حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

صديق السمان

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 07 يناير 2020 - 06:46 م

أعلاه اسم أمين شرطة بسيط توفى إلى رحمة الله قبيل أعياد الميلاد، وهو يؤدى واجبه فى تأمين كنيسة مار مرقس بطلخا، صديق السمان (٤٤ سنة) أصيب بهبوط حاد فى الدورة الدموية، ووافته المنية فى سيارة الإسعاف، توفى إلى رحمة الله والبقاء لله وآخر الأحزان.
أنعى مواطنا مصريا، شرطيا صالحا، تحامل على نفسه، الله يرحمه أدى واجبه كاملا، وتوفى فى موقع خدمته، كثير من الطيبين يتوفون دون أن نحس وهم قائمون يؤدون فروضهم الوطنية كاملة.
من حق أمين الشرطة «صديق السمان»، هذه السطور الحزينة، وفاة شرطى بسيط فى موقع خدمته جدير بالاعتبار، خليق بالتأبين، العاديون يستحقون تشييعا طيبا، وبعض كلمات فى إثر نعشه الذى يفوح بعطر السنين.
يستوجب الاحتفاء بالعاديين، بملح الأرض، يؤدون واجبهم بامتياز وطنى دون تفضل، القائمون على الخدمات الأمنية يستحقون الاحتفاء الشعبى بعد الاهتمام الرسمى، هؤلاء يعملون فى صمت، فى قيظ الصيف، وزمهرير الشتاء، ساعات الخدمة شاقة، والعين ساهرة، والتحفز ظاهر، والناس لا ترحم، والألسنة فى الغالب تطول، وهم يلعقون لبان الصبر.
البسطاء أولى بالنعي، حسنا نعته وزارة الداخلية، لا تنسى رجالها، أجمل ما فى مصر البشر، العاديون، رجال الخدمات الذين يتحملون أهوالا، هؤلاء منتشرون بيننا متوفرون على راحتنا، مؤمنون برسالتهم، منهم من قضى نحبه فى كمين أو خدمة أو ارتكاز أمنى، ومنهم من يقف زنهار يطارد الأشرار ليل نهار.
طوبى للمخلصين منهم، وأتمنى على وزارة الداخلية أن تبذل لصديق السمان ما يكفل أسرته، وأعلم أن هذا مكفول فى الداخلية، ولكن أطلبها لصديق استثنائيًا، لرفع المعنويات، ونشر إحساس بين هؤلاء العاديين أنهم فى بؤرة الاهتمام، ومحل تقدير، فإذا سقط منهم شرطي، فالعناية واجبة ومستوجبة.
وأتخيل أن آباء كنيسة «مار مرقس» بطلخا لن يفوتهم الواجب، وسيكرمون اسمه تكريمًا فى حب الوطن، وتعلية لفضيلة أداء الواجب حتى النفس الأخير، وسوابق الكنيسة فى هذا الطريق الطيب محفوظة، لا تتأخر أبدا عن واجب مستوجب، جبلت على المحبة، والمحبة عنوان السيد المسيح عليه السلام فى عيد ميلاده المجيد .
أحتسب صديق عند الله شهيدا، شهيد الواجب، كل يوم يرسم من الجيش والشرطة أبطال، نحتسبهم شهداء، ونقف معتبرين موحدين عندما تمر مواكب التشييع، ونعاود الحياة موقنين بأن الله ينظر إليهم ويفسح لهم فى جنانه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة