اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث| «جريمة مستمرة».. خبراء يوضحون الأضرار العضوية والنفسية
اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث| «جريمة مستمرة».. خبراء يوضحون الأضرار العضوية والنفسية


اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث| «جريمة مستمرة».. خبراء يوضحون الأضرار العضوية والنفسية

منى إمام

الخميس، 06 فبراير 2020 - 05:53 ص

لم تكن ندى ذات الـ4 سنوات، ابنة بقرية الحواتكة – مركز منفلوط بمحافظة أسيوط"، أول طفلة مصرية تنتهي حياتها جراء عملية الختان المجرمة قانونا، فقد سبقتها الكثير والكثير من الضحايا.

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث الذي يوافق اليوم السادس من فبراير، تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء من جديد على هذه الظاهرة المنتشرة منذ القدم رغم جهود الدولة وحملات التوعية وتغليظ العقوبات.    

وكانت أخر الإحصائية التي أجراها جهاز التعبئة والإحصاء، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وصندوق الأمم المتحد المتحدة أن 89.5% هي نسبة النساء اللاتي تعرضن للختان.

وفي ظل هذه النسبة المفجعة، رفضت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الاناث في مصر أي مبررات لممارسة هذه العادة المجرمة محليا ودوليا، فيما بذلت الدولة المصرية جهودا حثيثة لمواجهة  والتصدي بكل قوة وحزم  لهذه الجريمة المجتمعية  "ختان الإناث" التي ترتكب في حق بناتنا وفتياتنا على مدار عقود متواصلة، حيث تم  في مايو 2019 بتشكيل  "اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر" 

وتتسق أهداف اللجنة مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠، ومع رؤية مصر ٢٠٣٠، واستراتيجية الطفولة والأمومة اإنهاء العنف ضد الأطفال ٢٠١٨ - ٢٠٣٠.

 انطلقت اللجنة منذ تشكيلها، الحملة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تحت شعار "احميها من الختان" في محاولة لتعديل العادات والموروثات السلبية الذميمة، من خلال التوعية الدائمة بقضية مناهضة ختان الإناث، وإقامة مجموعة من الأنشطة بجميع محافظات الجمهورية بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة وجميع  المؤسسات الحكومية المعنية والمجتمع المدني،

كان من بين أنشطة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر، تنظيم قوافل توعوية وتثقيفية وطبية في القرى والنجوع والكفور بجميع المحافظات، إلى جانب استقبال الشكاوى والبلاغات  الخاصة بإجراء ختان الإناث على خط نجدة الطفل 16000، بالإضافة إلى تقديم رسائل من خلال الحملة الإعلانية التوعوية التي تم إطلاقها على  المحطات الإذاعية المختلفة ومن بينها إذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى التوعية بالحملة وأهدافها ورسائلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.    
       
 تضمنت فعاليات حملة " احميها من الختان "  تنظيم حملة لطرق الأبواب والتى نفذتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في 26 محافظة استهدفت ما يقرب من 3.5 مليون مواطن وذلك في عدد 1332 قرية على مستوى محافظات الجمهورية،وقد سبق تنفيذ حملة طرق الابواب برنامج تدريبى وتوعوي لمجموعة من الرائدات الريفيات وعدد من لجان حماية الطفل وأعضاء فروع المجلس بجميع المحافظات بالإضافه إلى عدد من الواعظات وراهبات الكنائس الثلاثة بهدف رفع كفاءة وطريقة تناول قضية ختان الإناث مع الفئات التى سيتم استهدافها.  
 
وتهدف اللجنة القضاء نهائياً علي هذه الجريمة اللا انسانية ، جريمة "ختان الإناث"، وأن نعمل جميعا من أجل أن يخلو كل بيت علي أرضنا الحبيبة من هذا الكابوس  الذي يستبيح طفولة صغيراتنا، ويهدد حياتهن، وألا نسمح بأن تمر فتاة بريئة  آخرى على أرض مصر بهذه التجربة الأليمة.

أضرار ختان الإناث


«بوابة أخبار اليوم» ناقشت هذه القضية مع استشاريي أمراض النساء والتوليد ومستشاري العلاقات الأسرية والنفسية، حيث قال استشاري أمراض النساء والتوليد د. خالد سلطان إن ختان الإناث من الناحية الطبية لا يستخدم إلا في حالات التضخم المرضية التي يحددها الطبيب
وأن هناك أضرار تصيب الفتاة جراء تلك العملية وهي:
-الاحباط الجنسي لدى الزوجة 
-الخوف من العلاقة الجنسية
-الاصابة من جراء الجراحة
-افتقاد الاشباع الجنسي لقطع الفطر والشفرتين
-البرود الجنسي وضعف التجاوب مع الزوج
-ضعف رغبة الزوج والابتعاد عن الزوجة
تكرار الالتهابات بالمجاري البولية
-الاصابة بالعقم
-تشويه الأعضاء التناسلية
-النزيف والموت
-الآلآم الشديدة والصدمة العصبية
-مضاعفات بالجهاز البولي
-مضاعفات التخدير
-ندبات جراحية وتليف بالجهاز التناسلي 
-الآلآم وعسر الطمث

الختان قهر للفتاة 
ومن الناحية النفسية أوضحت استشاري صحة نفسية وأسرية د. رحاب عواد أن أصل فكرة الختان هى عادة انتشرت وأساءت إلى الفتاة وإلى فهم طبيعة السلوك وهو أحد أنواع القهر لدى المرأة التى يمارسه عليها المجتمع، وهو نوع من أنواع العنف الممنهج والمؤذي لأن الفتاه تكون صغيرة ولا تفهم سببًا واضحًا لهذا الألم الجسدى والنفسي تجاهها، ويكون لديها رفض لأنوثتها وجسدها وكونها فتاه لأنها ترى أن الذكور لم يحدث لهم مثلما حدث لها لأن توقيت ختان الذكور مختلف ويحدث بأول الميلاد ولا يقدر على التميز مثل سن الفتاة.


وأشارت إلى أنه ينعكس هذا السلوك العنيف لدى الفتاة أنها تكره العلاقه الجسدية بعد الزواج لأن أول تعارف على أعضائها التناسلية كان مؤلم ومؤذي ومجهد إلًى جانب الحديث أن الختان وسيلة حماية للشرف، وقد يكون أحد أسباب التمرد على الذات والمجتمع وكذلك التمرد على الدور الأنثوي بحياتها والتشبه بالذكور.


وأضافت أن العلاج السلوكي وإعادتها لاكتشاف نفسها فى شيء جديد والبحث عن ذاتها فى رياضة أو فن أو حتى تقديم مساعدة للغير، وجعلها تحب نفسها كما هى بلا أي رغبه فىً إبهار الآخر لأن هذه أحد مشكلات الفتاه فى مصر أن تعيش حياتها لنيل إعجاب الآخر وليس للسلام الذاتى.

  "الجريمة المستمرة"
وأوضح المحامي رضا الدنبوقي أنه بمناسبة حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء يعيد مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية نشر دراسة التي تحمل اسم "الجريمة المستمرة" عن ختان الإناث التي قد أصدرتها في سبتمبر 2019، وتبين خلال الدراسة أنه رغم الحملات المستمرة على مدار 19 سنة لمنع تلك الممارسة إلا أنها لم تنخفض سوى 5% فقط، وتشكل اعتداء جسيما على النساء المصريات وحقوقهن وكرامتهن الإنسانية.


ومن الناحية القانونية، يذكر أنه يعد واقعة عملية ختان الإناث جريمة يخالف أحكام قانون الطفل الصادر بالقانون رقم 12 لسنة 1996 ، المعدل بالقانون 126 لسنة 2008 ، و المادة (242) مكرراً   من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937  " المستبدلة  بالقانون رقم 78 لسنة 2016 ،  والتي قررت عقوبة السجن من خمس إلي سبع سنوات  لكل من قام بختان لأنثي ، وتكون العقوبة السجن المشدد  إذا  نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو أفضي ذلك الفعل إلي الموت  والمادة 242 مكرراً  ( أ ) ، المضافة بذات القانون "التي  قررت الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات لكل من طلب ختان أنثي وتم ختانها بناءً على طلبه.

 

وكذلك المادة ( 10 ) من القانون رقم 415 لسنة 1954 في شأن مزاولة مهنة الطب ،  وقرار  وزير الصحة رقم 271 لسنة 2007 ، الصادر بتاريخ 28/6/2007  في شأن حظر  إجراء  الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم أي قطع أو تسوية أو تعديل لأي جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى (الختان) سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة