السبت، 01 فبراير 2020 - 07:12 م

يبتلى الله البشر بين الحين والآخر بأوبئة وأمراض وفيروسات قاتلة تنتشر بسرعة هائلة وتتفشى بين ارجاء المعمورة لتهدد وجودهم ويقفون عاجزين مكبلى الأيدى أمامها.. فتحصد آلاف الأرواح وتصيب الملايين وتدب الرعب والخوف فى نفوسنا جميعًا وتحدث حالة من الارتباك والطوارئ والذعر يهتز لها العالم كله..ويستغرق العمل والبحث سنوات طوال للتصدى لها ومكافحتها.. فنتذكر جميعًا فيروسات الطاعون والكوليرا والإيدز والسارس والجمرة الخبيثة والايبولا وإنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها.. وأخيرًا ظهر فيروس كورونا القاتل والذى تفشى فى اكثر من ١٦ دولة فى مشارق الارض ومغاربها خلال ايّام قليلة جدا والبقية تأتى تباعا..
لاأعرف لماذا نظرت بعيدا وبصورة اكثر عمقًا وراء حكمة الله سبحانه وتعالى من هذه الابتلاءات.. فهل هذا غضب الله علينا نحن معشر البشر ؟..هل يتكبر الانسان ويطغى ويتصور انه مالك الارض وماعليها وانه الأقوى وقاهر كل شئ.. هل يظن ان التقدم العلمى والتكنولوجى الذى يكتشفه كل يوم يجعله سيد كل شئ فلا غالب له ؟.. هل يسير فى الارض مرحًا مغرورًا يملك مقاديره بيده!؟.. هل ينسى الانسان ربه ويغفل عباداته فيصب عليه جام غضبه ليؤدبه ويلقنه درسا حتى يستفيق ويتعظ؟.. قال تعالى :(ولنبلونَّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)وقوله تعالى ( الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)
فإن البلاء من سنن الله الكونية فى هذه الدنيا التى قضاها فى خلقه ولا مردّ لقضائه ومضى فيهم بها حكمه العدل ولا معقب لحكمه ولا مانع لمشيئته..
اللهم لاتجعلنا عرضة للبلاء فأنت وحدك من ترى ضعفنا وقلة حيلتنا نعوذ بك من جميع غضبك ونستجير بك فأجرنا ونتوكل عليك فاكفنا ونستعصمك فاعصمنا ونستغفرك فاغفر لنا وارحمنا.. اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. سبحانك يا ألله ما أعظم شأنك.. يارب سترك !.