معبد «الياهو هانبي» اليهودي
معبد «الياهو هانبي» اليهودي


الديانات السماوية تتعانق على أرض مصر| إعادة تأهيل معبد «الياهو هانبي» اليهودي بالإسكندرية

أحمد سليم

السبت، 11 يناير 2020 - 05:02 ص

 - حواس: المعابد اليهودية جزء من تراث مصر

منذ قديم الزمان احتضنت مصر الأديان السماوية الثلاث «اليهودية والمسيحية والإسلام» وانتشرت على أراضيها المعابد والكنائس والمساجد التراثية. وفى الفترة الأخيرة حرصت الدولة على إعادة تأهيل المعالم الدينية التراثية بعمليات ترميم وصيانة شاملة أبرزها عملية ترميم معبد «الياهو هانبى» بمحافظة الإسكندرية.

يعد  معبد «إلياهو هانبي» من أقدم وأشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية، ويقع بشارع النبى دانيال فى وسط المدينة مجاوراً للعديد من المعالم التاريخية المهمة، ويُنسب المعبد إلى النبى إلياهو هانبى أحد أنبياء بنى إسرائيل الذى عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد شيدته الجالية اليهودية سنة 1354 من الميلاد وتعرض المعبد للتدمير على يد الحملة الفرنسية لاعتراض مبانيه لمسار نيران المدفعيه، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850م فى عصر عباس حلمى الأول، كما أعيد بناء المعبد أكثر من مرة آخرها عقب الحرب العالمية الأولى حيث تم زيادة مساحته وتكسية الأعمدة بمادة الأسكاجولا (عجائن الرخام).

وتبلغ مساحة المعبد الحالية 4200م، وهو عبارة عن طابقين، طابق للرجال والثانى للسيدات، ويحتوى على مكتبة مركزية قيمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد، كما يضم صفوفًا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخص، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.

وقد اتخذت الدولة ممثلة فى وزارتى السياحة والآثار قرار ترميم المعبد الاثرى عقب سقوط سقف السلم الخاص بمصلى السيدات بدأت أعمال التوثيق والترميم فى أغسطس عام 2017م، وأسندت الدراسات الخاصة بالترميم لشركة المقاولون العرب التى شملت توثيق المعبد وعمل التحاليل والفحوصات وبحث مسببات ومصادر التلف وتوصيف مظاهر التدهور للعناصر الانشائية والمعمارية والزخرفية، كما تم التعاون مع محافظة الاسكندرية لرصد مسارات شبكات المرافق المرتبطة بالمعبد.

ومن الأعمال التى تطلبت دقه فى التنفيذ إعادة السلم المنهار بعد أن أدت عوامل التلف إلى انهياره، حيث يبلغ عدد درجات السلم 42 درجة، وتمثلت الصعوبة فى هذه المرحلة فى الوصول إلى نوعية الرخام المستخدم وتقنية التنفيذ التى تمت بدقة بالغة.

ثم جاءت مراحل الترميم الدقيق للعناصر المنقولة والثابتة مثل الزجاج المعشق بالرصاص والمشغولات النحاسية والخشبية والبلاطات من الرخام والمزايكو، والشواهد الأثرية الباقية من المعبد القديم. 

وتم إعداد الدراسات التفصيلية لعرض الشواهد الاثرية لآثار المعبد القديم تحت إشراف طاقم الإشراف الأثرى والهندسى للمجلس الأعلى للآثار حتى يتمكن الزائر من معرفة مراحل التطور الأثرى للمعبد منذ وقت إنشائه وحتى وقتنا الحالى وقد تطلب ذلك مهارة فى التنفيذ.

وعقب الترميم تم تزويد المبنى بأحدث انظمة انذار الحريق وأنسب وسائل الإضاءة التى تُلائم طبيعة المبنى الدينية والأثرية.
وتعد عملية ترميم المعبد بمثابة ملحمة فنية وهندسية رائعة عادت بها الحياة من جديد إلى ذلك الصرح التاريخى العريق، عزفتها عقول مصرية مخلصة فى تناغم تام.

وبترميم هذا الأثر المصرى حققت مصر انجازا جديدا فى مجال حفظ التراث الانسانى وصيانة الآثار التاريخية لتثبت للعالم كله ريادتها ومكانتها بين دول العالم الأكثر تحضرا على الإطلاق.

و«إلياهو هنابي» هو أحد المعابد اليهودية التى يعتقد اليهود فى أنها أقدم معبد لهم فى الإسكندرية التى كان لهم فيها ما يصل إلى ١٣ معبداً لم يتبق منها إلا ثلاثة هذا المعبد إحداها، بحسب الباحث فى التراث السكندري، الدكتور إسلام عاصم.

يضيف « عاصم» :» طبقا للرواية اليهودية فالمعبد هدمه نابليون فى نهاية القرن  ١٨ ثم تم استرداد أرضه فى عصر محمد على باشا وتم إهداء قطعة من الأرض إلى اليهود فى عصر سعيد باشا.

المعبد اليهودى والكاتدرائية المرقسية ومسجد النبى دانيال، تجمعوا فى شارع النبى دانيال ليكونوا شواهد على الحالة التى كانت تعيشها مصر على مدار تاريخها، وتحرص مصرعلى الاعتناء بهذه الشواهد فى رسالة منها للعالم على أن أرضها أرض السلام.

فى عام 2016 تعرض المعبد  لانهيار جزئى لسقف «شخشيخة» السلم لمصلى السيدات بالطابق الثالث للمعبد خلال إحدى نوات الشتاء ما دفع الآثار إلى ترميمه حفاظا على المبنى الأثري، بتكلفة إجمالية بلغت 67 مليون جنيه،  وذلك بحسب ما صرحت به وزارة الآثار.

وشمل الترميم الانتهاء من أعمال التوثيق الفوتوغرافى والمعمارى للمعبد، وأخذ عينات من الاخشاب والدهانات والرخام الموجودة به لمعامل التحليل، وعمل مكاشف للأساسات والأعمدة والتيجان الرخامية والتجاليد الخشبية، وإزلة المسطحات الخضراءالمتهالكة بالموقع العام طبقا لأعمال التطوير المخططة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة