كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عوض تاج الدين.. المحترم

كرم جبر

الأحد، 22 مارس 2020 - 07:34 م

الكلمة التى قيلت فى حق الدكتور محمد عوض تاج الدين، فور تعيينه مستشاراً للرئيس للشئون الصحية والوقاية هى «المحترم»، بما يؤكد أن لكل إنسان رصيدا يتم استدعاؤه ولو بعد حين، إما أن يكون بالاستهجان أو الاستحسان.
لا شىء يضيع فى الحياة، والدكتور عوض تاج الدين رفع شأن الإنسانية والرحمة فوق أى اعتبار آخر، ويعرفه كل من تعامل معه وهم كثيرون، مبتسماً هادئاً مبشراً ميسراً، ولم يقل لمريض مرة واحدة كلمة تزيد مرضه، بل كانت كلماته دائماً بلسماً للشفاء.
استقبله الناس بالارتياح الشديد، وتعشموا خيراً فى عودة واحد من أعظم أطباء مصر، ليكون مستشاراً للرئيس فى أخطر الأزمات الطبية، والكل متأكد أن هذا الرجل لا يهول ولا يهون، وإنما يعطى الدواء المر فى غلالة حلوة.
أتذكره جيداً حين حطت أنفلونزا الخنازير على البلاد، ويكاد الدكتور عوض يكون الوحيد الذى لم يثر الفزع ولا الرعب، وظهر فى وسائل الإعلام بهدوء وثقة يطمئن الناس أنها أنفلونزا عادية، ولا تحتاج إجراءات استثنائية.
صدقت روشتة من عوض فى أنفلونزا الخنازير منذ سنوات، ولو سمعنا كلامه لوفرنا على البلاد مئات الملايين فى شراء تاموفلو، الذى حققت من ورائه شركات الأدوية أرباحاً مثل تجارة الأسلحة.
أتذكر جيداً حين ذهبت بزوجتى إلى الدكتور عوض، وكانت رحمة الله عليها تعانى من أعراض أنفلونزا الطيور، فقال لها بصوته الهادئ الحنون «يا هانم دى أنفلونزا الغزلان»، وضحكنا، وكانت ثقة الطبيب وطمأنته للمريض من أسباب الشفاء.
اختيار الدكتور عوض مستشاراً صحياً للرئيس فى هذا التوقيت بالذات يؤكد حرص الرئيس على اختيار شخصيات محترمة، يستعين بها فى إدارة شئون الدولة، ويقدم ما لديه من خبرات وتجارب، علاوة على العلم والاطلاع المستمر على أحدث طرق العلاج، وهى مؤهلات جعلت الناس تقول عنه «المحترم».
كان شقيقه المرحوم اللواء حامد عوض تاج الدين صديقاً حميماً لى، وجميع الصحفيين والإعلاميين من جيل الوسط، يعرفون هذا الرجل الذى كان يشغل منصب مدير الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، وكان صورة طبق الأصل من الدكتور محمد فى الأخلاق والملامح والطول والعرض.
حامد عوض تاج الدين رحمة الله عليه، كان من نجوم إعلام الداخلية، وأذكر على وجه التحديد ثلاثة أسماء سجلت اسمها بفخر واعتزاز فى العلاقات مع الصحفيين: سيد زكى وحمدى عبد الكريم وحامد عوض رحمة الله عليهم جميعاً.
أتذكر حين تعرض حامد عوض للظلم إبان تولى حسن الألفى وزارة الداخلية، انتقل إلى شرطة النقل والمواصلات، وكان صعباً لضابط مجتهد قابل ياسر عرفات ورؤساء دول وحكومات فى مهام أمنية، أن يجد نفسه ضابطاً يقبض على لصوص القطارات ومن يركبون فوق العربات.
وعاد إليه حقه ورجع مرة ثانية إلى العلاقات العامة، ولم يتغير أو يتبدل، ولكن كانت الصدمة القاسية التى لم يتحملها هى الأحداث الإرهابية بعد يناير، والتى تركت فى أعماقه جرحاً كان صعباً أن يلتئم.
مبروك للدكتور محمد عوض تاج الدين، ونثق فى أنه سيكون عوناً وسنداً مع أطباء مصر العظام، فى تقديم العلم والمشورة لاجتياز الأزمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة