عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

مفاجاة ٢٠٢٠

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 06:29 م

مع استقبال عام جديد سنويا ننتظر عادة مفاجآته.. تلك المفاجآت التى لا يحملها عادة بابا نويل مع هداياه للأطفال، وانما تحملها الأيام والأسابيع والشهور.


لكن الأغلب ان مفاجاة العام الجديد الذى سوف نستقبله بعد ساعات قليلة انه سيكون خاليا من المفاجآت !، رغم انه ليس مجرد عام عادي وانما فاتحة عقد جديد ياتى بعد عقد كان حافلا بالمفاجآت العديدة والصارخة بدءا من الثورة التكنولوجية الهائلة إلى قادتنا إلى عالم الذكاء الاصطناعى، ومرورا بانخفاض معدلات الفقر المدقع فى العالم إلى النصف، وانتهاء بانفجارات الغضب الشعبية فى أماكن شتى فى العالم، والتى كان لمنطقتنا العربية نصيب الأسد منها، حيث طالت ثمانية دول منها، وان كانت طالت ايضا دولا غير عربية كثيرة كان منها فرنسا والبرازيل وتركيا وإيران وإثيوبيا وهونج كونج وشيلى وبوليفيا والاكوادور،


لكن عامنا الجديد ( ٢٠٢٠ ) مفاجآته مقدماتها شاهدناها بل عشناها فى العام الذى نودعه بعد ساعات.. اى اننا نستطيع استنتاجها وتوقعها قبل ان يبدأ، بدون ان نلهو بلعبة التخمين والتنجيم واستطلاع النجوم !


فعلى مستوى العالم سوف تظل وربما تتزايد التهديدات التى يتعرض لها السلم والأمن الدوليين فى أماكن شتى، فى ظل سباق للتسلح بدا فى السنوات الاخيرة من العقد الذى ننهيه بنهاية عام ٢٠١٩، والتغير الدراماتيكى الذى حدث فى السياسة الخارجية الامريكية منذ ان دخل ترامب البيت الابيض، خاصة وان احتمالات استمراره فيه هى الغالبة حتى الان، رغم اعلان مجلس النواب فى بلاده عزله وتحويله إلى مجلس الشيوخ لمحاكمته، وذلك نظرا لان الجمهوريين يصطفون وراءه ويرفضون عزله، بل وسيدعمونه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ردا على الديمقراطيين.. لذلك حتى اذا تم التوصل إلى اتفاق امريكى مع الصين كما يامل ترامب فان الحرب التجارية العالمية التى شهدنا بداياتها واضحة فى عام ٢٠١٩ لن تنته،.. مثلما لن ينته ايضا التوتر الذى يسود العالم الان، فى ظل سياسة خارجية أمريكية تصر على إقصاء المنافسين من حلبة السباق العالمى.. وهو ما يقابله اصرار صينيا على احتلال المركز الاول اقتصاديا فى العالم بعد انتزاعه من الأمريكان، وإصرارا روسي على توسيع نطاق النفوذ الروسى عالميا خاصة فى منطقة البحر المتوسط، مع بدء أوربا التفكير فى الاعتماد على نفسها اكثر فى مواجهة تخلى الحليف الامريكى عن تعهداته والتزاماته التاريخية تجاهها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصحوة الاتجاه اليمينى فيها الرافض لوحدتها.


اما على المستوى الاقليمى.. فان العام الجديد سوف يشهد استكمالا لما شهدناه فى العام الذى يتاهب للرحيل، وأبرزه مضى تركيا بلا كوابح لتوسيع رقعة نفوذها فى المنطقة، على غرار مافعلت فى سوريا وما تفعله الان فى ليبيا وشرق المتوسط، خاصة وان رد الفعل الدولى والاوربى لها لم يتجاوز نطاق التحذيرات الدبلوماسية.


وذات الشىء سوف تفعله ايران رغم العقوبات الامريكية الاقتصادية لها، وهذا ما يمكن قراءته مما يحدث الان فى كل من العراق ولبنان.. كما يمكننا ان نتوقع استمرار ذات النهج الاسرائيلى الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، رغم الازمة الداخلية الإسرائيلية، فان الطرفين المتنازعين على السلطة فيها والعاجزان عن تشكيل حكومة لها لا يختلفان فى سياسات تهويد القدس او الاستيطان فى الضفة الغربية.


اما فى مصر فإننا نعرف قبل ان نودع عامنا الحالى ان عامنا الجديد سوف يشهد أحداثا مهمة، مثل افتتاح المتحف الكبير والاحتفال ببدء تشييد المحطة النووية بالضبعة، وانتخابات البرلمان بغرفتيه، وايضاً تحقيق ارهاصات الانفتاح السياسى والاعلامى التى اختتمنا عامنا الراحل بالحديث عنها، فضلا عن اتخاذ إجراءات أوسع للحماية الاجتماعية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة