فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع احترامى

كورونا البيضاء

فرج أبو العز

الإثنين، 06 أبريل 2020 - 06:59 م

بعون الله وبفضل توجيهات القيادة السياسية وجهود الحكومة غير المسبوقة والتى شهد بها القاصى والدانى سنتجاوز غمة كورونا.


تفاؤلى تجاه استطاعتنا تجاوز الأزمة يدفعنى للتحذير من أن تعود ريما لعادتها القديمة بعد زوال الغمة بمعنى أن نعود للسلوكيات الصحية والاجتماعية الخاطئة التى تعودنا عليها والتى تضر بصحة الفرد والأسرة والمجتمع وأهمها عدم الاهتمام بالنظافة بالقدر الكافى والسماح بأكل الشوارع والأخطر من كل هذا زحمة الموالد التى نشهدها فى تجمعات المواصلات العامة والنوادى وغيرها بما يؤثر على الصحة العامة للشعب وبالتالى على معدلات الإنتاج الفعلى.


أتمنى من الحكومة كما نجحت فى عمل سيناريوهات علمية محددة للتعامل مع أزمة كورونا أن تكلف من الآن وليس غدا فريق عمل لإعداد سيناريوهات ما بعد الكورونا.


الواقع العملى أثبت أن أجهزة الدولة تستطيع متى أرادت ولعل نجاحها فى تطبيق إجراءات إغلاق المحلات وكذلك تطبيق حظر التنقل خير دليل على قدرتها رغم وجود حالات مخالفة محدودة ولا تكاد تذكر.. ومادمنا نستطيع فلماذا لا نطبق إجراءات لغلق المحلات واستثناء مرافق الخدمات مثل المخابز والمستشفيات والصيدليات والمطاعم اعتبارا من العاشرة مساء شتاء والثانية عشرة منتصف الليل صيفا فقد زرت العديد من الدول وأبرزها ألمانيا التى تعد ماكينة الإنتاج فى العالم ورغم هذا تغلق المحلات أبوابها من التاسعة مساء وفى هذا حفاظ على الطاقة والحفاظ على معدل أداء قوى للعامل فالعقل السليم فى الجسم السليم والعامل المرهق لم يستطع أن يحقق العمل بالجودة المطلوبة إذا كان مرهقا بمواصلات الزحام أو بالسهر فى المقاهى والكافيهات لساعات الصباح المبكرة.


ولعل أبرز الدروس التى تعلمناها من محنة كورونا هى خطورة التجمعات سواء فى المواصلات العامة أو مواقع العمل وعلى رأى المأثور الشعبي: «الشغل مش مقطع بعضه» وعلينا مراعاة ذلك بتخفيف تواجد الموظفين فى القطاع الحكومى المتخم أصلا بالعمالة الزائدة مع تحديد حد أدنى لساعات العمل أسبوعيا لكل موظف وألا نصر على كبس الموظفين فى مواقع ضيقة طوال الأسبوع بما يؤثر على جودة العمل ذاته ويعطى تكلفة إضافية على نفقات العلاج بجانب زحام مطبق فى الشوارع والميادين دون أن ينعكس ذلك إيجابيا على معدلات الإنتاج.


لا أعتبر نفسى مستبقا للأحداث وعلينا الاستعداد بسيناريوهات جديدة لمرحلة ما بعد كورونا وهذا ما سيفعله العالم أجمع فلا يعقل ألا نتحرك سوى كردود أفعال لمشكلة أو أزمة وعلينا اعتماد مبدأ التخطيط للمدى البعيد.


أيضا نظامنا التعليمى التقليدى ومفهوم المدرسة بالمعنى القديم لم يعد مناسبا للتطور المعلوماتى والتكنولوجى الذى يشهده العالم بشكل متلاحق يكاد يكون يوميا وبالتالى علينا أن نضع برنامجا شاملا لتفعيل نظم التعليم عن بعد وتجربتنا مع كورونا خير دليل على أننا تخلفنا كثيرا فى هذا المجال وعلينا الاستعداد بالبنية التكنولوجية اللازمة للسير فى هذا المضمار على أن يكون البرنامج مرحليا على مدى عشرة أعوام أو أكثر حتى لا تحدث أزمات أو على الأقل صدمات.. ولعل منظومة التعليم الجديدة التى تطبقها الدولة حاليا تكون نواة ذلك البرنامج المأمول.


سمعنا كثيرا عن إجراءات تحت الدراسة لتخفيف الزحام المرورى ومنها تخصيص أيام محددة للمركبات ذات الأرقام الفردية وأيام أخرى للمركبات ذات الأرقام الزوجية وهذا أحد الحلول المطروحة لكن إلى الآن لم يطبق هذا الحل أو حل آخر تراه الحكومة ملائما لتحقيق الهدف بما يقلل مستويات التلوث وتوفير كثير من الوقت والجهد على رجال المرور والمواطنين.


طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فمن يدق الجرس؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة