محمد زهير
محمد زهير


سلام.. أستاذتى

محمد زهير

الأربعاء، 08 يناير 2020 - 10:23 م

كم هو مؤلم خبر الرحيل، فعندما تحين لحظة الوداع لمن أحببناهم تأتى معها جميع المواقف الجميلة المحفورة بالقلب، ويمر معها شريط ممتلئ بالذكريات، فيذرف القلب دموع الفقدان، وتجف العيون من البكاء حزنا على صاحبة القلب الكبير خديجة عفيفى..

«الهانم» ذلك اللقب الذى كان يلاحقنى عند سماع صوتها او التحدث عنها، صورة حفرتها فى أذهان الجميع لسلوكها الراقى، فكانت بمثابة أم وأخت كبرى، فمنذ اليوم الأول فى بلاط صاحبة الجلالة كانت صاحبة الفضل فى دعمى بل أول من أرشدنى للتعيين بموسسة أخبار اليوم وحاربت معى من أجل ذلك وساعدتنى ووجهتنى للطريق الصحيح فى حياتى المهنية بالقسم القضائى، وأصرت على دخولى عالم القضايا الجنائية وتعليمى كيفية تناولها لأكون ملما بجميع المحاكم واختصاصاتها.


«انت شاطر يا زعرب».. بهذه الكلمات كانت تشجعنى وتدعمنى لمواصلة التطور الذى ألحقنى برئاسة قسم الحوادث ببوابة أخبار اليوم، فى ذلك الوقت أدركت أنها سند كبير ساعدنى فى الصعود بالقسم مرة أخرى، لكن فطرتها لاحقتنى بكلمات الأمومة: «نفسى أحضر فرحك.. وانا اللى هوافق على العروسة الأول».. اتسمت بحب واحتواء كبير للآخرين لكنها خشيت الوحدة رغم كل ذلك الحب الذى ظهر من احبائها بعد وفاتها من كلمات وبكاء والذى لم تدركه من قبل، حتى أنها عندما توفى زوجها منذ ما يقرب من عام ونصف أوصتنى بالاعتناء بها وعدم تركها.. لكن اعتيادها على الظهور بالقوة أمام الجميع هو ما دفعها بمنعى من زيارتها حتى لا أراها بهذا الضعف وتظل خديجة القوية.


لم أرغب فى الإدرك عند توديعها أنها المرة الأخيرة التى سأقول لها «سلام يا خديجة هانم»، لكننى أدرك أنها تشعر بمن حولها وبكم الحزن الذى تركته بداخلى من فقدان أم ثانية وأخت كبرى ورفيقة لمشوارى المهنى، وأستاذة وجهت أناملى للكتابة فى ملف الحوادث والقضاء، فستظل سيرتها تتردد بمواقفها النبيلة مع البسطاء وكبار رجال القضاء، وستظل صورتها بقوتها وريادتها بالعمل وإخلاصها المعنى وحبها وعطائها للجميع محفورة داخل قلبى وفى أذهان كل من عمل معها وتعرف على شخصيتها التى لن تعوض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة