محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

المشهد العربى

محمد بركات

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019 - 07:05 م

حالة من عدم الاستقرار والقلق العام تطوف بأجزاء كثيرة ومتعددة من عالمنا العربى الممتد من المحيط إلى الخليج،..، حيث التظاهرات والاحتجاجات الشعبية ما تزال مشتعلة فى العراق ولبنان طوال الشهور والأسابيع الماضية، رفضا للأوضاع والنظم السياسية القائمة، وطلبا للخلاص من الصبغة والصيغة الطائفية المسيطرة والحاكمة هناك منذ سنوات وعقود، ورغبة فى إعلاء قيم ومبادئ المواطنة فى تشكيل الحكومة واختيار الوزراء والمسئولين.
وقبلها كانت السودان قد عاشت موجة ساخنة من الاحتجاجات والاعتصامات استمرت أربعة أشهر رفضا لنظام الرئيس السابق البشير الممثل لجماعة الإخوان، الذى أمسك بتلابيب البلاد وسيطر على الحكم فيها لثلاثين عاما متوالية، واضطر لتركها مرغما بقوة الجيش الذى انقلب عليه، تحت ضغط الجماهير وامتثالا لإرادة الشعب السودانى، وإنقاذا للدولة قبل سقوطها وانهيارها الكامل والتام.
وقبلها أيضا شهدت الجزائر موجة عارمة من الخروج الشعبى الشامل، رفضا لاستمرار تولى الرئيس السابق بوتفليقة للحكم، والمطالبة باستقالته وعدم ترشحه لولاية جديدة بعد سنوات طويلة من الحكم، وهو ما انصاع له بوتفليقة بضغط من الجيش الوطنى الجزائرى، الذى تبنى مطالب الشعب ونفذ إرادته إنقاذا للبلاد وحفاظا على الدولة.
وعلى الطرف الآخر من عالمنا العربى، مازالت اليمن تعيش صراعا دمويا واقتتالا داخليا، منذ استيلاء مجموعة الحوثيين على الحكم، وسيطرتها بالعنف والإرهاب على السلطة ومقاليد الأمور،..، وهو ما أدخل البلاد والمنطقة فى دائرة العنف والمستقبل المجهول.
وفى ذات الوقت مازالت سوريا تعانى عدم الاستقرار، فى ظل ما تعرضت ولا تزال تتعرض له من إرهاب ودمار وخراب، على يد قوى الشر والمليشيات المسلحة والجيوش الأجنبية التى استباحت الأراضى السورية فى عواصف الربيع الكاذب،...، أما ليبيا فلا تزال فى مهب الريح، تحت وقع ما جرى وما كان فيها، فى عواصف الدمار والخراب الذى حل عليها فى عام 2011 وبعدها.
كان الله فى عون العالم العربى الذى يغلفه الضباب من كل جانب، بحيث لا يستطيع أحد أن يتبين مستقبله ومساره.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة