جاسـم محمـد كمـال
جاسـم محمـد كمـال


بأقلام الأشقاء

الأمـن الغذائـى العربـى

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 07:34 م

جاسـم محمـد كمـال

ونحن نعيش هذه الحقبة من الزمن والعالم كله فى حالة حرب مع فيروس كورونا المستجد، وهنا نسأل ماذا عملت الدول العربية لحماية انفسهم وشعوبهم غذائيا؟نجد ان دولنا العربية مشكورة أنشأت المنظمة العربية للتنمية الزراعية كمؤسسة عربية متخصصة فى مجالات التنمية الزراعية رغبة منها بإرساء كيانها الزراعى الغذائى والاقتصادى ولأهمية الغذاء زادت الجهود فى القطاع الزراعى لاستغلال الموارد المتاحة اقتصادياً لسد حاجات الدول العربية فى القطاعات الاقتصادية الأخرى وافق مجلس جامعة الدول العربية على إنشاء المنظمة بموجب قراره رقم(2635) فى تاريخ1970/3/11وبدأت المنظمة فى أعمالها عام 1972م. ومن اهداف المنظمة العربية للتنمية الزراعية تنمية الموارد الطبيعية والبشرية المتوافرة فى القطاع الزراعى وتحسين وسائل وطرق استثمارها على أسس علمية ورفع الكفاءة الإنتاج الزراعية سواء الحيوانية أو النباتية وبلوغ التكامل الزراعى المنشود بين الدول العربية وتسهيل تبادل المنتجات الزراعية بين الدول العربية وصيانة المراعى والغابات فى الوطن العربى وزيادة الإنتاج الزراعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى ودعم إقامة المشاريع الزراعية، وهنا اقول كونى مواطنا عربيا الاهداف جميلة ولكن السؤال الذى يطرح نفسه وبصورة كبيرة هل تم تحقيق هذه الاهداف أم ظلت حبرا على ورق؟ والجواب هنا هو الحبر الذى ظل ثابتا على الورق فقط ولهذه الايام العصيبة التى تمر على الوطن العربى والعالم كله نجد أن المنظمة المذكورة لم تقدم أو تنجز اى شئ من اهدافها بسبب العقل العربى الذى يعتمد على المقولة الشعبية التى تقول ( فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة ) ولكن اليوم هناك ندم كبير فى الغالبية من الدول العربية التى بدأت تشح فيها بعض السلع الغذائية وتقل كمياتها بالاسواق المحلية مما يشكل عبئا على المواطن العربى من حيث غلائها والحصول عليها!!! ولذا نجد الواقع الحالى للأمن الغذائى العربى ليس وليد اليوم بل هو تراكمات سنوات سابقة تتفاعل فيها العوامل الطبيعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فالعوامل المناخية والبيئية شهدت تغيرا بفعل ملوثات الدول الغربية الصناعية نتجت عنه ظروف طبيعية غير ملائمة من انتشار موجات الجفاف وشح الموارد المائية واتساع نطاق ظاهرة التصحر واندثار الغطاء النباتى الطبيعى فضلاً عن انتشار الأوبئة والأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان التى أصبحت تهدد سلامة الغذاء وتفرض ظاهرة المياه نفسها فى الوقت الحالى وبالمستقبل سواء فى ما يتعلق بالمياه الجوفية أو الأنهار فى البلدان العربية باعتبارها سر الحياة وأساس الأمن الغذائى بل والأمن القومى العربي، وأن طرق الزراعة والإنتاج الزراعى من أسباب تفاقم أزمة الغذاء فى الوطن العربي، حيث مازال العديد من الدول العربية يعتمد على الطرق البدائية بالإنتاج الزراعى وزد على ذلك تلوث التربة والمياه من جراء استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية السامة والمسرطنة التى أهلكت الإنسان والأرض والحيوان إضافة لإهمال غالبية الدول العربية الزراعات الحيوية التى تشتريها بأسعار خيالية من خارج الخارطة العربية، وأن السياسات والتشريعات الزراعية أيضاً زادت من أزمة الغذاء فى الوطن العربى فبعض الدول العربية للأسف بنت سياستها الزراعية على ترك زراعة السلع الاستراتيجية الضرورية كالقمح والأرز وتوجهت لزراعة الفواكه وعدم إعطاء العناية اللازمة لتفعيل حجم التبادل التجارى فى المنتجات الزراعية بين دولنا العربيةواعتماد العديد من الدول العربية على استيراد محاصيلها الغذائية من دول أجنبية بالإضافة لضعف الاستثمارات العربية الزراعية خاصة فى مجال الإنتاج الزراعى الحديث، ولكون قضية الأمن الغذائى العربى هى قضية حياة للعرب ولا ينبغى تركها للظروف المتغيرة ولا للعوامل الخارجية لتتحكم فيها، وإنما يجب السعى وبكل جدية إلى ضمان أمن غذائى عربى مستديم قوامه الأساسى القطاع الزراعى باعتباره مدخلاً حيوياً فى تحقيق ذلك، وكما يعلم الكل ان زراعة أرض السودان وحدها كفيلة بحل مشكلة الغذاء فى الوطن العربى كما يمثل القطاع الزراعى العربى أيضاً مصدراً مهماً من مصادر الدخل وتوفير فرص العمل ورغم التحديات التى تواجه الأمن الغذائى العربى فإن البيانات تشير إلى تمتع الوطن العربى بمقومات بناء أمن غذائى قوى وكبير ، هذه المقومات والمميزات التى يمتلكها الوطن العربى لكفاية نفسه غذائيا نجد العديد من الدول العربية تعتمد على الاستيراد وهنا نقول يجد علينا كعرب ودول عربية أن نعزز ثقافة الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتى من السلع الغذائية الرئيسة وذلك من خلال تنفيذ مشروعات زراعية عربية مشتركة لإنتاج السلع الغذائية الاستراتيجية وإقامة مخزون استراتيجى من السلع الغذائية الأساسية ووضع نظام لتنفيذه وإدارته وتنفيذ برامج طويلة الأمد لتحسين إنتاجية العمل لدى صغار المزارعين وإعداد وتنفيذ برامج تطوير استخدامات المياه وتنميتها والتوعية حول استخداماتها وتوفير الخدمات الإرشادية والاهتمام بالتقدم العلمى التقنى ليكون كل ذلك سبيلاً نحو إيجاد وتعزيز التكامل الاقتصادى العربى الزراعى ومن ثم التكامل الاقتصادى العربى وأمن غذائى عربى يحمى الشعوب العربية ودولهم من الكوارث والاوبئة التى تحل على العالم ونكون مصدرين أفضل من أن نكون مستوردين، وهنا نتوجه لله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يزيل وباء فيروس كورونا المستجد عن العالم ويحمى البشرية منه ويوحد صف دولنا العربية وأن يكون درس وباء كورونا طريقا للعرب أن يعملوا بصورة حقيقية على تأمين دولهم وشعوبهم غذائيا ويكون الامن الغذائى العربى احد اهم الروافد الغذائية بالعالم، ولا يصح إلا الصحيح..

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة