سمير الجمل
سمير الجمل


يوميات الأخبار

هى فى جلبابه.. هو فى فستانها!!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 06 يناير 2020 - 08:06 م

سمير الجمل

تغيرت بالتأكيد لغة الناس.. لكن ماذا جرى لحياء البنت وأين حمرة الخجل؟.. وهل الانوثة تصح وترتقى وتتميز بدون حياء.

لا يفارق خيالى ذلك المشهد البديع للفنانة مريم فخر الدين فى فيلم يوم من عمرى على الكورنيش وأمامها عبد الحليم حافظ يغنى لها عن الشعر الذى يهفهف على الخدود واسأل نفسى: ماذا عن المشهد ذاته لو تم تصويره فى هذه الأيام..؟.. قبلها بسنوات فى فيلم شاطئ الغرام وجد حسين صدقى شابة جميلة تجلس على صخرة عالية تغنى للماء والهواء.. فاقترب منها على استحياء يريد أن يتعرف ويتشرف بصاحبة الصوت الكروان.. والوجه الملائكى لم يقترب منها فى غباوة وهو يمد يده لكى يلمسها:
إيه الحلوة دى.. واى  اللى جابك هنا فى الحتة المقطوعة دى يا قمر.. هاتى بوسة يا بت!!
وطبيعى بلغة هذه الأيام ان ترد عليه «ليلى» التى ليست هى بالتأكيد بنت «مراد»:
ـ فيه إيه يا روح ماما.. امشى من هنا بدل ما أجيب كرشك انا مش منهم يا ابن التعبانة!
تغيرت بالتأكيد لغة الناس.. لكن ماذا جرى لحياء البنت وأين حمرة الخجل؟.. وهل الانوثة تصح وترتقى وتتميز بدون حياء.. وماذا يبقى للبنت إذا بدت مسترجلة خشنة فى عينيها جرأة تبلغ حد الوقاحة!
نعم هى ليست هشة مثل بسكويتة إذا امسكت بها تحولت إلى فتافيت بين أصابعك.. لكنها ابداً لن تكون هذه التى قصت شعرها عند حلاق رجالى وارتدت اغلب ما يلبسه الخناشير باعتبارها مثل الولد وليست كمالة عدد أنه «الحياء» الذى هو شعبة من شعب الإيمان.. وهو رأس مال حواء فى كل عصر وفى كل مكان.. بشرط ألا تتصنع أو تدعى ذلك.. ولو كان الامر بيدى لاقترحت على شركة من شركات مستحضرات التجميل اختراع إسبراى للخجل.. ترشه حواء مع عطورها.. ومعه تستعيد أروع وأجمل ما فيها.
فما بالك وقد تركت المرأة حمل الاطفال وراحت تتباهى بحمل الاثقال.. وتسابقت فى تعلم الكاراتيه والمصارعة والكونج فهو..وسمعنا وقرأنا فى صفحات الحوادث عن التى تشاحنت مع زوجها فقررت ان تضربه جهاراً نهاراً ليكون عبرة لغيره.. وقبلها قامت إمرأة مفروسة من زوجها بتقطيعه فى أكياس حتى يتعلم الأدب فيما بعد.. وأخرى فضلت ان تعاقبه بطريقة جديدة لاهى قتلته وأرتاح منها وارتاحت منه.. لكنها اكتفت بأن تنزع عنه رمز رجولته.. وعليه ان يبحث له عن حرملك مثل الاخ »«سمبل» بين حريم السلطان الذى يمشى وكأنه عروسة لها عجلات.
>>>
حسين صدقى اقترب من ليلى مراد فى هدوء يبدى استحسانه وإعجابه ويقدم لها نفسه ويفتح لها الباب لكى تقدم له نفسها فى منطقة نائية (مرسى مطروح).. الغرباء فيها فى هذا الوقت قلة يعرفون بعضهم البعض.. ولكنها بحياء الانثى تكلمت ولم تفصح.. فلما عرف أنها مدرسة اتجه إلى حيث تقوم بعملها ووقف ينقر باصابعه على زجاج الفصل لكى تخرج اليه ويكلمها.. وكانت تكتب على السبورة غزال وحصان وأرنب.. فلما رأته أضافت إليها «حمار» لكنه لم يسكت.. وواصل الطرق باصابعه فاضافت اليها «كبير».. والاطفال الابرياء يرددون خلف الميس «حمار كبير».. لكنه ظل على حاله فبدأت تتوسل اليه: أرجوك امشى.. والأولاد بتلقائية تحولوا الى كورال خلفها وبعد مشاهد قليلة كان يذهب الى والدها موظف التلغراف طاهر افندى.. يطلب منه ارسال برقية مستعجلة تقول: اابنتكم ملكت فؤادى وأنا اطلب القرب منها.. ولما سأله عمك طاهر عن اسم المرسل إليه قال حسين أو عادل فى الفيلم:
- أنت اسمك ايه بالكامل يا طاهر أفندى!
وأجاب بحسن نية وبدون تفكير:
- طاهر المصرى
فقال حسين: يبقى أنت المرسل اليه!!
وما بين الراسل.. والمرسل إليه.. والرسالة وما فيها يكاد الخجل الجميل يغلف الفيلم.. كله.. بل والزمن الذى راح.
 ومنذ سنوات قامت مخرجة سينمائية بخلع برقع الحياء تماماً.. وقدمت برنامجاً بعنوان «الجريئة» والحقيقة أنها كانت تقدم دروساً على الهواء فى الفاحشة.. وكتبت وقتها ان هذا البرنامج ما هو إلا شادر عزاء لموت الحياء.. على الاقل عند الست واخواتها.
كان التلميذ يخجل من اساتذه.. الآن يضربه وبالقديمة كان الابن يخجل ان يدخن امام ابيه.. الان يطلب منه ان ينزل ليشترى له البانجو هو والشلة بدون ان يفاصل فى السعر أو يتلكأ فى الحضور لأن مزاج اليوم لا يجب تأجيله إلى الغد..
كان الشاب يخطط ويدبر ويتكتك لاشهر طويلة لكى يكتب خطاباً رومانسياً إلى فتاة يحبها.. أو يلقى لها بإشارة من يده وهو يمسح على رأسه.. وفى أحسن الأحوال يرمى لها ورقة فيها رقم تليفونه لعلها تحس وتشعر به وترد عليه بكلمة أو نظرة أو ابتسامة.. أو حتى كلمة استنكار دمها خفيف وهى تقول له فى دلال:
- يا سم.. يا كبُه!
اعرف أحد الأصدقاء كان يمر يومياً تحت شباك الحبايب.. ربما يتصادف ويجد فتاته تقف ساعة عصارى ولأنه لم يكن يجرؤ ان يرفع رأسه رفعة كاملة.. أشار سريعا.. ثم اكتشف بعد ذلك أنها «القلة» الفخارية التى يضعونها صيفاً لكى تبرد.
>>>
وقال لى زوج مخضرم عن ليلة زفافه التى جرت وقائعها منذ 50 عاماً.. بالتقريب.. لكن قبل ان أحكى انبه إلى أنها للكبار فقط ولمن يزيد عمرهم على 18 سنة والحكاية أنه لم يكن التقى امرأته قبل الزواج إلا مرات قليلة حيث كانت القواعد تقضى بعدم الخروج أو الدخول الا بعد عقد القران والزفاف.. وبالتالى لم يكن قد كلمها أو كلمته.. فقط شاهدها وقدمت له الشاى والشربات وكل سنة وانت طيب وإلى عش الزوجية مباشرة المهم أنها رفضت ان تخلع ملابسها أمامه فقال أنه الخجل ولا بأس.. ثم رفضت أن يلمس يدها.. فقال انه الخجل ولا بأس.. ورفضت ان ينام بجوارها كأخ وصديق وقال أنه الخجل ولا بأس.. ورفضت ان يخلع ملابسه هو الآخر أمامها فقال إنه الخجل ولا بأس وسوف تتعود على  بعد ايام وتركها لحال سبيلها احتراماً لمشاعرها.. وجاءت الأم تطمئن على ابنتها العروس وانتحت بها جانباً وحكت لها كل ما جرى فقالت لها الام مستغربة:
- يا بنتى ده جوزك على سنة الله ورسوله وده حقه.. امال هو متجوز حضرتك عشان يلعب معاكى استغماية!!
صاحت فيها العروس:
-يا أمه عيب كده.. ده من قلة ادبه كان عايز يبوسنى.. هو فاكرنى منهم ولا إيه!!
عادت الأم إلى والد العروس ولاحظ أنها مهمومة.. فسألها.
- ايه الحكاية يا أم فلانة؟
فقالت الست بكل براءة لزوجها:
- أنا زعلانة منك قوى يا حاج عبود؟!
رد مندهشاً:
- ليه كفى الله الشر أنا حصل منى إيه يزعلك يا غالية!
قالت:
- بقى يا راجل الجواز فيه بوس.. واحنا لنا 30 سنة متجوزين وانت مخبى عنى!.. لغاية ما عرفت من بنتك بالصدفة!
وتقول بعض المصادر المقربة من الحاج وجماعته أنه طلقها.. وطالب زوج ابنته بأن يحترم نفسه معها لأنها بنت ناس ومن عيلة.. لأن الست المحترمة.. تخلف آه.. تتباس لأ!!
فاصل
>> هى فى جلباية.. هو فى فستانها: الخطوة القادمة أن يغنى لك طفلك.. ماما زمانها جاية!
>> قالت له: انت شيك جداً
وكان جوابه بكل ثقة: المظهر الحلو أهم حاجة عند!
وقتها عرفت لماذا يقولون إن «مخه» على الزيرو!
>> رغم زينتها المبالغ فيها الى حد البهرجة.. لكن هذا لم يمنعه أن يسألها.
- بدأتى رفع اثقال وملاكمة من امتى؟
>> من تكتم حبها بسهولة.. تعلن كراهيتها بلا صعوبة!
>> يا سيدى اطبخ لها مفيش مانع: لكن إياك ان تستخدم «البصل».. هتخسر حاجة حلوة؟
>> «حبيبى لو رايح ناحية المطبخ هات لى كوباية مية معاك وكان هذا هو التنازل الأول فى حياتى الزوجية بعد الفرح بـ 24 ساعة من يومها وأنا قاعد فى المطبخ!!
>> وجود المقص فى درج تسريحتها.. يحرمك من التباهى «بشواربك» أمامها طوال الوقت!
>> من يوم أن بدأت الست فتحية تحكيم مباريات كرة القدم الرجالى وزوجها الاستاذ منصور يصيح فى صالة البيت.
- شيلوا الرف!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة