صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

بـابـا نويـل

صالح الصالحي

الأربعاء، 01 يناير 2020 - 06:53 م

فى طفولتنا كنا نحلم بمجىء بابا نويل ليقدم لنا الهدايا مع بداية كل عام.. وكنا نبالغ أكثر ونحلم بتحقيق أمالنا وأحلامنا.. هذه هى براءة الطفولة.
لم يأت أبدا بابا نويل ليحقق أحلامنا.. وكان علينا أن نعمل حتى نحقق أحلامنا بأيدينا.. فلا أحد يهدى لك حلمك أبدا.
مع بداية عام جديد يقدم كل منا للآخر الأمانى القلبية بأن يكون عاما سعيدا.. وأن نحقق فيه ما نصبو إليه.
ونعيش بالأمل ونستغرق فى الظن الطيب بالأيام.. ولا يتصور واحد منا، حتى لمجرد التصور، أن يأتى أمر سيئ.. فنحن نعيش بالأمل فقط.. حتى وان كان فى أحلام اليقظة..والا فما فائدة الحلم الذى تولد معه الطاقة الإيجابية.
عشت عمرى كله أحلم وآمل فى الغد.. وأقول لنفسى أرغب فى كذا وكذا.. واكتشفت بعد ما تجاوزت الخمسين من عمرى أنى مازلت أحلم وأحلم، فلم تنقطع أحلامى سواء لنفسى أو لأولادى.
وكأن الأحلام لا ترتبط بالأعمار.. فالإنسان يحيا ويعيش دائما على أمل.. وكل حلم يسلم لحلم آخر.. وكلما تقدم الإنسان فى عمره يكتشف ان لديه مخزونا ورصيداً من الأحلام لم يتحقق، أهو تعلقنا بالدنيا؟!.. أم هو سبب نخلقه لأنفسنا حتى نستمر على قيد الحياة؟!.
احيانا نصاب بالاحباط واليأس ونشعر انه لا فائدة من أى شىء.. اليوم مثل الأمس وكذلك قديكون الغد.. وحينما تتهدد حياتنا نكتشف حلاوة الحياة وكأننا نولد من جديد.. وتدور عجلة الحياة.. وتعمل معها تروس التفاؤل والرجاء.
الأمل شىء جيد يجعلك تحيا.. وإنما الخطر هو أنك تكتشف أنك مازلت قيد أمل واحد لم يتحقق بعد.. والأخطر أن ما تبقى من أعمارنا ربما لا يمهلنا القدر تحقيقه.. البعض منا وصل إلى سقف امنياته.. والآخر لا يزال عند حلمه الأول الذى لم يتحقق.. وربما لن يتحقق على الإطلاق مهما كانت الأسباب.. فقد كتب عليه القدر ألا يتحقق حلمه..
هنا يكون رد الفعل مختلفاً فممكن أن تصاب بالحسرة والندم.. وربما النقمة.. وربما تنسى حلمك وتعيش من غير هذا الحلم لأنك أدركت استحالة تحقيقه.
على فكرة كثير من الأحلام يصعب تحقيقها..وإلا أصبحنا جميعا مليونيرات وحصل كل واحد فينا على المراكز المرموقة وتزوج من الجميلات وسكن الفيلات والقصور.
بابا نويل الذى يرمز دائما للعام الجديد هو أبوك الذى كان يمنحك قطعة حلوى أو لعبة أو قطعة ملابس فى الصغر.. وأنت تعلم تماما أنه أبوك الذى مات ولم يعد هناك أب بديل يقدم لك مثل هذه الأشياء.
أشياء بسيطة وربما تكون متواضعة لكن كان بها قدر السعادة الذى كان يملأ النفوس البريئة وربما الساذجة.. لقد كنت من الذكاء فى طفولتى لدرجة اننى كنت أعلم أن بابا نويل دمية، مجرد دمية يستحيل أن تحل محل محققى أحلامى.. ربما كنت على حق وربما كنت مخطئا.. فلم يأت إلى غضب منه حتى وقتنا هذا.. عام سعيد.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة