كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر هى الحل

كرم جبر

الأحد، 08 مارس 2020 - 07:24 م

أولاً: مصر لها موروث عظيم يتمثل فى التاريخ والحضارة والآداب والفنون والثقافة، وقدمت لأمتها والعالم وللفكر الإنسانى روائع من هذا الموروث، فأصبح مستحيلاً طمس الهوية المصرية، واستبدالها بثقافات التخلف والرجعية.
ثانياً: مصر دولة استبدلت الفوضى بالاستقرار، وتحفظ علاقتها مع جيرانها بالاحترام المتبادل، بما فى ذلك إسرائيل، التى تربطها بها معاهدة سلام، لم تتأثر بالموجات العاتية من المتغيرات التى تهب على المنطقة.
ثالثاً: حسمت مصر خيار الدولة المدنية التى يحكمها الدستور والقانون، ورفضت الدولة الدينية التى جاء بها الإخوان، فالخلافة للشعب وليس لجماعة تختطف السلطة وتمضى بالبلاد فى طريق مجهول.
رابعاً: لم يعد هناك بديل عن الاستمرار فى خطة الإصلاح الاقتصادي، التى بدأت تؤتى ثمارها، ولولاها لما استطاعت الدولة أن توفر احتياجات الناس، بعد أن كانت على شفا الإفلاس.
خامساً: شركاء الوطن الأقباط متساوون فى الحقوق والواجبات، وأكدت الأحداث أن مصير البلاد رهن لتلاحمهم كمصريين يتشاركون فى كل شيء، واختفت تماماً دعاوى الاستقواء بالخارج، وأصبحت حماية المصريين تحت مظلة واحدة هى مصر.
سادساً: الوطن فوق الجميع، فوق الحكومة والأحزاب وكل شيء فهو الباقى وكل شيء إلى زوال، ولا يمكن المراهنة إلا على مصر وقوتها وثباتها واستقرارها.
■ ■ ■
سوف تكسب البلاد كثيراً لو استمرت حالة الإصلاح والبناء، بجانب تطوير الممارسة الديمقراطية واستمرار بلورة الشكل السياسى للدولة، وظهور أحزاب لها وجود وسط الجماهير وتستطيع التعبير عنهم وتتبنى قضاياهم، خصوصاً مع اقتراب وقت الانتخابات البرلمانية سواء مجلس النواب أو الشيوخ.
وسوف تخسر البلاد كثيراً لو استسلمت للموجات التشاؤمية التى تتباكى على الماضي، أو تسعى لاستعادة تجارب وخبرات فشلت فى حماية التجربة الديمقراطية، وسلمت البلاد لأحداث 25 يناير.
والاختبار الحقيقى حين تدق ساعة الانتخابات، وتعلن أسماء المرشحين، وقياس مدى قبول الناخبين لهم وقدرتهم على الإحساس بمشاكلهم والتعبير عنها، دون مزايدات خطابية أو متاجرة بمشاعرهم وتطلعاتهم.
■ ■ ■
أهم بند فى معادلة استقرار الدولة هو الحفاظ على هيبتها وعدم المساس بها، وقد لا ننسى بداية الانهيار – مثلاً – عندما خرج من صفوف القضاة تيار يطلق على نفسه «الاستقلال» ولم يحفظوا مكانة المنصة العالية الرفيعة، ووقفوا فى الشوارع يعلقون منشورات على صدورهم ويستجدون تأييد العامة، فإذا كان القاضى العدل يفعل ذلك، فماذا يفعل البسطاء ؟
مضت تلك الممارسات إلى غير رجعة، ولم يعد مقبولاً أن يقترب أحد من مؤسسات الدولة بالهدم والتخريب، بعد أن أثبتت التجربة المريرة أن الدولة هى الطمأنينة والحماية والأمان والبدائل كلها خراب.
الخلاصة: مصر هى الحل، بتاريخها وحضارتها ووعيها ووسطيتها وجمالها، فلا تسمح لأحد أن يمس هويتها المتسامحة ومظلتها الواسعة التى يحتمى تحتها الجميع.. جربنا العبث والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة