محمد عبدالسلام
محمد عبدالسلام


كل يوم

خدوش على ملامح الشخصية المصرية

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 19 ديسمبر 2019 - 06:36 م

بقلم: محمد عبدالسلام ،،

على فكرة الشخصية المصرية من أجمل الشخصيات بين البشر التى تتمتع بجمال الروح وخفة الظل وطيبة القلب بلا حدود، شخصية تتحد عند الشدائد وتقف كتفا بكتف كالبنيان المرصوص يشد بعضها إزر بعض، شخصية قد تكون من الشخصيات القلائل فى العالم التى تنتفض بقوة وتثور إذا مَس إنسان ذلك التاج الذى تتزين به فوق رأسها والمسمى بالكرامة.

لكن فى بعض الأحيان تتعرض ملامح تلك الشخصية لبعض الخدوش التى ربما تكون ناتجة عن عوامل طارئة أدت إلى حدوثها كتلك الجريمة الشنعاء التى ارتكبها راجح بحق شهامة محمود والتى لا يمكن أن نعتبرها ظاهرة يمكن تعميمها على بقية الشباب المصرى لأننا لو تتبعنا الجرائم المماثلة مثل التى ارتكبها راجح سواء قبل جريمته أو بعدها فلن تتعدى أصابع اليد الواحدة ورغم ذلك فقد تفاعل الرأى العام بشكل كبير مع كل جريمة من تلك الجرائم وطالب فى كل مرة بالإعدام لمرتكبيها بما يعنى الإعدام لهذا السلوك الإجرامى وهو ما يؤكد أننا شعب جُبل بطبعه على الأخلاق السمحة المحبة للخير والشهامة، ولكن إذا بحثنا فى أسباب تلك الجرائم الكبيرة وخاصة جريمة راجح فإننا نجد عدة عوامل تقف وراءها منها أساليب التربية فى بعض البيوت التى ترى أن تدليل الطفل بالسماح له بارتكاب حماقات قد تنمى لديه الإحساس بالرجولة المبكرة حيث تكبر معه مثل تلك الحماقات والتى يراها أنها أصبحت حقا من حقوقه سرعان ما تتحول إلى أسلوب من أساليب البلطجة وهو ما حدث مع راجح وأمثاله من مرتكبى تلك الجرائم بدلا من أن تقوم الأسرة بنهيه وغرس الوازع الأخلاقى المقترن بالوازع الدينى بداخله فى مرحلة التربية المبكرة.

وإذا نظرنا إلى مثل هذه الجرائم فى بعض الكبار فسنجد أن هناك عوامل أخرى تقف وراء هذا السلوك المنحرف منها البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة التى تنعكس سلبا على حالته النفسية، ومن الشواهد أيضا أن خللا كبيرا قد حدث فى مواصفات الفتوة الذى كان ينبرى فى الدفاع عن الضعفاء تجاه بطش الأقوياء إلا أن هذا الفتوة تحول حاليا إلى بلطجى ولص وقاتل منزوع صفات الشهامة وهى من الظواهر الغريبة عن طباع الشعب المصرى. من هذا المنطلق فإن الاهتمام بالتربية ووجود القدوة الحسنة داخل البيت وتكثيف الدعم الحكومى والشعبى لمنظومة التعليم سيؤدى إلى الارتقاء بالمستوى التعليمى للفرد وكذلك المستوى الأخلاقى وسيكون عاملا مهما فى علاج تلك الخدوش التى طرأت مؤخرا على ملامح الشخصية المصرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة