذل لرفع المعاناة عن الفئات الأقل حظا، والأكثر احتياجا. تجربتى الشخصية معها تثبت ذلك وتؤكده، فهى الداعمة لمشروعى الإنسانى الرائد لدمج السجينات السابقات وأطفالهن، ليس بالقول ولكن بالمشاركة والمساندة وتسهيل الصعب، وتقديم الخبرة والمشورة. وغادة والى لا تفعل ذلك معى فحسب، بل تفعله بصوره تلقائية مع كل صاحب رسالة حقيقية فى مصر. لا أنسى حضورها العام الماضى منتدى «حياة جديدة.. بداية مش نهاية» الذى أقامته جمعية رعاية أطفال السجينات فى نفس اليوم الذى تم فيه تعيينها فى منصبها الرفيع يوم 22 نوفمبر 2018 لكن بفارق عام واحد. كانت الوزيرة قد وعدتنى بحضور الاحتفال بإعلان نتائج مشروعنا»حياة جديدة» بالشراكة مع مؤسسة دروسوس والذى نجحنا من خلاله فى خلق نموذج تنموى ناجح وفعال فى التعامل مع السجينة منذ دخولها إلى السجن وحتى خروجها وتدريبها وتشغيلها ودمجها فى المجتمع من جديد كمواطنة صالحة عبر مجموعة محاور متوازية منها التأهيل النفسى والتدريب الحرفى وإزالة الوصمة الاجتماعية التى تلتصق بها هى وأولادها أيا كان نوع الجريمة. هذا بالإضافة إلى التعديلات فى القانون الذى خضنا بشأنه خطوات ممتازة وما نزال.
تصادف أن يكون يوم المنتدى فى نفس توقيت احتفالها الكبير بمرور ثلاث سنوات على المشروع القومى الكبير «تكافل وكرامة». ورغم انشغالها فى استقبال رئيس الوزراء وثمانية وزراء آخرين، إلا أنها قسمت اليوم بين احتفالها الضخم، واحتفال جمعيتنا، وجاءت فى الجلسة الثانية لمنتدى «حياة جديدة.. بداية مش نهاية» وسط دهشة الصحفيين والمسئولين الكبار الذين تشتتوا بين الحدثين!
هذه هى غادة والى التى لا تبخل بجهدها ووقتها للمشاركة فى كل مبادرة أو مشروع يخدم فئة من فئات شعبنا التى تحتاج إلى مساندة ودفعة لتحصل على ما تستحق من حقوق انسانية، ورعاية. ولم يكن «تكافل وكرامة» هو المشروع الوحيد الذى حقق نجاحا ملموسا، بل لحقت به مبادرة الرئيس السيسى «حياة كريمة» التى خططت غادة والى لها، ووضعت آليات تنفيذها، قامت بدعوة الجمعيات والمؤسسات صاحبة الدور الفاعل فى المجتمع المدنى لتشارك وتضع بصماتها وخبراتها من أجل إنجاح تلك المبادرة الرئاسية النبيلة.
غادة والى ستكون أول امرأة أفريقية تتولى هذا المنصب الرفيع.. دعواتى وتمنياتى لها بالتوفيق والتفرد فى مهمتها القادمة كما عودتنا دائما.. مبروك لمصر.
مهرجان السينما
اعتلى خالد الصاوى خشبة المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، قدم اسكيتشا تمثيليا قصيرا يجسد من خلاله أزمة الممثل الحقيقى الذى يجد نفسه بين شقى الرحى «القيمة والمعنى والمكسب المادى». الصراع الذى نقله إلينا ببراعة وتمكن فى دقائق معدودة يدور بين طرفى صناعة السينما المؤلف والمخرج والممثل من جهة، والمنتج من جهة أخرى. طبعا الممثل والمؤلف والمخرج يبحثون (لو كانوا أصليين) عن المعنى والقيمة أما المنتج (ليس كل المنتجين ولكن فى الحقيقة أغلبهم) فيبحث عن المكسب والخسارة التى قد لا تتفق مع ما يراه الثلاثى المغلوب على أمره، المجبور على قبول شروط المنتج وإلا جلس فى بيته يعد نجوم الليل !!
يثبت خالد الصاوى دائما أنه (غول مسرح) حضور، جاذبية، سيطرة، تمكن. أستطيع أن أقول إنه كان الوحيد المقنع بين الفنانين الثلاثة الذين اختارهم الفنان محمد حفظى رئيس المهرجان لتقديم حفل الافتتاح.
أما المهرجان فى نسخته الـ41 فقد خرج مشرفا فعلا، والفضل للإدارة الواعية من قبل رئيس المهرجان المعجون بحب السينما، المواكب لتطورها فى العالم كله، المتطلع لتقديم الأفضل دائما سواء كسيناريست أو كمنتج أو رئيس لأكبر مهرجان دولى للسنما فى الشرق الأوسط «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى».
حفل الافتتاح بسيط وممتع، لم يقتنع مدير المهرجان بفكرة إنفاق عشرات الألوف من الدولارات لحضور نجوم العالم، بل فضل أن يجعل الفاعليات والأفلام هى الحاضرة والمؤثرة والغنية بالمعلومات والثقافة السينمائية. وتفاوض مع منصة «نيتفلكس» ليحصل على حق عرض فيلم «الأيرلندى» فى حفل الافتتاح لأول مرة قبل أن يتم عرضه على المنصة الشهيرة.
كما اختار «السينما المكسيكية» لتكون ضيف شرف المهرجان وهو تقليد رائع يعبر عن رؤية واضحة، ناضجة للدور الذى تلعبه مهرجانات السينما فى العالم وهو التعريف بالمدارس السينمائية المختلفة، وعبر الأفلام نتعرف على الثقافات والقضايا الإنسانية فى كل بقعة من العالم وتتسع دائرة رؤيتنا للأمور وتتعمق. أتمنى للمهرجان كل التوفيق فى هذه الدورة التى تختتم فاعلياتها يوم الجمعة القادم، وأهنئ محمد حفظى وأحمد شوقى القائم بأعمال المدير الفنى للمهرجان وكل فريق العمل على رقى اختياراتهم للأفلام المعروضة، والجهد الواضح المبذول فى الإعداد واختيار موضوعات الندوات، والمعارض المقامة على هامش المهرجان، وكذلك الأفلام الوثائقية التى تسجل أهم اللقطات للأفلام المصرية على مر تاريخها الطويل، والأفلام التى صنعت لتكريم الفنانين الذين رحلوا عن حياتنا، ولا يزالون أحياء فى ذاكرتنا بأعمالهم الفنية التى لا تموت. وأتمنى أن يواصل المهرجان نجاحه فى دوراته القادمة بإذن الله.
شارع مجنون.. مجنون
عدت من رحلة عمل فى الخارج محملة بفكرة السير على الأقدام بدلًا من الاعتماد طوال الوقت على السيارة أو وسائل المواصلات المختلفة. كنت أجد متعة فى السير لمسافات طويلة، وقضاء ساعات عديدة فى الشوارع مستغنية عن تلك الوسائل اللعينة التى أدمناها، فحولتنا إلى كائنات كسولة، وساعدت فى تراكم الدهون تحت جلودنا، وامتلاء أجسادنا بأوزان ليس من اللائق الاحتفاظ بها.
المهم، قررت أن أحافظ على تلك العادة التى استمتعت بها فى رحلتى وهى المشي. قلت لنفسى لماذا لا أفعل الشيء نفسه وأسير فى شوارع القاهرة؟ المشى بالإضافة إلى كونه رياضة مفيدة، هو كذلك رياضة نفسية تساهم فى التخلص من الطاقة السلبية وتنشيط الدورة الدموية، وفوق هذا وذاك تشبع فضول الاكتشاف لأماكن وشوارع لا يعرفها الإنسان الراكب دوما لوسائل مواصلات لها مساراتها وخطوطها المرسومة.
قررت أن أختار شوارع وسط البلد، قصر النيل ومنه إلى منطقة البورصة التى تم تطويرها لتصبح ممشى لا تخترقه السيارات والمركبات، ومنيت نفسى بنزهة رياضية لطيفة فى شوارع عاصمة المعز.
النتيجة التى خرجت بها فى نهاية الجولة- بكل أسف - هى أننا لا نملك شوارع فى القاهرة العامرة يمكن المشى فيها! وإليكم الأسباب؛ أولاً: الأرصفة العالية بدرجة غير إنسانية، والتى تنفرد بها القاهرة، وتختلف عن المستوى المتعارف عليه عالميًا احتراما لحقوق المشاة. ثانيًا: إن المناطق التى تم تأسيسها وتطويرها لتكون ممشى مظلمة بعد السابعة مساء، ومخيفة خاصة بالنسبة للنساء، ثالثا: وهو الأخطر من أولا وثانيا إن الشوارع مليئة بشباب تحت العشرين، نسبة كبيرة منهم يعتبر أن الشارع مباح لأى شيء، ويبررون ذلك لأنفسهم ربما، فيستبيحون التعدى على حرية الآخرين للسير فى أمان، وهدوء.
رأيت بعضهم يركضون بصورة مقلقة، ويرفعون أصواتهم بألفاظ نابية، ويقهقهون ويهرجون كما لو كان الشارع ملكهم وحدهم، أما «التخميس» بالموتوسيكلات فحدث ولا حرج! فى الحقيقة تأذيت جدا مما رأيت، لم أكن أتخيل أن الشارع القاهرى قد وصل إلى هذه الدرجة من الفوضى، وعدم الانضباط. أحزننى أن تلك المشاهد والتجربة الشخصية المحزنة لمحاولة المشى فى شوارع القاهرة لا تنفصل أبدًا عن الحوادث التى تطالعنا بها الصحف ووسائل الاعلام، قتلى وجرحى فى موكب فرح تعدى خلاله شباب بسياراتهم على مشاة يسيرون فى أمان الله على الرصيف!، شباب يلقى بنفسه من القطار أثناء سيره حتى لا يسلمه الكمسرى للشرطة لأنه ركب القطار بلا تذكرة! ما الذى يحدث؟ وأى منطق يقبل السكوت على تلك الفوضى العارمة فى الشارع المصرى؟.
انضباط الشارع المصرى أمر مهم والحل فى رأيى يتطلب استراتيجية ثقافية يجرى وضعها وتنفيذها فى كل محافظات مصر. الهدف منها هو إعادة القيم والمبادئ الأساسية التى تحيى معانى المواطنة، وتغرس الإحساس بالحفاظ على الممتلكات العامة للدولة باعتبارها ممتلكاتنا جميعا، كذلك يجب أن تعود دوريات الشرطة إلى المرور المستمر على الشوارع والأحياء آناء الليل، وأطراف النهار لتكريس وجود الدولة والتذكير بالحدود المطلوبة بين الحرية الشخصية، والعدوان على حريات الآخرين. يجب على الدولة والشعب أن يتكاتفا معاً من أجل إعادة الشارع المصرى إلى عقله، ونتذكر معاً اللواء أحمد رشدى، وزير الداخلية من 1984 إلى 1986، الذى أعاد الانضباط إلى الشارع، الوقت يمر ويجب علينا الانتباه قبل فوات الأوان.
الرقص والشيخوخة
أظهرت دراسة جديدة، نُشرت فى مجلة «فرونتيرز» فى علم الأعصاب البشرى، أن كبار السن الذين يشاركون بشكل روتينى فى التمرينات البدنية يمكنهم تغيير مسار علامات الشيخوخة فى الدماغ، وأن الرقص له تأثير عميق.
هذا ما قالته الدكتورة الألمانية كاثرين رايفيلد، صاحبة الدراسة. وهذا يؤكد ان البهجة والحركة وعدم الاستسلام لليأس هو مفتاح الحياة وسر الاستمتاع بها حتى الرمق الأخير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة