الأحد، 22 ديسمبر 2019 - 10:20 م

عاش يتيما ومات وحيدا، ولكن ترك سيرة حسنة خلال الأعوام القليلة، التي كتبها الله له، أن يعيشها في الدنيا، فلم تكن تتوقع تلك الأم المكلومة أنها ستفقد فلذة كبدها، في ليلة وضحاها، وأن باحضاره لإجراء كشف على قدمه سوف تكون نهايته.

أخذت الأم، نجلها يوسف حسن محمد، 18 عاما، الذي توفي والده، وأصبحت هي ملاذه الوحيد في الدنيا، إلى مستشفى خاصة بمدينة بنها، بمحافظة القليوبية، الجمعة 20 ديسمبر، للكشف على قدمه بعد أن أصبح يشتكي من الوجع المتكرر منها، وسرعان ما جاء التقرير الطبي بتشخيص كسر بعظام الساق اليسرى، وطالب منها الأطباء بسرعة إجراء جراحة تثبيت الكسر بشريحة ومسامير.

لم يتوقف أهل الشاب ولو برهة خوفا على نجلهم، وطالبوا باجراءها حتى لا يصاب بمضاعفات، إلا أنه وبعد أخذ التخدير الذي كان أكثر من اللازم، مما تسبب في توقف القلب، وتم نقل المريض إلى غرفة العناية المركزة في نفس المستشفى حيث حدثت الوفاة، الساعة السابعة صباح اليوم السبت الماضي.

وسرعان ما تحولت قرية بلتان بمدينة طوخ، بمحافظة القليوبية، إلى سرداق عزاء وخيم الحزن على أهالي القرية، بعد أن فقدت الشاب نحيف الجسد متوسط القامة، الذي كان يدرس ويعمل لكي ينفق على نفسه، وكلف على الفور، اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، تعليمات للدكتور حمدى الطباخ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، بالمرور على مستشفي خاصة ببنها، التي توفي فيها الشاب، وكلف المحافظ باتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق جناح العمليات لحين تلافى السلبيات.

ووافق المحافظ على إصدار قرار غلق لجناح العمليات بالمستشفى وإحالة الواقعة للتحقيق العاجل واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الواقعة، مؤكدا استمرار حملات الرقابة على كافة المنشآت الصحية لضمان حسن تقديم الخدمة.