د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

تربص وتنمر «2»

محمد حسن البنا

الخميس، 06 فبراير 2020 - 07:22 م

الغريب فى الشطط الذى انتاب البعض نتيجة حالة التنمر والتربص والعنف الفكرى، مطالبة البعض بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية التى حدثت منذ بداية الدعوة الإسلامية التى أمر بها الله سبحانه وتعالى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم!.ولا أحب المقارنة بين غزوات الرسول ومن بعده الخلفاء الراشدين، وغزوات الصليبيين والتتار والمغول وإسرائيل وانجلترا وفرنسا وأمريكا وروسيا وغيرها من غزوات واعتداءات وسلب للحريات وسيطرة على خيرات الشعوب، فهذا تاريخ معلوم ومسجل يعلمه الناس، لكنى أتعجب من التفكير الأعوج الذى جعل هؤلاء يصلون إلى هذه النتيجة ويرددونها من دون فهم أو وعى، وهم لا يفهمون تاريخ الإسلام والأديان من قبله، ولم يفهموا حكمة الله سبحانه وتعالى فى انتقاء رسله وتكليفهم برسالاته إلى الناس منذ خلق آدم وإنزله مع زوجته حواء إلى الأرض وسمح للشيطان بأن يوسوس لذريتهما، بعد أن أذلهما إبليس وكانت عاقبتهما الطرد من الجنة.
الله سبحانه كلف رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما كان مع جميع رسله، بتبليغ الدعوة للناس، ونحن من بعده مكلفون بتبليغ الدعوة الإسلامية للكافة، وكلفنا بالجهاد فى سبيله سبحانه، وليس فى هذا غزو بالسلاح، لأنه القائل «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وقال سبحانه «إنك لا تهدى من أحببت»، إذن واجبنا تبليغ الرسالة والدعوة لعبادة الله. أما ما تفتق عنه الذهن الصهيونى من طرح استفسار فى مصر عن الغزوات الإسلامية فهذا يدخل فى إطار الفكر المتطرف، وهو موجه من أعداء الوطن بهدف التخريب ونشر الشائعات وإحداث بلبلة وفرقة بين المصريين والعرب أجمعين، كما أنه شطط لا يرقى لأن يكون رأيا وفكرا يمكن مناقشته. وكما قال الكاتب الكبير عبد العظيم حماد: لا أظن أن دعوة الاعتذار عن (الفتوح) الإسلامية يمكن أن توصف بأنها كلام علمى أو أن وراءها تصور فكرى سليم. وتساءل: لمن سيوجه الاعتذار فى البلاد المفتوحة التى صار أغلب سكانها مسلمين؟ ليست شجاعة أن تقف مع المنتصر... تلعق حذاءه؛ فى مواجهة قومك.
دعاء: رب ﻧﺠﻨﻲ وأهلى ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة