فرج أبو العز
فرج أبو العز


يوميات الأخبار

فى صفحتك يا نيل

فرج أبو العز

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 - 07:53 م

ليست هناك صدفة وإنما هى تدابير الله جل علاه الذى يعلم الجهر وما يخفى.

تثلج صدرى وأنشرح كلما طالعت أخبار إزالة التعديات على نيلنا الخالد وشوهته أيما تشويه بحجبه عن خلق الله أو تلويثه بشكل متعمد وصارخ فى تحد واضح لوصية أجدادنا الفراعنة الذين كانوا يقدسون النيل ويقسمون أمام الآلهة بأنهم لم يلوثوه وفى كتاب الموتى كانت أهم بنوده: أنا لم ألوث النيل.
نيلنا أطول أنهار العالم طوله حوالى 6650 كم ومساحته 3349000 كيلو متر تقريباً، فلماذا لا نحرص عليه احتراما للأجداد والأجيال القادمة بجعله بانوراما حية على جمال مصر ونيلها العظيم. والحق يقال إن الفترة الأخيرة شهدت اهتماما غير مسبوق بإعادة النيل لرونقه وجماله، لكن لايزال هناك الكثير والكثير أهمها التوعية الجادة بأهمية النهر ودوره فى جذب السياحة والاستثمار.. نعم الاستثمار فعلى ضفاف النيل من الممكن أن نفتح أمامها أبوابا هائلة للاستثمار بما يتناسب مع كل الفئات ويجعل الجميع يستمتع بالنيل وفى هذا ارتقاء بالذوق العام ليعود كما كان وكذلك تشغيل لأيد عاملة وإعطاء قيمة مضافة لأصل من أصولنا كبير وعظيم، فمصر هبة النيل.
دعونا ننظم الأشعار فى نيلنا العظيم كما كان فى السابق فها هو بيرم التونسى ينظم أبلغ وأرق أشعاره «شمس الأصيل» وها هو السنباطى يضع أرق ألحانه بصوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم: شمس الأصيل دهبّت خوص النخيل يا نيل.. تحفة ومتصورة فى صفحتك يا جميل.. والناى على الشط غنى والقدود بتميل.. على هبوب الهوا لما يمر عليل.
أملنا كبير فى مشروع «ممشى أهل مصر» الذى بدأ تنفيذه بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضع مخطط متكامل للاستفادة من عمليات إزالة التعديات على مجرى النيل الرئيسى وفرعيه واستخدامها لتطوير الواجهات على طول نهر النيل من مدينة أسوان وحتى القاهرة وامتداد فرعى دمياط ورشيد.
كل شبر تسترده الدولة من النيل العظيم أو من الأراضى الزراعية أو أملاك الدولة بشكل عام انتصار لكرامة المواطن ورد الحقوق للشعب لذا أرفع القبعة للرئيس عبد الفتاح السيسى والبرلمان بعد تصديق الرئيس على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون 58 لسنة 1937، حمل رقم 164 لسنة 2019، والذى يتصدى لعقوبة التعدى على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة.
المادة 372 مكرراً، من القانون، نصت على أن: كل من تعدى على أرض زراعية أو أرض فضاء، أو مبان مملوكة للدولة أو لأحد الأشخاص الاعتبارية العامة أو لوقف خيرى أو لإحدى شركات القطاع العام أو لأية جهة أخرى ينص القانون على اعتبار أموالها من الأموال العامة أو فى حيازة أى منها، وذلك بزراعتها أو غرسها أو إقامة إنشاءات عليها أو شغلها أو الانتفاع بها بأية صورة، يعُاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه.. فإذا وقعت الجريمة بالتحايل، أو نتيجة تقديم إقرارات أو الإدلاء ببيانات غير صحيحة مع العلم بذلك، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على 7 سنوات، وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على مليونى جنيه.. وتضاعف العقوبة المنصوص عليها فى الفقرتين السابقتين فى حالة العود أى تكرار المخالفة.
أعتقد وكلى أمل فى أن تساهم هذه التعديلات فى القضاء تماما أو الحد من التعدى على أملاك الدولة والأراضى الزراعية فمن لا يمتلك قوته لا يمتلك مستقبله.
مشاهد من الحياة
المأثور يقول رب صدفة خير من ألف ميعاد.. ومع تأمل المأثور نجد أنه ليست هناك صدفة وإنما هى تدابير الله جل علاه الذى يعلم الجهر وما يخفى.
هذا ما توصلت إليه من خلال جلسة حكى جمعتنى بمجموعة من الأصدقاء بينهم زميلى إبراهيم عامر رئيس القسم الاقتصادى بالأخبار ودسوقى عمارة رئيس قسم الحوادث لنخرج جميعا أن كل ما نفعله ونظنه صدفة إنما هو من تدابير الرحمن لذا أنصحكم ونفسى بألا نفعل شيئا ونبتغى منه مقابلا إلا وجه الله تعالى.
المشهد الأول: عامل بسيط جاء إلى شاب صغير فى بداية مشواره مع صاحبة الجلالة.. قال إنه ذهب لأساطين الاقتصاد فى الجريدة طالبا الوساطة لإلحاق شقيقه فى أحد البنوك الكبيرة و«زلعونى عليك» هكذا بكل صراحة ووضوح قالها وهو أمام شاب صغير ليس له اسم بعد ولا عنوان، وتابع إنه لم يتزوج بعد رغم أنه تجاوز الأربعين للإنفاق على أشقائه بعد وفاة الوالد لذا يأمل من الله خيرا فى ان يشيل عنه بعض الشئ شقيقه الذى تخرج لتوه من كلية التجارة.. تقبل الصحفى الشاب الأمر ببساطة وأجلسه وطلب رئيس البنك المعنى هاتفيا ووقتها لم يكن هناك غير الهاتف الأرضى وعلى غير العادة لم ترد السكرتيرة ولا مدير المكتب ورد رئيس البنك شخصيا وهو نادرا ما يحدث.. حدثه فى الأمر بصراحة بالغة وطلب منه أن يفعل خيرا.. ورد وكان المصرفى الكبير عبد الغنى جامع: لست أقل منك حبا فى الخير وأخذ بياناته.
بعد 3 شهور تقريبا علم الصحفى الشاب أن الشقيق نجح فى الاختبار بالفعل ودخل مرحلة التدريب وتجاوزها وعين فى أحد فروع البنك الكبير وشكره شكرا ما بعده شكر وظن أن الأمر انتهى عند ذلك الحد لكن ذلك لم يكن صحيحا.
المشهد الثاني: مر قرابة العام ونسى الصحفى الشاب الأمر برمته وذات يوم وهو يدلف داخل الجريدة وجد تلك البطاقة اللعينة التى تعلن عن وفاة إنسان وكاد يتجمد مسبحا الله تعالى عندما علم أن الوفاة تخص ذلك العامل الذى جاء طالبا الوساطة لشقيقه وأدرك حينها أنها تدابير الله التى جعلت تعيين شقيقه يمر بسهولة ويسر ومثل الهواء لكى يحل محله فى تربية باقى أشقائه.
ابن الكلاف
المشهد الثالث: موقف مماثل بطله ابن كلاف بسيط يعيش فى صعيد مصر.. الولد كان متفوقا فى دراسته لدرجة النبوغ.. وعندما نجح فى الثانوية العامة طلب صاحب العمل الذى يعمل لديه الكلاف أن يخرج ابنه من التعليم ويكتفى بهذا القدر لأنه رجل فقير لا يمتلك تكاليف التعليم الجامعى.. أبلغ الكلاف نجله بالقرار فحزن وقرر أن يلتحق بالجامعة سرا وألا يذهب إلا أيام الامتحانات خوفا على مصدر رزق والده.. وتخرج ابن الكلاف من كلية الحقوق.
المشهد الرابع: استشاط صاحب العمل غضبا وطرد الكلاف وأغلق باب رزقه فما كان من الولد إلا الإصرار والإرادة وقرر التقدم لوظائف النيابة العامة.. ولما علم صاحب العمل قرر الانتقام بخطاب للرئيس جمال عبد الناصر يذكره بأن النيابة تحتاج الجاه والمال للحفاظ على النزاهة ولا يصح بأى حال أن يدخل أولاد الكلافين وأمثالهم النيابة العامة وجاءت الشكوى الكيدية لصاحب العمل بردا وسلاما على ابن الكلاف حيث علم الرئيس بطريقة ما بأمر تلك الشكوى وانتصر لابن الكلاف وتدخل لتعيينه رغم أنف صاحب العمل.. وقد كان وأصبح ذلك الرجل من أشهر المستشارين فى بلادنا.
عسكرى الليمون
المشهد الخامس: موقف حكاه أحد مساعدى وزير الداخلية منذ سنوات مضت.. موقف لا يقل غرابة بل يحمل قدرا كبيرا من الطرافة.. طالب والده يعمل فى حرفة بسيطة قرر أن يلتحق بعد الثانوية العامة بكلية الشرطة قائلا فى نفسه ولم لا لن أخسر شيئا.. دخل مبنى الكلية وبعفوية بالغة طرق باب مكتب مساعد الوزير رئيس أكاديمية الشرطة وسأله عن مكان الاختبارات وكان عسكرى مكتب المساعد يقدم الليمون للضيوف فقال له مساعد الوزير وديه مكان الاختبارات ففهم العسكرى الرسالة بالخطأ وأوصله لمكان الاختبارات مع التوصية أنه قادم من طرف مساعد الوزير.. ولما وجد مسئولى الاختبارات أن الولد لائق اجتاز الاختبارات.
عند اعتماد النتيجة وجد مساعد الوزير اسمه وتوصية منه أمام أحد الطلاب الناجحين فاستغرب الأمر لأنه لم يوصى على أحد فاستدعى الطالب وسأله عما حدث فأجابه الطالب بعفوية: دى بركة عسكرى الليمون يا فندم.. فرد عليه المساعد: دى تدابير ربنا يا ابن المحظوظة.
الخلاصة: افعل ما استطعت أيا كان موقعك لإيجاد فرصة عمل لشاب عاطل ساعده بقدر المستطاع حتى إذا كانت نصيحة تنفعه أو أرشده لمكان من الممكن أن تكون فيه فرصة عمل.. أى فرصة عمل جديدة تفتح الباب لتكوين أسرة وتشكل نقصا مقداره واحد صحيح فى خانة البطالة ونقصا مقداره واحد صحيح فى خانة رواد المقاهى والكافيهات وتنقص واحدا صحيحا فى ضحايا الإدمان كما تنقص واحدا صحيحا فى خانة مرتكبى الجرائم.
فى موال العمل.. قالوا:
> سعد زغلول: الرجل بصراحته فى القول وإخلاصه فى العمل.
> أرسطو: الاستمتاع بالعمل يضفى عليه المثالية.
> هنرى ثورو: لا توظف أحداً يعمل من أجل المال وإنما يعمل لأنه يحب العمل.
> جورج برنادرد شو: كلما عملت أكثر، عشت أكثر.
> أوسكار وايلد: أفضل طريقة لتقدير عملك أن تتخيل حياتك من دونه.
> أفلاطون: لا تهتم بسرعة العمل بل جودته، لأن الناس لا يسألونك فى كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه.
> روبرت فروست: القلق يقتل الناس أكثر مما يقتل العمل الناس تقلق أكثر مما تعمل.
> أيشنتاين: معادلة للنجاح = أ + ب + ت، أ العمل ب اللعب ت الصمت.
> آنى فرانك : قد تبدو البطالة جذابة لكن العمل هو ما يقنعك.
> ماركوس أوريليوس: قم بكل ما تفعله فى حياتك وكأنه آخر عمل تقوم به.
إلى معلومة العنوان:
سامحينى.. سامحينى.. سامحينى
من يوم فراقك وأنا الهم شارينى
مقدرتش أحسن رعايتك وحضنك مدفينى
دعوتك كانت كرامتك للرب يحرسنى ويحمينى
الأرواح بتشوف وتسمع وحالى ما يرضينى
معلش مقدرتش أعمل لنفسى والحزن حاوينى
ادعيلى يا أمى بكرامتك دعوة يمكن تحيينى
خايف ع قلبك الرهيف لو قلت لك وحشتينى
سامحينى.. سامحينى.. سامحينى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة