محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

كورونا والتجديد الفقهى

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 12 أبريل 2020 - 07:39 م

بقلم/ محمد السيد عيد

من انعكاسات أزمة كورونا على حياتنا أنها اضطرت الفقهاء للاجتهاد، وإصدار الفتاوى الجريئة التى لم تحدث من قبل. وأساس هذه الفتاوى هو: فقه الضرورات، فالمعروف أن الضرورات تبيح المحظورات. لقوله تعالي: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

فى ظل الضرورة، التى تتمثل فى الخوف على الناس من الوباء ظهرت فتاوى جديرة بالذكر، منها: جواز إغلاق المساجد مؤقتاً كى لايجتمع فيها الناس بأعداد كبيرة. وترتب على إغلاق المساجد شيئان: تعليق الجماعات، وتعليق الجمع. رغم وجود نص قرآنى بخصوص صلاة الجمعة بالتحديد: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» لكن الاجتهاد عطل النص لمصلحة الناس. وأصدرت وزارة الأوقاف فتوى بأن يصلى الناس الجمعة فى بيوتهم ظهراً، وقالت إنه لايجوز صلاة الجمعة فى البيوت. لكن الدكتور سعد الهلالى قدم عدة آجتهادات فقهية تقول بإمكان صلاتها فى البيوت، اعتماداً على حديث أم ورقة، فقد «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها فى بيتها وجعل لها مؤذناً يؤذن لها، وأمرها أن تَؤُمّ أهل دارها»، فاستدل منه على أن الجماعة يمكن أن تكون فى المنزل. ومعنى هذا أن لدينا اجتهادين فى الموضوع نفسه، يمكن أن يأخذ كل منا بما يشاء منهما.

ومن المسائل الفقهية المرتبطة بهذا الوباء مسألة غُسل المتوفى بفيروس الكورونا، وهل يغسل أم يدفن دون غسل، إذا كان فى الغسل مظنة نقل العدوى؟ وقالت جماعة من الفقهاء بجواز الدفن دون غسل حتى لاينتقل المرض لأحد من الغاسلين أو شاهدى الغسل. ويرتبط بمسألة الغسل مسألة التكفين، وقالوا أيضاً بجواز عدم التكفين. كما يرتبط بهاتين المسألتين مسألة صلاة الجنازة، وقال أهل الفتوى بأن صلاة الجنازة يمكن أن تكون بأقل عدد، أو تكون صلاة الغائب، وإنه لا يجوز اجتماع المعزين فى سرادق حتى لايكون ذلك سبباً فى انتشار العدوى.

ومن المسائل الفقهية المرتبطة بكورونا، جواز إخراج الزكاة لمساعدة المتضررين من الوباء، فأفتى الشيخ على جمعة بجواز أن يخرج الرجل زكاة عام، أو عامين مقدماً. إنها فتاوى جديدة وجريئة، تبين لنا مدى مافى الدين من سعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة