حمدى حامد
حمدى حامد


كلمات عابرة

المعركة الوهمية وأدب الاختلاف

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 30 يناير 2020 - 07:22 م

حمدى حامد

كشفَ تناول وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية للمساجلة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة خلال إحدى جلسات مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد ما نعيشه من تدهور فى القيم والمعايير الإعلامية التى أفسدتها آلة هذا الإعلام "الجهنمى" الجديد بآلياته الموجهة التى تخدم أجندات وأهداف أصحابها ورُعاتها، وبات واضحا أن الأمر مقصود لشغلنا بقضايا فرعية عن أمور هى أولى بالمتابعة والاهتمام فى وقت نواجه الخطة المزعومة للسلام ليشرب "ترامب" و"نتن ياهو" نخب الانتصار ودفن القضية الفلسطينية فى مقابر الصدقة..
لقد تصرف هؤلاء - بقصد أو بدون قصد - وكأن المؤتمر الذى استمر يومين لم يشهد غير هذا المشهد (العادى) الذى يحدث عشرات بل مئات المرات يوميا بين العلماء والباحثين وفى مناقشة الرسائل العلمية، وتصوير الأمر كأنه معركة، ودخلت القنوات "إياها" على الخط لترسم سيناريو لمعركة وهمية يقف أمامها أعظم صانعى أفلام الاكشن عاجزًا! و"كل يغنى على ليلاه متخذا.. ليلى من الناس أو ليلى من الخشبِ".
لم يكلف أحد ممن روَّجوا المقطع وهللوا للمعركة المفتعلة أن يسلط ولو بصيصا من ضوء على أى من فعاليات المؤتمر ومحاوره أو القضايا التى ناقشها والتوصيات التى قدمها وما دار فيه من نقاشات ومعالجات لقضايا فكرية وفقهية وحياتية تؤكد مرونة الإسلام فى التعامل مع مستجدات الحياة بما لا يخالف القرآن والسنة وأصول العقيدة، وتفند التفسيرات المنحرفة للدين التى تستند إليها الجماعات الإرهابية فى تبرير أفعالها.. ولم يسع أحدهم إلى ابراز كلمة الامام الاكبر الضافية عن التجديد فى الفكر الاسلامى وما فيها من سعة أفق وإلمام رائع بقضايا الأمة وادوائها ووسائل علاجها والتى تؤكد ان الرجل مهموم بهذه القضايا حد الأرق، وأنه يعمل بإخلاص وتجرد لتبرئة الأديان من الإرهاب ومناهضة خطاب التكفير الذى تتبناه الجماعات المتشددة..
الأمر فى نظرى لا يعدو أن يكون مناظرة علمية ودرسا - لمن يعى - فى أدب الحوار والاختلاف ومقابلة الرأى بالرأى والحجة بالحجة بعيدا عن التعصب أو الاستعلاء أو الاستعراض، فقد طلب رئيس الجامعة التصويب وردَّ الطيب برفق عهدناه فيه وتقبله الخشت بصدر رحب حسدناه عليه، فلم يُنقص الأمر من قدره ولا كسب به شيخ الازهر شعبية هو فى غنى عنها.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة