د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد


خارج النص

انقذوا طلاب «جامعة النيل»

د. أسامة السعيد

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 06:45 م

شباب فى عمر الزهور، طلاب علم يفدون من كل المحافظات، بحثا عن بناء مستقبل مشرق لأنفسهم ووطنهم، لكن فجأة يجد هؤلاء الشباب أنفسهم فى مواجهة الموت أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، وعليهم أن يبارزوه بأجسادهم الصغيرة كى يعبروا إلى وجهتهم.. الحديث هنا عن طلاب جامعة النيل بمدينة الشيخ زايد، والتى يقع مقرها الرئيسى مباشرة على محور ٢٦ يوليو، وفى منطقة هى الأكثر اتساعا على هذا الشريان الحيوى، ويضطر الطلاب يوميا إلى عبور هذه المنطقة ذهابا وإيابا أكثر من مرة، وسط طوفان هادر من السيارات، بعضها قد لا يلقى بالا بما يسحقه من أحلام هؤلاء الشباب تحت عجلات الخطر وفوق أسفلت الموت.. الحوادث باتت تقريبا حدثا يوميا فى حياة طلاب جامعة النيل، بل ربما وقعت أكثر من حادثة فى اليوم الواحد، بعضها قد يكون، بحفظ الله ولطفه، طفيفا مثل ذلك الحادث الذى كنت أنا شخصيا أحد أطرافه، بينما قد لا تمر الأمور فى حوادث أخرى بنفس اللطف.
السبب الرئيسى لتلك الحوادث هو عدم وجود نفق أو كوبرى فى تلك المنطقة التى يزيد عرض الطريق فيها على المائة متر، ويضطر الطلاب لعبورها وكأنهم لاعبون فى سيرك، لكن الخطأ فى أدائهم الحركات البهلوانية قد يكلفهم حياتهم، رغم أن هناك مناطق أقل اتساعا قبالة جامعات أخرى على نفس الطريق وبها كبارى لتأمين عبور الطلاب.
المفاجأة الصادمة، كانت عندما تواصلت مع إدارة الجامعة لمخاطبتهم بضرورة التحرك لبناء كوبرى أو حفر نفق لإنقاذ حياة الطلاب، فاكتشفت أن الجامعة تقدمت بالفعل بالعديد من الطلبات للأجهزة المعنية، بل وخصصت الجامعة الموارد المالية المطلوبة للإنشاء، حتى لا تتحمل الدولة أية أعباء، ورغم وجود مساندة لهذا المطلب العادل من قبل بعض أعضاء مجلس النواب، إلا أن ذلك كله لم يجد سبيلا إلى قلب السادة مسئولى وزارة الإسكان ليتعطفوا بإصدار التراخيص اللازمة لبدء الإنشاءات، وكأن الشيء الوحيد الذى لا يحتاج إلى ترخيص هو الموت الذى يطارد هؤلاء الطلاب الأبرياء!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة