رفعت رشاد
رفعت رشاد


يوميات الأخبار

الحرب تحتاج «سلاحا».. النصر يتطلب «رجالًا»

رفعت رشاد

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 - 07:10 م

لم يعد الإعلام ترفًا أو وسيلة للترفيه إنما هو أساس حتمى للتنمية وللحفاظ على الروابط المجتمعية التى تكفل حماية الدولة.

 تجسد هذه العبارة ـ عنوان اليوميات ـ المعنى الذى أريد للقارئ أن يصل إليه، ربما تكون عبارة مرتبطة بمعانٍ عسكرية لكنها فى الواقع ترتبط بكل مناحى الحياة. أطلق هذه العبارة قائد عسكرى مبرز فى تاريخ الحروب هو الجنرال جورج باتون القائد الأمريكى فى الحرب العالمية الثانية. ولو نظرنا حولنا لوجدناها عبارة صحيحة تماما، فكم من دول تملك أحدث أنواع الأسلحة لكنها غير قادرة على استخدامها بكفاءة تحقق لها أهدافها. لو طبقنا هذا المبدأ على الإعلام والصحافة فى مصر لتأكدنا من صحة هذه المقولة، فربما نملك صحفا عديدة وقنوات تليفزيونية أكثر من أى دولة فى المنطقة، لكننا نفتقد الكوادر القادرة على تحقيق الأهداف الإعلامية. وعلى من يختار فى الفترة القادمة أن يختار الشخص القادر على صياغة الرسالة الإعلامية المطلوبة، فليس المذيع الناجح هو الذى يمارس الصراخ أمام الكاميرا أو من يرتدى أفضل الملابس، وليس الصحفى المحترف من يردد كلماته على اسطوانة مشروخة وليس الكاتب المؤثر من يعيد تدوير كلماته ـ ليست أفكارا ـ معتقدا أنه يعمق تأثيره على القارئ الذى ما عاد يقرأ المطولات والمعلقات.
ينتظر المجتمع الإعلامى والصحفى حدوث التغيير الذى طال أمده آملا فى واقع جديد ينعش الساحة ويضخ أملا فى نفوس أبناء المهنة ويقيل المؤسسات من عثرتها بعدما وضح فشل البعض فى تنفيذ مهامه.
الإعلام والتنمية
إذا كان بعض القائمين على الأمر فى المؤسسات الصحفية والإعلامية فشلوا واستمر فشلهم سنوات فهل من الملائم عودة بعضهم فى التغييرات المتوقعة؟! كما قلت فى عنوان المقال على لسان الجنرال باتون إن الحرب تحتاج سلاحا، أى وسائل متطورة وإمكانيات متوفرة لكن هذه الوسائل والإمكانيات لن تدار من خلال المجهول أو لن تدير نفسها بنفسها، إنما تتطلب أشخاصًا يديرونها بعقلية متطورة ويحققون من خلالها أهداف المجتمع والدولة. لم يعد الإعلام ترفا أو وسيلة للترفيه إنما هو أساس حتمى للتنمية وللحفاظ على الروابط المجتمعية التى تكفل حماية الدولة. ولم تعد الرسالة الإعلامية نمطية أو موحدة تناسب كل الظروف، إنما الرسالة الناجحة تكون مرنة تتكيف مع الأوضاع المختلفة وتحقق الملاءمة لكل موقف، لذلك يجب على القائم بالإعلام تفهم العلاقات المتداخلة فى المجتمع والظروف التى تعمل بها مؤسسات الدولة واتباع الأسلوب المناسب لكل حدث أو موقف. لذا يجب تصميم البرامج الإعلامية والخطط الصحفية على أسس ديناميكية تواكب التغير المستمر فى مجال الإعلام والاتصال، بل وتقوم بإحداث التغيير المجتمعى الذى تستهدفه الدولة.
المافيا تحكم العالم
شاهدت فيلم الأيرلندى الذى تثار حوله ضجة فى الولايات المتحدة والذى افتتح بعرضه مهرجان القاهرة السينمائى الأخير. نجوم الفيلم روبرت دى نيرو وآل باتشينو من الممثلين المحبوبين ولهم صولات فى السينما الأمريكية وتشاركا فى العديد من الأفلام التى حققت نجاحا. الفيلم يتناول قصة الجريمة وعصابات المافيا التى تسيطر على الحياة فى أمريكا. قصص المافيا تجذب المشاهدين مهما تكرر تناولها. ورغم أن الأيرلندى ليس أفضل أفلام المافيا (الأب الروحى أو العراب الأفضل على الإطلاق) إلا أن الجمهور متشوق دائما لهذا النوع من الأفلام. تاريخ المافيا يعود إلى عدة قرون تطورت خلالها هذه العصابات وسيطرت على دول كبيرة. من عصابات المافيا فى العالم بجانب المافيا الأمريكية، كوزانوسترا وكامورا الإيطاليتان والياكوزا اليابانية والكارتل فى دول أمريكا اللاتينية والمثلث فى الصين والمافيا الروسية والمؤكد أن هناك مافيا فى كل دول العالم. تسيطر العصابات على الدول بدون أن تظهر أو تحكم بوضوح. صارت تتدخل فى الانتخابات وتفرض مرشحيها بكل الوسائل لتصل بهم إلى مراكز السلطة والقوة فتضمن تسهيل مصالحها وهى تشترى أيضا ذمم شاغلى السلطة. استفادت المافيا من التطور الاقتصادى والصناعى وطورت أساليبها وتغلغلت فى النخب الحاكمة وهى لا تتورع عن القيام بأى فعل لتحقيق أهدافها ومن ذلك التصفية الجسدية وإثارة الفضائح. وصل الحال بالمافيا أن أحداثا سياسية جسيمة تحدث بدون أن يكون لها تفسير سياسى منطقى، لكن تكون المافيا وراء ذلك. فقد قتل كينيدى وهو رئيس أكبر دولة فى العالم والدلائل والوقائع تشير إلى أن المافيا وراء قتله، وكم من حاكم اغتيل أو أجبر على التنحى أو تلاعبت به المافيا.
تخضع عصابات المافيا لنظام بيروقراطى فى التسلسل الهرمى للسلطة داخل كل عصابة ومن سمات أعضاء العصابات التزام الصمت والغموض وربما تقع بين العصابات معارك دموية بسبب خلافات على مناطق النفوذ أو لانتهاك إحداها النظم المتفق عليها فتكون التصفية الجسدية النتيجة الحتمية لهذه المعارك. اللافت أن الحكومات تعجز أحيانا عن وقف أعمال العصابات فتلجأ إلى عقد اتفاقات سرية معها أو تلجأ لذلك تاركة للعصابات تنفيذ مهام سرية لا تريد حكومة ما التورط فيها كما حدث بين حكومة الولايات المتحدة والمافيا فى مواجهة كوبا بعد الثورة فى نهاية الخمسينات وبداية الستينات. والطريف أن الصحف نشرت منذ أيام أن حكومة المكسيك اضطرت للاتفاق مع الكارتل المكسيكى على هدنة وأفرجت الحكومة عن زعيم إحدى العصابات وابنه بعدما احتلت العصابة منطقة كاملة وحولتها إلى ساحة حرب.
تتخذ المافيا أشكالا مختلفة حسب الدولة التى تعيش فيها، فربما فى دول كبيرة تتعامل فى تجارة المخدرات أو الدعارة وغير ذلك، وربما فى دول العالم الثالث تتعامل فى الأغذية وتسيطر على الأسواق وهى فى ذلك تتخفى وراء شركات شرعية وتحميها صفوة سياسية تستفيد من خدمات المافيا فى الانتخابات أو لحمايتها من الخصوم أو لتحقيق أهداف غير قانونية وغير أخلاقية. صارت الجريمة جزءا متكاملا مع النسق الاجتماعى وحجر زاوية تقوم عليه العلاقات الاقتصادية والسياسية فى المجتمعات.
شيرين رضا
زاد تقديرى للممثلة المشهورة شيرين رضا لرحمتها بالحيوانات وعطفها عليها واهتمامها بتقديم المساعدات لمن يرفقون بالحيوان الذين يقيمون الملاجئ لها يحمونها من برد الشتاء وحر الصيف وندرة الطعام حيث صارت الكلاب والقطط تنبش فى القمامة عن بواقى الأطعمة لكنها لا تجد إلا النذر اليسير وأهملت الحكومة معالجة مسألة تزايد أعداد الكلاب والقطط بطريقة حضارية وإنسانية تليق بمجتمع متدين بطبعه!! تحالف تجار السموم الممنوع استخدامها فى الخارج مع سلطات بيطرية لسم الحيوانات بطريقة وحشية رافضين المنح والمعونات الأوروبية لتعقيم الحيوانات.
زاد تقديرى للممثلة المشهورة لأن وجود شخصيات مؤثرة ترفق بالحيوان أمر إيجابى وله مردود حسن عند بقية الناس وهو ما يدفع بعضهم للتبرع لملاجئ الحيوانات كنوع من الصدقة والتقرب إلى الله وتأصيل مشاعر الرحمة لدينا ولدى أولادنا.
عبد العزيز مخيون
فى الوقت نفسه نقص كثيرا عندى رصيد الممثل عبد العزيز مخيون الذى تفاخر فى حديث صحفى بكونه صيادا للحيوانات والطيور يستمتع بأكلها بعد ضربها بالرصاص، ونشرت صورته وهو حاملا بندقيته وكأنه غاز من الغزاة والمستعمرين. ربما يكون محللا ذبح الحيوانات والطيور لأكلها، لكن الصيد بهذه الطريقة وقتل الحيوان بالرصاص وتركه يتألم هو ليس ذبحا بالطريقة الشرعية، كما أنه ينافى الإنسانية والرحمة التى يجب أن نشعر بها تجاه من جعلنا الله رعاة لهم فى الدنيا. لقد نقص رصيدك كثيرا لدى ولدى غيرى يا مخيون بمفاخرتك قتل حيوان أو طير برئ خرج ساعيا وراء رزقه ورزق أفراخ صغيرة تنتظر عودته حاملا الطعام. لتهنأ بوجبة مجانية مقابل إهدار الرحمة والإنسانية.
البيه السباك
قد لا تصدق عزيزى القارئ لو قلت لك إننى أبحث عن سباك لإصلاح بعض الأعطال فى شقتى منذ شهور طويلة! هذا بالفعل ما يحدث معى وحتى اللحظة التى تقرأ فيها مقالى، لم يتفضل البيه السباك ويحن عليّ بالمجيء لإصلاح أعطال السباكة فى شقتى. السباك ليس شخصا واحدا وإنما أربعة سباكين تواصلت معهم طالبا منهم تحديد الموعد حسب ظروفهم، كما أننى لا أجادل فى المبالغ التى يطلبونها، والأعطال نفسها بسيطة لن يستغرق أكثر من نصف ساعة، ومع ذلك لم يف أى منهم بموعده. كلهم حددوا لى مواعيد وكلهم لم يحضروا فى أى موعد، بل إننى كشخص ساذج يقبل أعذارهم المرة بعد الأخرى وينتظر فى الموعد الجديد، لكنهم لا يحضرون.
احترت فى تفسير هذا السلوك وسألت صديقى الدكتور محمود عطية وهو متخصص فى علم النفس، لكنى لم أجد إجابة. سألت صديقا من مقاولى التشطيبات ممن يتعاملون مع الصنايعية، ففسر لى الأمر بأن الصنايعى يوزن الزبون ـ تعبير مجازى أى يقيم حالة العميل ـ ويحدد مقدرته المالية فلو وجد فى مكان آخر من يدفع أكثر، أهملك وذهب لزبون آخر. لم يقنعنى تفسيره لأنى لا أجادل ولا أفاصل فيما يطلبون فأنا زبون لقطة لن أرهقه بالفصال.
واجتهدت لتفسير سلوك البيه السباك فوجدت أن الصنايعى المصرى وهو مواطن كأى مواطن مصرى لديه جينات سلبية تجعله يتعامل بعدم احترام لنفسه وللآخرين وهو متبلد الإحساس تجاه الآخرين ولا يشعر لحظة بأنه يؤذى الآخر فى مصالحه أو وقته أو أعصابه وبالتالى فالكلام عن أننا شعب متدين بطبعه يجب أن ينتهى فلا نحن شعب متدين بطبعه ولا حتى بالاكتساب فهؤلاء الصنايعية يطبع كل منهم زبيبة بحجم كرة تنس على جبهته بينما سلوكه لا يمت للدين بأى صلة، كما أن الصنايعى المصرى لا يهتم بالعميل أو يقيم علاقات طيبة معه على عكس الصنايعى السورى الذى سيطر على مساحات كبيرة من سوق الصنايعية رغم قلة عددهم بالنسبة للمصريين. الصنايعى السورى حرفى ممتاز، مواعيده دقيقة، مؤدب، لا يغش، لا يبالغ فى الأتعاب. بالطبع لا أعمم على المصريين أو السوريين وإنما فى غالبيتهم هنا وهنا.
صديقى الفنان سعيد أبو العينين اقترح أن أمارس شخصيا مهنة السباكة وأقوم بإصلاح الأعطال وسأجد نتيجة إيجابية تغنينى بعد ذلك عن التوسل للبيه السباك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة