محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

وفعلناها قبل أن يفعلها التنين !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 16 مارس 2020 - 06:51 م

ومرت أيام التنين.. 3 أيام صعبة لكنها كانت كاشفة لأمور كثيرة.. بعضها إيجابى لكم حلمنا به وخلناه صرحا من خيالنا.. وايجابيات أخرى كانت عنوان أخلاقنا طوال تاريخنا واعتقدنا أنها ذهبت بلا عودة.. وبعضها بالطبع سلبى راسخ بفعل سنوات وعقود من فساد ومحاباة داست حق المواطن وشوهت كرامة الوطن لتبزغ من الأزمة بارقة امل لعلاجها،


ولنبدأ بصرح خيالنا الذى ظننا انه لن يغادر دائرة الأحلام.. أن نجد حكومة بمصر تعى معنى الأزمات وتسعى لحماية الشعب منها وتخفيف آثارها عليه..ولنعترف أن هذا حدث ربما للمرة الأولى بتاريخنا المعاصر فى تلك الأزمة.. فقد تعاملت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى باحترافية عالية تعكس فلسفة الحكم بمصر حاليا من حرص على سلامة المواطنين ومواجهة قوية للأزمات.. بدءا من التحذير المبكر والمتكرر من الطقس السيئ وتداعياته ونصائح التعامل معه.. مرورا بمنح المواطنين إجازة تلك الأيام بالتوازى مع الاستعدادات الجادة للأزمة..وصولا لسيمفونية أداء رائع طوال أيام العاصفة.. رئيس يتابع الأحوال لحظة بلحظة ويصدر توجيهات متلاحقة لتخفيف الأضرار.. ورئيس الوزراء يدير العمل بنفسه من غرفة العمليات إلى كبار مسئولين نزلوا الشارع مثلهم مثل موظفيهم من كبيرهم حتى عمال معدات الكسح والشفط.. ومتابعة وإزالة لآثار عدوان السيول والعواصف لم تتوقف حتى امس.. أداء تستحق الدولة ان نقول لها عليه وبحق «ألف شكر».


أما الإيجابيات التى اعتقدنا انها ذهبت بلا عودة.. هى اخلاقيات وشهامة وجدعنة المصريين.. والتى شعرنا أنها لقيت مصرعها بفعل ضربات قوية منذ سنوات وعقود من ظروف اقتصادية طاحنة وتراجع ثقافى وفنى وقيمى.. الآن نتأكد ان تلك الصفات موروث جينى للمصريين قد يتراجع لكنه أبدا لن يموت ويظهر عند الحاجة.. وإلا فما تفسير تلك المشاهد المفرحة لمصريين قدموا تضحيات كبيرة لإنقاذ آخرين..لن نتحدث عن بطولات الجيش والشرطة فهذه وبفضل الله نبض حى بعروق هؤلاء الرجال.. لكن نتوقف عند بطولات عديدة تابعناها بكل المحافظات لتؤكد أن أخلاق المصريين تسير فى دمائهم جنبا إلى جنب مع جينات خفة الدم التى لا مثيل لها.


أما السلبيات فكما قلت هى تراكم إهمال وفساد عقود وسنين.. فهل هناك خلاف ان البنية الأساسية بمصر تعانى منذ عقود وهل يعقل أن ينصلح حالها بين عشية وضحاها.. بالطبع مستحيل.. وكان متوقعا ظهور تلك السلبيات خلال العاصفة فعلاجها يحتاج عقودا أخرى والأهم ان العلاج بدأ بإرادة تحقق فى شهور ما خلناه يحتاج عقودا!. وكالمتوقع حاول البعض استغلال سلبية سنين بدأنا علاجها لتشويه موقف حكومى وليد ومبشر للنيل منه وتحطيم معنوياتنا وثقتنا فى بلدنا وحكومتنا.. موقفهم هذا أكبر دليل على نجاحنا حكومة وشعبا بامتياز فى تخطى الأزمة لنبدأ عصرا نصون فيه وبحق كرامة الوطن وسلامة المواطن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة