معمر القذافي والحبيب بورقيبة
معمر القذافي والحبيب بورقيبة


الجمهورية العربية الإسلامية.. قصة وحدة بين تونس وليبيا لم تدم سوى 24 ساعة

أحمد نزيه

الأحد، 12 يناير 2020 - 01:31 م

يزخر العالم العربي بالعديد من القصص والحكايات بين أبناء الأمة الواحدة، والتي من بينها قصة الجمهورية العربية الإسلامية، التي تأسست ووُئدت على الفور قبل 46 عامًا.

ففي مثل هذا اليوم 12 يناير عام 1974، كانت الوحدة تعرف طريقها بين جمهوريتي تونس وليبيا المجاورتين، حين اتفق زعيما البلدين آنذاك الحبيب بورقيبة ومعمر القذافي على توحيد البلدين، لتنضويان تحت راية بلدٍ واحدٍ اسمها "الجمهورية العربية الإسلامية".

وجاءت الخطوة بعد نحو ثلاثة عشر عامًا من تفكك الوحدة بين مصر وسوريا، تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة"، حيث أُريد للوحدة بين تونس وليبيا أن تحاكي نظيرتها بين مصر وسوريا.

لكن هذه الوحدة لم تدم طويلًا، بل لم تدم نهائيًا سوى لأربعٍ وعشرين ساعةً فقط، وبعدها ذهب الاتفاق بين بورقيبة والقذافي هباءً منثورًا.

اتفاق جربة

وحدث اتفاق تأليف الجمهورية العربية الإسلامية بين تونس وليبيا، بعد توقيع اتفاق جربة [جزيرة تونسية تقع في جنوب شرق تونس في خليج قابس]، في مثل هذا اليوم قبل 46 عامًا، بين الزعيمين التونسي والليبي آنذاك.

وكان الاتفاق ينص على أن يتولى الحبيب بورقيبة منصب الرئيس على أن يصبح معمر القذافي نائبًا للرئيس في الجمهورية الجديدة.

يوم واحد فقط

لكن هذه الجمهورية لم ترَ النور إلا ليومٍ واحدٍ، فسرعان ما تم العدول عن هذه الفكرة، والسبب هو عدم ورود مادة في الدستور التونسي تنص على إجراء استفتاءٍ شعبيٍ في هذا الصدد حول الموافقة على الجمهورية المتحدة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في تونس آنذاك.

علاوةً على ذلك، هذا الاتفاق القاضي بتوحيد تونس وليبيا تم رفضه من قبل عدد من السياسيين التونسيين على رأسهم الوزير الأول آنذاك الهادي نويرة، وهو ما دفع بورقيبة للتراجع عن فكرة الجمهورية العربية الإسلامية.

وتسبب ذلك في توتر العلاقة لسنوات بين الحبيب بورقيبة ومعمر القذافي، بعد أن أُجهض حلم الوحدة بين تونس وليبيا، الذي كان القذافي يسعى إليه بشدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة