هالة العيسوي
هالة العيسوي


من وراء النافذة

هل يفعلها عرب إسرائيل؟

هالة العيسوي

الخميس، 05 مارس 2020 - 06:47 م

فى الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حقق عرب إسرائيل إنجازًا تاريخيا هائلًا عندما حصدت "القائمة المشتركة" التى تضم تحالف أربعة أحزاب عربية 15 مقعدًا فى الكنيست بزيادة مقعدين عما حصدوه فى آخر انتخابات تمت قبل بضعة أشهر، الأمر الذى أكد وضعهم كثالث قوة فى ميزان القوى السياسية الإسرائيلية بعد الحزبين الكبيرين المتنافسين "الليكود" و"أزرق – أبيض".
تحقق هذا الإنجاز الذى وصفه البعض بالزلزال، رغم كل الألاعيب القانونية فى محاولة لإقصائهم وحرمانهم من دخول الانتخابات، ورغم الهجوم المتكرر على زعمائهم ورغم استبعاد الحزبين الكبيرين لهم من كافة معادلات تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وخضوعهما لتهديدات الأحزاب الصهيونية العنصرية، ورغم اللطمة الكبرى التى تعرضوا لها من حزب "أزرق – أبيض" فى المرة الماضية بعد أن منحته أصواتهم مقعدًا كاملًا واستفاد من قوتهم البرلمانية فى الحصول على توصيتهم باسم رئيس الحزب بنى جانتس بتشكيل الحكومة، ثم أعلن أنه لا يحتاجهم وأنهم لن يكونوا جزءًا من القوى المشاركة فى حكومة يقوم بتشكيلها.
لقد تعلم عرب 1948 الدرس وتأكدوا أن قوتهم فى وحدتهم رغم اختلاف مشاربهم السياسية، فقد دخلوا الانتخابات هذه المرة بقائمة واحدة تضمهم جميعًا من شيوعيين وإسلاميين وعلمانيين وقوميين (فلسطينيين)، بعد أن دخلوا انتخابات أبربل الماضى بقائمتين منفصلتين، وعرفوا ان المخاطر التى تواجههم من خطة ترامب التى تهددهم بترحيلهم من قراهم ومواطنهم الأصلية ونزع جنسيتهم الإسرائيلية عنهم ضمن مشروع تبادل الأراضى مع الفلسطينيين الذى يضم عشر مدن وبلدات عربية وهى المنطقة المعروفة باسم المثلث ويسكنها أكثرمن 350 ألف عربى تحتاج إلى الحشد والاصطفاف والتضامن. من جانب آخر جاءت نتائجهم فى الانتخابات الحالية بمثابة إشارة للأحزاب الصهيونية المعادية لهم بأنهم قوة لا يستهان بها، ولا يمكن استبعادهم من الحسابات السياسية. وأنك قد تحتاج غدًا لمن تخليت عنه اليوم أو أمس.
الآن مع استبعاد كل الأحزاب الصهيونية لأكبر ثالث قوة سياسية من التشكيلات المحتملة للحكومة؛ تظل "القائمة المشتركة" هى عمود الخيمة للمعارضة الإسرائيلية، ولا غنى عنها فى التأثير على مجريات السياسة الإسرائيلية من سن القوانين والتشريعات أو منع سن تلك التشريعات.
ولأن السياسة هى فن الممكن، والانتهازية هى البطل فى لعبة السياسة الإسرائيلية وديموقراطيتها المزعومة؛ لم يعد مستبعدًا أن تصطف مع "القائمة المشتركة" أكثر الأحزاب اليهودية عنصرية وكراهية للعرب مثل حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان والخائن لهم "أزرق – أبيض" فى محاولة إقصاء نتانياهو وحرمانه من تشكيل الحكومة عبر سن قانون يحظر على المتهم بالفساد تشكيل الحكومة. فهل يفعلها عرب إسرائيل؟
فى هذه المحاولة التى بادربها حزب "أزرق – أبيض" تحتاج القوى المعارضة لنتانياهو كافة الأصوات التى تدعم موقفها، ومع خمسة عشر صوتًا تملكها "القائمة المشتركة" يمكن لهذه المحاولة ان تشكل مسمارُا فى نعش نتانياهو السياسى رغم التحديات القانونية والسياسية التى تواجهها لكن الرسالة فى النهاية ستصل للمعنيين بها وهى "نحن عرب إسرائيل نستطيع.. نحن نستحق".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة