الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019 - 06:23 م

حجم العمل الذى تكشف عنه المشروعات الضخمة فى سيناء وشرق بورسعيد، تكشف لنا عدة حقائق أساسية لعل أهمها أننا قد اخترنا الطريق الصعب للتنمية وتحملنا أعباءه. لم ننتظر أن تنتهى معركة المصير لاستئصال الإرهاب المنحط، وإنما بدأنا معركة البناء ونحن نقاتل ونضحى وننتصر.
ورغم كل الصعاب، استطعنا أن نتحمل مشقة استكمال البنية الأساسية التى لا يمكن أن تكون هناك تنمية حقيقية ومستدامة بدونها. وحين نسمع عن إنفاق ما يزيد على 200 مليار دولار على البنية الأساسية من أنفاق وطرق وكهرباء ومياه ومرافق حيوية، فإننا لا نعوض فقط سنوات التراجع، ولكننا نبنى شرايين الخير التى لابد منها لكى تتدفق دماء الحياة فى شرايين اقتصادنا.
الحقيقة الثابتة هنا أن ما أنجزناه من عمل حتى الآن هو المرحلة الأولى التى نمهد فيها الطريق لكى نبدأ الأهم مع مرحلة انطلاق تتوجه فيها كل الجهود لكى نبنى على ما أقمناه النهضة الاقتصادية مستفيدين من كل المزايا التى تتمتع بها مصر، والتى تؤهلها لتصبح قوة صناعية رائدة ولكى تتحول إلى واحدة من المناطق الاقتصادية الكبرى فى العالم.
والمهمة ليست سهلة فى ظروف عالمية يعانى فيها الاقتصاد العالمى. لكننا نملك الكثير لكى ننجح. نملك الموقع والإمكانيات المادية والبنية الأساسية ونملك القناة والأسواق والثروات البشرية. ولاشك أننا نحتاج لجهد كبير لجذب الاستثمار الأجنبى والعربى، لكنه قادم بالتأكيد.
ويبقى السؤال حول الاستثمار الخاص الوطنى الذى تتهيأ أمامه كل الفرص لكى ينطلق بمساعدة الدولة ورعايتها. ولكى يدرك أن عليه أن يغادر منطقة التقوقع فى عالم العقارات والسمسرة، وأن يركز فى الصناعة والتكنولوجيا ليكون شريكاً حقيقياً فى عبور مصر إلى المستقبل الذى تستحقه.