صورة من الندوة
صورة من الندوة


«الأزمة السورية وتهديدات ثوابت الأمة العربية» على مائدة الخبراء في ندوة «الأخبار المسائي»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 09 يناير 2020 - 05:42 م

أدار الندوة: محمد القصبى - تنظيم: أحمد بهجت- تغطية: رحاب أسامة - حسام عبد العظيم - منى العدوي

تصوير: السيد محمد – عماد عبد الحميد

- خبراء: الأمم المتحدة عاجزة عن إيجاد حل.. ولا أحد من المتصارعين قادر على الحسم العسكري
-  لا يوجد ما يستدعي التفاؤل بقرب انتهاء الأزمة.
- "الجزيرة" وتركيا والموالون لإيران وراء الانشقاق السوري
- عودة الدور العربي يعيد الأمور في سوريا إلى نصابها الصحيح
- 400 مليار دولار.. خسائر الحرب في سوريا.

 

"الأزمة السورية .. مأزق آخر يهدد ثوابت الأمة..هل من  مخرج ؟".. هذا هو عنوان ندوة الأخبار  المسائي التي أقيمت في قاعة مصطفى أمين  بدار أخبار اليوم.. والمخرج قد يراه البعض في اللجنة الدستورية الموسعة التي انبثقت من رحم الأمم المتحدة عام 2015 ..وتضم 150 عضواً ..رشح النظام السوري الثلث ..والمعارضة الثلث.. بينما اختارت الأمم المتحدة الثلث الأخير من رموز المجتمع المدني.

اجتمعت اللجنة في أكتوبر الماضي في مقر الأمم المتحدة بجنيف ..أي بعد 4 سنوات من تشكيلها ..وهذا ما أشاع التشاؤم لدى الكثير من المؤرقين بالشأن السوري ..إن كانت محاولات تهيئة المناخ الملائم  لبدء اجتماعات اللجنة استغرق أربع سنوات!فهل يمكن أن ينبثق عنها قرارات بتعديل الدستور أو تغييره كاملاً -كما تطالب المعارضة- تذعن لها جميع الأطراف..؟

لكن ثمة أطرافاً أحاطت اللجنة بتفاؤلها كالروس الذين يرون فيها بارقة أمل.. والحال لا يختلف مع الولايات المتحدة وآخرين .

فهل تؤدي أصوات المتحاورين في اجتماعات اللجنة إلى إسكات هدير المدافع في إدلب وكل بؤر الاحتقان في سوريا..لتنتهي تلك الاجتماعات بصيغة دستورية يلتف حولها الجميع؟

وماسؤالنا هذا سوى أحد المحاور التي تفرعت عنها مناقشات الندوة..

 في مستهل الحوار شدد الزميل محمد القصبي على أن تعبير "جميع الأطراف" لايعني فرقاء الأزمة من السوريين فقط .. ذلك أن غالبية  هذه الأطراف ارتبطت بتحالفات مع قوى إقليمية ودولية ..لا يعنيها سوى مصالحها الخاصة جداً..وبعض من مصالحها يتجاوز منافع اقتصادية أو حتى شيئا من النفوذ السياسي إلى ماهو أخطر ..تقويض ثوابت الدولة السورية كجزء من استراتيجيات لم تعد خافية على أحد لتقويض ثوابت الأمة العربية ككل..الفرس في أطار سعيهم  إلى استعادة أمجادهم التاريخية تفشى نفوذهم في أربعة أقطار عربية..والأتراك بدورهم يحلمون بإحياء مجد الأجداد العثمانيين ..وما تواجدهم العسكري في سوريا وشمال العراق والآن ليبيا..إلا خطوات لتحقيق حلمهم.

إنها المؤامرات «الإيرا- تركية» لخلخلة الجغرافية العربية

 واستطرد القصبي قائلا: لدى المستشرق البريطاني آدم جيه سيلفر ستاين كتاب عنوانه" التاريخ الإسلامي ..مقدمة قصيرة جدا" ينوه  فيه إلى أن الإسلام نفع أمتين.. هما العرب والأتراك .. فكل منهما تحولت من أمة صغيرة تعيش على الترحال إلى القوة الأعظم نفوذاً وتأثيراً لقرون ..حين تمددت كل منهما جغرافياً عبر آسيا وأفريقيا وأوربا..بفضل الإسلام..

أما الفرس فيرى المستشرق البريطاني .. أنهم مختلفون.. كانت لهم بالفعل قبل الإسلام دولتهم القوية وحضارتهم العظيمة ..فإذا بها تتقوض وتذوب في الكيان العالمي للإسلام

ويتساءل القصبي : هل يسعى الفرس بمحاولات مد نفوذهم السافرة إلى اليمن ولبنان والعراق وسوريا إلى الانتقام من العرب واستعادة أمجادهم التاريخية ؟ إن كنا نتحدث اليوم عن سوريا فلديهم هناك مئة ألف جندي ..وأشار القصبي إلى تصريح محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني في 22 أكتوبر الماضي  حين قال  أن طهران هي التي تحدد مستقبل سوريا !!

وأشار القصبي أيضاً إلى الدور التركي المشبوه ..فنظام أردوغان هو  من  قام بإيواء ميليشيات الاخوان والمسماة بالجيش السوري الحر منذ أكتوبر 2011 ..ودعم جيش الفتح الذي يتشكل من جبهة النصرة وأحرار الشام ..وكان رجل الأعمال التركي بيرات البيرق ..المطلوب محاكمته في أمريكا هو حلقة الاتصال بين المخابرات التركية وداعش ..

وشدد القصبي على أن الخطر الإيرا تركي يهدد الأمن القومي العربي الآن ..بل أن  اختراق مصر هو الجائزة الكبرى لأنقرة وطهران..لكن ثورة 30 يونيو أحبطت مؤامرتهم .

وقال :إن من يتحدثون عن المؤامرات الإسرائيلية ضد سوريا وغيرها من الأقطار العربية  يريدون صرف انتباه العرب عن الدور الايراتركي المريب.. وقوى إقليمية ودولية أخرى ..فإسرائيل أذكى من أن تنفق شيكل واحد في التآمر على العالم العربي ..بينما كل أهدافها تتحقق مجاناً!!

وتساءل القصبي في ختام حديثه : هل يضع أعضاء اللجنة الدستورية من كافة الأطراف تلك الحقائق  نصب أعينهم فيتوافقون سريعاً حول دستور يرسم لسوريا مستقبلاً آخر مغايراً لما يُخطَط لها في أنقرة وطهران وموسكو وواشنطن والدوحة .. فتكون سوريا العربية كما  كانت عبر التاريخ للسوريين ..وإحدى ركائز الأمن القومي العربي؟

موقف مصر

فى بداية حديثه عبر فراس الخالدى عضو اللجنة الدستورية السورية والمنسق العام بين مؤتمرى القاهرة والرياض عن شكره الجزيل للحكومة المصرية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى لموقفها الثابت بضرورة الانتقال السياسى وتطبيق القرار 2254 الأممى.

وقال فراس:هذا ظهر جلياً خلال القمة الأورو – عربية التى عقدت فى شرم الشيخ, وشدد بيانها على ضرورة كف النفوذ الايرانى والتركى عن سوريا وإعادة سيادة سوريا وتحقيق مطالب الشعب السوري.

تجاوز أمني

وعودة إلى جذور الأزمة أشار الخالدى إلى أنه لم يكن هناك أحد فى سوريا لديه النية فى القيام بثورة , لكن ما حدث هو تجاوز أمنى فى مواجهة المظاهرات, وتدخلت وفود وأطراف سورية وازنة مثل الفنان جمال سليمان وبعض قادة العشائر وألوية سابقة فى الجيش السوري  للتوصل لحل, وللأمانة فإن بشار الأسد كان متجاوباً لكن أجهزة الأمن كانت متعنتة واعتقلت معظم من كانوا فى هذه الوفود.

وشدد على أنه كان من الأشخاص الذين يرفضون حمل السلاح فى وجه الجيش العربى السورى, وعندما كان حزب الله وبعض قادة الجيش يلقون بالأسلحة فى الطرقات كى يلتقطها الناس, كنا نقوم بجمعها وإعادتها مرة أخرى اليهم, وللأسف وبعد 8 أشهر حمل الناس السلاح خاصة فى المنطقة الشمالية كونهم بعيدون عن العاصمة ، وغذت كل تلك النعرات ماكينات إعلامية مثل قناة الجزيرة وتركيا والشق الايرانى من النظام, وعندما حصل أول انشقاق فى صفوف الجيش طالبناهم بعدم رفع السلاح والتزموا بذلك فى البداية.

وقال الخالدى  تعرضنا لخديعة قطر بالشق السياسى وخديعة تركيا بالشق العسكرى, حيث عملت قطر على إخراج سوريا من جامعة الدول العربية, وتركيا أغرقتنا فى ملف الأسلمة والارهاب وهى من انشأت جبهة النصرة, وللأسف فإن النظام وبشار الأسد لم يكن على درجة من الوعى لحماية سوريا ديموجرافيا وجغرافيا, والسبب أن الروس والايرانيين سيطروا عليه بالكامل, فنحن ما يعنينا وحدة التراب السورى ووحدة شعبه بكافة أطيافه وفئاته والذى ما زالت تعيش بين جنباته ثقافة قومية عروبية بصورتها الفطرية.

وأضاف الخالدى لحدوث استعصاء سياسى بعد جولات مختلفة من المفاوضات والانتقال بين مدن وعواصم مختلفة عبر العالم, لكن فى إحدى المؤتمرات أُقرت بنوداً فوق دستورية من ضرورة كف النفوذ الخارجى والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها, وللاسف وبسبب تعنت المواقف الروسية ومواقف النظام, صدر قرار بعد مؤتمر فيينا 2 بتفويض السعودية بإعادة هيكلة المعارضة وتوحيد صفوفها والمنصات المختلفة من موسكو والقاهرة والرياض , وتم إنشاء الهيئة العليا للتفاوض والتى تبنت مواقف أكثر صلابة حتى على الأطياف الأخرى فى المعارضة, واستمر الأمر هكذا لمدة عامين ثم قامت السعودية مرة أخرى بإعادة هيكلة هيئة التفاوض على اسس صحيحة وأصبح الخطاب نوعا ما أفضل وبدأنا نتقدم فى عالم السياسة, واتفقنا على أن تكون نقطة البداية مع الجانب الروسى بأمور تقنية وليس سياسية من قبيل الانتخابات والدستور.

دستور من الداخل

وأكد الخالدى أنه تقرر إنشاء اللجنة الدستورية لكن النظام كان يضع شروطاً تعسفية لعرقلة أى تقدم, إلا أنه فى لحظة ما وبعد 20 شهراً من المفاوضات تدخل الجانب الروسى بقوة ، حين رأى مشروع تقسيم سوريا بين تركيا فى شمال شرق وبين ايران فى شمال غرب, فقررت موسكو  أن تحتمى بالمشروع الدولى لسن الدستور, يحدث كل ذلك بسبب غياب الدور العربى الفاعل, وبالتالى فإن عودة الدور العربى الوازن من شأنه أن يعيد الأمور لبوصلتها الصحيحة, فنحن بحاجة لإعلام عربى يعيد الرابط الحقيقى لاغلبية الشعب السورى مع العالم العربى.

ورأى الخالدى أن اللجنة الدستورية خطوة فى الاتجاه الصحيح, وهى مكان ما نجتمع فيه لبناء الثقة, حيث  تنص على مناقشة الدساتير منذ عام 1920 وحتى 2012, وبمجرد انعقادها فقد آلت اليها السلطة التشريعية الأعلى فى سوريا وكذا السلطة التنفيذية.. بمعنى أنها أصبحت تملك سلطتي البرلمان والرئاسة, على حد قوله.

وقال الخالدى مختتما حديثه: نحن معارضة ونظام نريد كتابة دستور من داخل سوريا وليس خارجسها.

7 قواعد عسكرية تركية

فى حين أعطى الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكرى اللواء دكتور جمال مظلوم، صورة أكثر قرباً من مجريات الأحداث على أرض الواقع, حيث قال أن العلاقة بين مصر وسوريا هى علاقة من قديم الأزل, متابعاً كنت من العسكريين الذى نالهم الشرف بالخدمه فى سوريا  مع الوحدة سنة 1958, فمصر وسوريا كيان واحد , كما أن أحد اسبب نجاح حرب أكتوبر 1973 هو التعاون بين مصر وسوريا.

وأرجع مظلوم، أهمية سوريا لموقعها المتميز حيث أنها تعد بوابة دول آسيا العربية على البحر المتوسط..  فسوريا تتميز بموقع استراتيجى تمثل حلقة اتصال بين القارات الثلاثة أسيا وأوروبا وأفريقيا فضلا عن امتلاكها العديد من الثروات الطبيعية  والبشرية والحضرية.

وأشار  مظلوم الى أن تركيا لها قواعد حربية فى سبع دول عربية هي سوريا والعراق و قطر, وفى الصومال و ليبيا والبحر الأحمر.
وشدد مظلوم أن هذا الوجود العسكري التركي يمثل خطراً كبيراً على الامن القومي للوطن العربى. وهذا يتجلى فى دعم  تركيا للمعارضة, حيث قامت على سبيل المثال بانشاء شبكة مركز للمراقبة فى تل رفعت.

واضاف مظلوم هناك نقاط مهمه فى الصراع السورى لاينبغي تجاهلها  وهي: التدخل التركى فى سوريا ودعم أنقرة للمليشيات  وقرار واشنطن بسحب بعض القوات من شمال سورية, وتجميد سوريا من عضوية جامعة الدول العربية والتدخل الروسى  بداية 2014 بدعوى حماية النظام..والهدف  استغلال النفط وانشاء قواعد عسكرية للهيمنة على المنطقة، ومحاولة أمريكا هى الأخرى لفرض سيطرتها على النظام السورى ما أدى تفكيك سوريا إلى بلد كونفدرالية,فضلا عن التدخل الإيرانى .. كل هذا وأكثر أدى الى احتدام الصراع السورى.

400 مليار خسائر

وأوضح مظلوم  أن خسائر الحرب فى سوريا بلغت  400 مليار دولار,  فضلا عن خسائر القطاع الزراعى الذى بلغ 16 مليارا, ووصل عدد السكان الموجودين تحت خط الفقر 80%, , وتابع مظلوم :أتوقع  أن هيكون هناك حراك عربى لمواجهة الاعتداء التركى على سوريا.

وأشارمظلوم أن الدستور السورى هو 1973, وفيما يتعلق بوضع القوات على الأرض فإن النظام يسيطر على 60% وقوات سوريا الديمقراطية 28% تقريبا, والفصائل المعارضة 10%, , وسوريا بالنسبة لروسيا عنصر رئيسى لأنها هى المنفذ الوحيد لروسيا على البحر المتوسط, من قبل كانت سوريا وليبيا, كما أن لإيران  قاعدة فى حلب, وحزب الله له عدة مواقع فى سوريا .

عباءة العروبة

وعن الداخل السورى وتفاعلاته منذ الرئيس الراحل حافظ الأسد تحدث السفير المصرى السابق لدى سوريا حازم خيرت , من واقع عمله في سوريا عبر مرحلتين،الأولى كانت عقب عودة العلاقات بين مصر وسوريا عام ١٩٨٩ بعد قطيعه لمدة   12عاما  بسبب زيارة الرئيس السادات للقدس واتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام ولم يكن لمصر سفارة بسوريا خلال هذه الفترة.

وأوضح السفير حازم انه عندما بدأ عمله بسفارة مصر بسوريا وكان دبلوماسيا شابا كلفه الدكتور مصطفي عبد العزيز السفير المصري في ذلك الوقت بإعداد دراسات وأبحاث عن التركيبة الطائفية في سوريا وحزب البعث وغيرها من الأبحاث والدراسات لفهم الدولة السورية ومكوناتها بشكل متعمق .

وأوضح السفير حازم  أنه شغل خلال الفترة من عام 2003 إلى 2007 منصب سفير مصر في سوريا، حيث تعمقت رؤيته للدولة وللمجتمع السوري .. حيث حظى النظام بقدر كبير من الاستقرار والانسجام  بين الأطياف السورية المختلفة, ورغم ان تلك الأطياف متعصبة لانتماءاتها، ولكنها كانت تحمل  هوية واحدة وهى الهوية العربية. ولم يلمس من قريب او بعيد ان سوريا دولة طائفية أو ان هناك تفرقة بين الاديان, فهى تتمتع بانسجام مثالي.

إخفاق بشار

 وفي تقدير السفير حازم خيرت ان هذا يعد من السياسات الايجابية التي ارساها نظام الأسد، وحتى الان ورغم ما شهدته سوريا من دمار إلا ان الصراع الطائفي غير متواجد . واضاف ان فترة عمله الاولي كان يحكم فيها حافظ الاسد والذي كان يتمتع بذكاء سياسي وحافظ على التوازن في علاقاته الاقليمية والدولية، فرغم علاقات سوريا الاستراتيجية والقوية مع إيران إلا انها لم تكن على حساب علاقاتها مع مصر والسعودية وهذا التوازن لم يستطع الرئيس بشار الحفاظ عليه،   كما ان نظام  الرئيس حافظ الأسد ادار الملف اللبنانى بشكل أفضل من الرئيس بشار الذي شهدت فترته احداث تراجيدية على رأسها  اغتيال الحريرى وانسحاب  القوات السورية من لبنان وتداعيات الحرب على لبنان والاعتداء الاسرائيلى عليها وتدمير بيروت والتي اثرت سلبا على علاقات سوريا بكل من مصر والسعودية، والتوجه بشكل مطلق نحو ايران. فضلا عن مراهنات خاطئة بالتقارب مع تركيا وقطر.  

 واكد السفير حازم خيرت انه عندما قامت الثورة بسوريا توقع ان تلك الثورة قد تتحول إلى دمار لاسيما مع التدخلات الخارجية، مشيرا إلى ان هناك دولا تسعى إلى ان تكون سوريا ضعيفة ومشتتة  بنظامها الحالي وذلك  أفضل من الذهاب إلى المجهول.  

وأوضح السفير خيرت: انه حتى اذا  افترضنا ان النظام قد سقط، فالسؤال هو : اين البديل وهل المعارضة السورية كانت ولازالت قادرة على توحيد صفوفها وان تقود سوريا .. ام انها تعاني من الانقسام والتشتت والشرذمة بل ويستقوى البعض منها بالخارج؟


تجميد عضوية سوريا

وفيما يتعلق بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، أشار السفير انها تمت بصورة غير قانونية لأنه لم يتوفر الإجماع الذي ينص عليه ميثاق الجامعة، ولكن بعض الدول مثل قطر كانت وراء هذا القرار.

وتابع السفير خيرت قائلا إن كل المراهنات على سقوط نظام بشار كانت خاطئة منوها بانه شخصيا كان يخشى من هذا السقوط  والتي كانت تداعياته  ستصبح أسوأ بكثير عما نشهده الآن .

وتحدث السفير عن اللجنة الدستورية السورية معربا عن أمله في أن تكون خطوة جادة في اتجاه الوصول إلى تسوية للأزمة السورية خاصة وبعد أن تم الاتفاق على الوفود الممثلة في اللجنة من ممثلي الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، وكذلك اللجنة المصغرة والاتفاق على مدونة السلوك، إلا انه أعرب عن قلقه من أن تواجه العديد من المطبات والمشاكل مما يتطلب من الأطراف المعنية  تقديم تنازلات وتضحيات من اجل حقن دماء الشعب السوري.

كما أبدى السفير قلقه من تداعيات الغزو التركي لشمال شرق سوريا والحرب في ادلب وما قد يترتب عليها المزيد من الضحايا المدنيين

ليست ثورة

 دكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية أبدى في طرحه وجهة نظر مغايرة تماما لمعارضي النظام السوري ..مؤكداً  أن المؤامرة بدأت على سوريا منذ خروج مصر من المشهد العربي بعد اتفاقية كامب ديفيد وكان أحد التداعيات الغزو العراقي للكويت ، وشدد زهران على انه لا توجد ثورة في سوريا وما يقال في هذا الشأن ادعاءات ليس لها اساس من الصحه، فالصراعات التى تدور فى سوريا  لها أبعاد ينبغي أن يحسمها الشعب السورى وحده ، وليس للدول الأخرى الحق فى التدخل فيها، مشيرا الى اننا نواجه عصر البلطجة الدولية، والتى تستهدف التنكيل بالشعوب، مؤكدا أن الأنظار تتجه لضرب سوريا.

وتابع زهران ان العلاقات المصرية السورية جيدة جدا عبر التاريخ كانت جيدة جدا ولن تتغير ،حيث تتمتع البلدان بروح الأخوة  وشاركتا معاً فى تحرير الكويت، متابعاً: لا يمكن ان أنسى عندما زرت سوريا ضمن وفد  مصري كبير، وكانت العلاقه متوتره بعض الشيء بسبب اتفاقية كامب ديفيد ، عانينا كثيرا حتى وصلنا دمشق ،حيث  عبرنا العديد من الحدود.. منها الاردن، وعندما التقينا بالرئيس حافظ الأسد واخبرناه عن مشقة الوصول للأراضي السورية قرر تخصيص طائرته الخاصة لعودتنا الى الديار واتصل بالرئيس محمد حسنى مبارك، وأخبره ان الوفد المصرى فى الطائرة الخاصه به وفى طريقها الى مصر وطالبه بفتح الخطوط الجوية ،وعلى الفور أمر الرئيس مبارك بفتح الخطوط والسماح للطائره السورية دخول البلاد وبعدها بأيام قليلة عادت العلاقات المصرية السوريه وتم تبادل السفراء فى البلدان.

وأكد زهران أن الشعوب ليس لها اى ذنب فى اتفاقية كامب ديفيد.

وعن  اهم أسباب النزاعات فى سوريا أوضح زهران ان أهمها هو اختزال الدولة السورية فى شخص واحد دون الوقوف على الأسباب الحقيقية ومطامع الدول الأخرى فى مقدرات وموارد سوريا, فما يحدث الآن هو امتداد لما حدث مسبقا بالعراق، مستكملا هذا مشروع يستهدف تفتيت الدولة والمنطقة العربية

هروب العرب

وعدد زهران أسباب تفاقم الأوضاع السورية منها فرار الدول العربية من سوريا بحجة مقتل رفيق الحريرى وعدم مساندتها، فضلا عن تجميد عضوية سوريا فى الجامعة العربية، والمعارضة السورية التى تعمل لحساب اجندات خارجية معادية لسوريا ولا يهمها الا مصلحتها الشخصية والاستيلاء على مواردها، ولجوء سوريا الى الاستعانه بايران  لتعويض قطيعة الدول العربية لها متابعا  وانا لا الومها على ذلك فهى دولة مهزومة وكان يجب عليها ان تبحث عن بدائل.

وعن الدور المصرى فى المشهد السورى أكد زهران أن مصر تدعم سوريا دائما ويتضح ذلك من خلال رفضها لتجميد عضوية سوريا فى جامعة الدول العربية، ولكن الدور المصرى لا يقتصر على ذلك، مازال عليها الكثير لتقدمه للمجتمع السورى.

وأكدا زهران أن أمريكا وتركيا تحتلان الكثير من  الاراضى السورية  من أجل حقول البترول. لقد تم تفكيك العديد من معدات مصانع حلب وترحيلها لتركيا فضلا عن القواعد الحربية والغزو المستمر للأراضي السورية.

وطالب زهران جميع الأطراف بالجلوس على مائدة واحدة والبحث عن حماية وطنهم اولا والتخلى عن المطامع والمصالح الشخصية ثم النظر الى إدارة النظام السياسى   بما يخدم مصلحة الوطن أولا .. والتكاتف لمواجهة التدخلات الخارجية التى لا يمكن صدها الا إذا تم لم شمل السوريين والاتحاد ..

وختم زهران حديثه مؤكداً أن ما يحدث فى سوريا هو بفعل عصابات إرهابية تسعى لإسقاط النظام.


مخطط خارجي

وفى ختام الندوة التى حاولت استشراف مستقبل الأزمة السورية اقترب السفير على الحفنى مساعد وزير الخارجية الأسبق من الحقائق, التي تشكل صورة شديدة القتامة, حيث أكد الحفني أنه لم يعد هناك مجالاً للشك بأن ما يحدث فى المنطقة العربية مخطط له من قبل قوى من خارج المنطقة وكذا من داخلها لها مصلحة فى إحداث كل تلك الفوضى العارمة التى تجتاح المنطقة, فهذه القوى لها مصلحة أكيدة فى مد نفوذها وأطماعها وتحقيق التوسع على حساب الجسد المريض وهناك مخطط لاضعاف دول المنطقة, فلم يكن أحد يصدق ان العالم العربى وخاصة منطقة الهلال الخصيب وشمال افريقيا سيشهدان هذه الاحداث, وربما لاسباب معروفة للجميع ومنها وجود الكيان الاسرائيلى والثروات الطبيعية.

 
وابدى الحفنى تفهمه لمطالب الشعب السورى الذى اراد مخلصاً وضع نهاية لوضع استمر لفترة طويلة , لكن ممثلى التيارات المعارضة واقعون تحت تأثير قوى اقليمية ودولية, فاللجنة الدستورية منذ الاعلان عن تشكيلها مرت بقترة طويلة لانعقادها, ومن الواضح تماماً ان الامور ليست فى أيدى الامم المتحدة, بالتالى فأنا لست من المتفائلين بأنه فى إطار المنظمة الاممية يمكن حسم الامور, ولا اعتقد انه من مصلحة الاطراف الدولية والاقليمية حسم الامور من خلال اللجنة الدستورية على الاقل فى الوقت الحالى.

ورأى الحفنى ان الوضع العسكرى العملياتى على الأرض هو من يفرض نفسه, للاسف فان الامر غير محسوم ويزداد تعقيداً, ونحن نتساءل كل عام ألم يصب كل طرف من اطراف القتال الانهاك والتعب ؟لان المسألة مرتبطة بنفقات هائلة, ناهيك عن تعقد المسارات بين جنيف واستانا وسوتشى, فكل هذا يزيد من قتامة الموقف, خاصة فى ظل اصرار ايران على التشبث بما حققته من نفوذ.

وقال الحفنى انه فى بعض الاحيان يتساءل كيف سيتناول الباحثون والمتخصصون مستقبلاً هذه الحقبة؟ وكيف سيصفونها ؟ من وجهة نظرى فان السوريين يتحملون جزءاً مما حدث, فهناك قرابة 7 ملايين ما بين نازح ولاجىء, وهناك طرف يرتع فى المنطقة وسعيد بشكل غير طبيعى ولم يكن يتخيل أن يأتى رئيس أمريكى يعترف له بأرض الجولان كارض اسرائيلية, وبالتالى فالاطراف كلها تحارب لمصلحة اسرائيل.
لكن مع كل ذلك فإن الحفنى شدد أنه من حسن الطالع أن ما حدث فى العراق لم يحدث فى سوريا, فحل الجيش العراقى وقوات الشرطة وجهاز المخابرات وحزب البعث خلق فوضى عارمة ليس فى العراق وحدها وانما فى المنطقة كلها, والرئيس عبد الفتاح السيسى دائماً ما يؤكد على ضرورة الحفاظ الدولة السورية ومؤسساتها.

وفي ختام حديثه أبدى الحفنى تشاؤمه حين قال:  فى ظل كل تلك الفوضى العارمة لا يمكن التفاؤل بقرب انتهاء الأزمة، وإذا حدث مستقبلا وتم التوصل لحل فان بشار الاسد ولا شك سيتعلم الدرس جيدا.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة