محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

عقول خاوية

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 09 فبراير 2020 - 07:36 م

بين الأمس واليوم هناك فروق كثيرة فى مقومات الثقافة حتى تستطيع أن تبنى بها أجيال. لذلك كانت مقومات الثقافة لدى من سبقونا كثيرة، أولها هو إصرار الآباء على التحاق الأبناء بكتاب القرية حيث صفاء الروح وطهارتها وهى فى براعمها الأولى وتنبت النبتة قوية حيث تعلمت تقرأ القرآن وتنصت وهى تتعلم موطن مخارج الحروف فينعم الله عليها بالاتقان وتمتلك مقومات اللغة، وكلما شد العود بدأ إرواءه بكل كلمة تكتب فى كتاب أو تقص فى قصة، ولم يكتف الآباء بذلك بل كان هناك سجال يدور بين الأباء والأبناء فى كل ما يقرأونه ويسمعونه ليتعلموا أدب الحوار والمناقشة، ثم تأتى مرحلة أخرى يسعد بها الأب وهو يصطحب أبناءه فى مجالس العلم أو مجالس الأصدقاء حيث كانت تعد صالونات ثقافية مصغرة، لذلك تجد المثقفين فى زمن من الأزمان فى حالة رقى فى كل شيء فيما يتحدثون فيه وفيما يرتدونه فالكل يجتهد حتى يخرج أجمل ما لديه فهو عنوانه، لذلك أبدعوا وطرقوا كل الأبواب بكل أدب فأصبحوا ضيوفا تستقبل مؤلفاتهم دون خجل أو حتى حياء، أما اليوم فأجد أن مدعى الثقافى الآن خواء لا تحتوى خزائن أفكارهم على مدلول يبنون عليه مقومات ثقافتهم لذلك ظهر السطحيون وبدأت معالمها فى أسماء دواوين شعرهم والأسماء التى اعتبروها عامل إبراز لأسماء كتبهم فظهرت قصيدة بعنوان يخجل منه اللسان لشاعرة كل مقوماتها فى الدفاع عما كتبته أنها إنسانة رقيقة تحب نفسها وندارة وجهها لذلك أرادت أن تقول للزمن... هذا المعنى ليشيح بوجهه  بعيدا عنها حتى لا تصاب بالاكتئاب أو العقد، وقالت إن من يقرأ لا يضع العنوان كعقبة أمامه بل عليه أن يقرأ جيدا ثم ينتقد بعد ذلك، ورغم ذلك نجد أن الدارج فى الكلام عندنا من.... فقد كشف ستره لأن ملابسه هى موطن هذا الستر، أما الكاتبة الثانية فأرادت أن تلفت الانظا اليها بعنوانا سوقياً لكتابها، ووجد المدافعون عنها ألف سبيل للدفاع بأنها استخدمت عاملا من عوامل الإبراز حتى تلفت الأنظار، رغم أنها خلال المحتوى تهاجم أصحاب المغالاة فى الدين أو المتاجرين به ووصفتهم بهذه الصفة التى تعد نقدا فى الدارج عندنا لان تربية النساء دون الرجال لم تعطى للرجل نخوة، ورغم ذلك قال المدافعون بأن النساء جزء أساسى فى حياتنا وأن كلا منا ربته امرأة، فكيف يكون الدفاع عنها وهى كامرأة تسخر من تربية هؤلاء بكلمة أولاد.. فعلا ثقافة تنحدر من عقول خاوية، نجانا الله وإياكم منها.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة