وكالات أنباء تشيد بتصدى الأقلام الوطنية وعلى رأسها «الأخبار»
وكالات أنباء تشيد بتصدى الأقلام الوطنية وعلى رأسها «الأخبار»


وكالات أنباء تشيد بتصدى الأقلام الوطنية وعلى رأسها «الأخبار»

«نيوتن» يثير ضجة عالمية بعد مقال الدعوة لانفصال سيناء

محمد وهدان

الأحد، 19 أبريل 2020 - 05:07 ص

بين الحين والآخر تظهر دعوات لا توصف إلا بكلمة «مشبوهة»؛ تحاول النيل من وحدة الوطن واستقلال أراضيه، لكن يظهر كتاب مخلصون وطنيون يقفون كحائط صد أمام تلك المحاولات؛ وآخر هذه الدعوات المشبوهة نشرت قبل أيام فى عمود ينشر باسم مستعار لكاتب يدعى «نيوتن» والذى احتوى على بعض الأفكار الغريبة لإدارة شبه جزيرة سيناء، وهو ما أثار حالة من الجدل بمصر ودفع أقلاما حرة ووطنية للدفاع عن وطنها مما دفع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للتحرك وإحالة نيوتن للتحقيق لتتناقل الوكالات العالمية الخبر وترصد تحرك الأقلام الوطنية لبعض الشخصيات الإعلامية المصرية للرد على «نوايا نيوتن المشبوهة» فى عمودهم اليومى.

مهمة الصحافة

«الأخبار» ناقشت خبراء الإعلام فى دور الصحافة والإعلام الوطنى فى تفنيد تلك الدعوات المشبوهة والرد عليها.

البداية من اهتمام وكالات الأنباء العالمية بما حدث وإحالة «نيوتن» للتحقيق؛ بعدما احتوى عمود «الكاتب المجهول» على أفكار خاصة بإدارة شبه جزيرة سيناء وطرحها فى توقيت غريب وهو ما أثار حالة من الجدل بمصر ودفع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للتحرك؛ واستشهدت وكالة «سبوتنيك الروسية» بما كتبه الكاتب الصحفى خالد ميرى «أمين عام الصحفيين العرب ورئيس تحرير جريدة الأخبار» حينما بادر الأخير بتوجيه السؤال عمن هو نيوتن ولماذا هذا التوقيت بالتحديد وما هى الصفقات المشبوهة التى تتم على أرض سيناء ؛ ووجه «ميرى» السؤال للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عمن وراء عمود نيوتن فى جريدة المصرى اليوم ولماذا يكتب هذا الكلام؛ وبعد وقت قصير ردت لجنة الشكاوى بالمجلس على هذا المقال المثير للجدل بأنه يحمل مطالب تخالف الدستور بعزل سيناء عن مصر وتعيين حاكم خاص وهو ما يهدد الأمن القومى وتمت إحالة «الكاتب المجهول» للتحقيق.

فى البداية يؤكد د.محمود علم الدين «أستاذ الإعلام والمتحدث الرسمى لجامعة القاهرة» أن هذا المقال «مشبوه» لأنه يشكك فى ثوابت مرتبطة بوحدة الأرض والاستقلال أو فصلها تحت أى اسم من الأسماء؛ مثل الحكم الذاتى أو الفيدرالى؛ وهناك سعى لإدخال هذه الأفكار؛ وأضاف علم الدين أن هذا المقال هو إعادة إنتاج لأفكار قديمة كانت قد طرحها التنظيم الدولى للإخوان لتنفيذ أجندة كبرى لدول بعينها فى المنطقة؛ مؤكدا أن هناك فرقا بين حرية الرأى والتعبير؛ وبين إبداء رأى يمثل خرقا فى منطقة هى الأهم فهى بوابة مصر عبر العصور؛ وطالب أستاذ الإعلام بالفصل بين رأس المال وبين العمل التحريرى؛ مشيرا بأنه من المفترض أن هناك شبه اتفاق هناك فصل بين رأس المال والعمل التحريرى؛ فهذا المقال يعكس فكر من يمول الصحيفة وهناك مثل أمريكى يقول: «من يدفع للزمار يسمع النغم»؛ وأشار أستاذ الإعلام بأن توقيت نشر المقال غريب ويؤكد الشبهة لأن هذا التوقيت يمارس فيه الجماعة الإرهابية أجنداتهم ومؤمراتهم المدعومة لتفتيت الدولة المصرية واسترداد الحكم الذى أسقطه الشعب والجيش؛ كما أشاد «علم الدين» بدور الصحافة الوطنية فى الرد السريع مقدما الشكر لجريدة «الأخبار» ومجلة المصور؛ وأكد أن ينتظر دور الإعلام فى الفضح والكشف أو على الأقل المناقشة؛ فمن حق القارئ أن يستوعب وأن يعرف من يقول ماذا ولماذا هذا التوقيت.

كتاب وطنيون

وتلتقط منه طرف الحديث د.ليلى عبد المجيد «عميد كلية الإعلام الأسبق» والتى أكدت أن مصر لايزال فيها إعلاميون وكتاب يخافون على بلدهم ويحافظون على كل قطعة أرض فى هذا الوطن؛ وأضافت «عبد المجيد» أن الموضوع كان ممكن يمر مرور الكرام بسبب أزمة كورونا؛ مؤكدة أنها فخورة بأن بلدها بها كتاب صحفيون مصريون وطنيون؛ فهناك عديد من الكتاب تصدوا لـ «نيوتن» مثل جريدة الأخبار لرئيس تحريرها الكاتب الصحفى خالد ميرى؛ فضلا عن المساهمات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعى والذين كشفوا بوعيهم ما يحاك لضرب أمن واستقرار الوطن؛ فمصر مليئة بالوطنيين؛ وأكدت «عميد كلية الإعلام الأسبق» بأن ما جاء فى المقال ليس قضية حرية تعبير عن الرأى فالأمن القومى خط أحمر؛ وهذه القضية كانت تمس مسا مباشرا بالأمن القومى المصرى فالصراع على سيناء ليس وليد العصر الحديث؛ فهى المعبر بيننا وبين القوى التى هاجمت مصر على مدار تاريخها؛ وأضافت عبد المجيد أن سيناء جزء مهم جدا من تاريخ مصر؛ والمصريون دفعوا الكثير من أجل سيناء كما أن القيادة السياسية تنظر بعين الاهتمام لشبه جزيرة سيناء وبالفعل تم صرف مليارات الجنيهات من أجل تنمية سيناء؛ واختتمت عميد كلية الإعلام الأسبق حديثها بأن كل ما جاء فى المقال سيناريوهات تمزيق لدول؛ فهناك قضايا تقبل النقاش وهناك قضايا لا تقبل النقاش ولا يمكن أن نجعل سيناء الحل الأمثل للقضية الفلسطينية فهذه أرضنا وأعتقد أن معظم المصريين على اختلاف انتماءاتهم يعتبرونها وطنا غير قابل للمساومة.

دعوات شيطانية

ويتعجب د.صفوت العالم «أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة» من بعض الصحف ووسائل الإعلام والتى تناقلت هذا المقال دون تعليق أو دون توضيح وجهة نظرها تجاه هذا الموضوع الخطير؛ وأكد «العالم» أن من يتخفى خلال أسماء وهمية هو معروف من هو؛ مشيرا إلى أن الإعلام الذى ليس له موقف فى مثل هذا النوع من القضايا؛ هو «إعلام مايع» ولا يستحق أن يكون موجودا؛ وأضاف: «أتعجب من الذين تناقلوا المقال وكأنهم فى دنيا تانية؛ وأطالب حينما تتناقله أى صحيفة أن تقول رأيها فى هذا الموضوع؛ فلا يمكن أن يتم تناقل هذا المقال دون إبداء وجهة نظر الجريدة أو الوسيلة؛ لأن ذلك بيجرأ الجانب الآخر من القضية ويجعله يضع الفكرة فى الحسبان؛ وأشار «العالم» إلى أنه كان يتمنى أن يكون هناك تعليق من وزارة الخارجية المصرية على ما قيل فى مقال «نيوتن» وعليها أن تنتبه بمثل هذه الأمور؛ وأن تتابع كل ما ينشر؛ فالكاتب المجهول استغل أزمة «كورونا» لإبراز مواقف وأجندات خاصة؛ مطالبا بأن يكون هناك مواقف حاسمة من قبل أجهزة الدولة حتى لا تتكرر مثل هذه الدعوات الشيطانية.

محمد وهدان

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة