الإثنين، 06 يناير 2020 - 08:19 م

بقلم/ ايهاب القسطاوى

«سَلام عليك يوم أن ولدت كلمة من الإلَه ، نَمّتْ فى أحشاء العذراء ، وصرت لِلْحَقِّ آية مهداة ، وصوتا للصدق ومبتغاة ، ونِبْعا للتسامح ومُنَاجَاةِ ، وللزّهد ثوبًا وللحكمة رداء ، سَلاما عليك يوم أن أضأت الكون نوراً ، كنت قَبسه وهداه ، سلاما عليك يوم أن حوربت وطوردت وتأذيت فى أصقاعك ، وسَلَامًا على مِصْـرَ وَطنا أَمِنَكَ ورَعَاكَ.. سَلام عليك يوم أن ربتّ على كتفى الصغير ، وحنوت على الكبير ، وجففت دَموع الثَكْلَى ، وشُفيت المرضى وأحييت الموتى وعَفَوْت عن الخطاة.
سَلام عليك يوم أن يوم أن قلتَ : «مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضًا « «إنجيل لوقا 6: 29» ، فأرسيت وعليت للتسامح البنيان.
سَلام عليك يوم أن آتُوا لك بالزانية ، فقلت لهم : « مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ»، فأبكيت ضَمائِرُهُم ، فقلت للزانية : «يا امرأةُ أما حكَمَ علَيكِ أحدٌ مِنهُم، فأجابَت لا، يا سيِّدى فقالَ لها يَسوعُ وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبـى ولا تُخطِئى بَعدَ الآنَ» «إنجيل متى ٨ / ١ - ١١6: 29»، فصرت للإنسان المبدأ والعنوان. .سَلام عليك يوم أن قلتَ : «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ» «مَكْتُوبٌ» ، فصرت الكلمة غذاء الروح منها تقتات. سَلام عليك يوم أن لجأت وأمّك العذراء إلى حضن مصر الدافئ ، وهى الملاذ الآمن لكل المضطهدين ، والمأوى الكلّ الهائمين ، والوجهة لكل التُواقِينَ للأمان ، من بطش الملك «هيرودس» الذى أراد قتلك عن طريق المجوس ، وحينما فشل ، قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من دون السنتين ، فكانت لك السكن والأمان ، فاتسعت لك بيوتها ، واحتضانك أهلها ، فباركت منازلهم وشفيت مَرْضَاهُمْ.
وفى النهاية لا يسعنى الا ان أتقدم بأجمل التهانى وأرقى الأمنيات ، بمناسبة حلول عيدالميلاد المجيد ، راجيـاً بميلاده العظيم أن يتحقّق العدل ، ويعم السلام فى العالم ، متمنياً ان يكون الاحتفاء بالميلاد ليس تقليدا لذكرى ، وإنما لتجديد ميلاد الانسان بقيمه الأخلاقية وبضميره الحي.