عبدالفتاح الحامدي أكبر المتعافين سنا من فيروس «كورونا»
عبدالفتاح الحامدي أكبر المتعافين سنا من فيروس «كورونا»


أكبر المتعافين سنا من فيروس «كورونا»: لم أتخيل إصابتى بالفيروس

محسن جود

الجمعة، 24 أبريل 2020 - 06:57 ص

فى البداية يقول شيخ المرشدين السياحيين بالأقصر أن بداية إحساسه بالمرض كانت شعوره بإرهاق شديد على غير عادته عندما كان يصر على الجلوس فى الصيدلية التى تملكها ابنته الصغرى بعدها بدأ يشعر بأعراض البرد العادية ولم يتخيل أنه أصيب بالفيروس اللعين خاصة أن تشخيص أحد الأطباء له انه مجرد دور برد عادى بسبب تغيير الجو، وصرف له أدوية البرد العادية التى لم تفلح فى علاجه إلى أن ساق له القدر د. رضوان النوبى أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب أسيوط الذى تربطه به علاقة طيبة فنصحه بعمل أشعات وتحاليل تأكد منها الدكتور النوبى أن الرجل قد أصابه الفيروس فنصحة بالذهاب إلى مستشفى حميات الأقصر.

أبنائى وأحفادى 

وهناك فى المستشفى لاحظت اهتماما كبيرا من كل من فيها وتم عمل التحاليل وأخذ مسحة من الحلق ولم تمض لحظات حتى استدعوا سيارة الإسعاف المجهزة ونقلونى إلى مستشفى الحجر الصحى. وفى الحقيقة فى البداية شعرت بقلق إلا أننى استجمعت قواى وقلت إن الله هو الشافى وهو المعافى وهو على كل شيئ قدير، كل ما كان يقلقنى هو خوفى على أبنائى وأحفادى وهم يعلمون بحقيقة مرضى فنحن أسرة متحابة لم تفرقنا الظروف ولا الأيام، حياتنا فى لمتنا كل منا يحنو على الآخر ويخشى عليه. ولكنى أسلمت نفسى لله ووجهت وجهى له وأنا أقول إما الحياة الهانئة بعد التغلب على المرض أو الشهادة إن قدر لى الوفاة، ولكن كان الأمل فى ثقتى بالله عز وجل أن هو وحده القادر على أن يشفينى.


ويلتقط الشيخ علاء يوسف الطاهر مفتاح الخطيب والداعية الإسلامى الحديث ويضيف: بمجرد علمنا بإيجابية العينة قررنا عمل حظر عائلى للأسرة بأكملها أبنائه الخمسة حيث له ابن و4 بنات كلهم تجمعوا فى منزل العائلة رفضا للنزول من المنزل حتى من كانت فى بيتها عادت لتعتزل مع شقيقاتها فارضين على أنفسهم العزلة داخل منزلهم.


أعتقد أن سبب الإصابة يكمن فى اجتماعية الرجل حيث يخرج من منزله إلى الصيدلية يصافح كل من يجده جيئة وذهابا فهو يعتبر المثل الأعلى لكل جيرانه ومحبيه يصافحهم ويسأل عليهم ويعرفهم كمعرفة أبنائه رغم تقدمه فى العمر وهروب جزء من الذاكرة منه، إلا أن ماتبقى منها جعله يحتفظ بذكريات طيبة مع كل من يلتقى به ويقابل، وهذا فى نظرى هو السبب الرئيسى فى نقل العدوى والذى أتمنى أن يفطن إليه أهلى وأحبابى بعد ان تحملت الدولة عبئا كبيرا فى تعطيل أعمال وإغلاق مصالح وتوفير العلاج والمستشفيات فألقت بالكرة فى ملعبنا وطالبتنا فقط بالعزل الاجتماعى مؤقتا إلى أن تنقشع الغمة فهل نبخل على أنفسنا بالبقاء فى المنزل.


لقد تعلمنا من الدرس جيدا فبعد أن فرضنا على أنفسنا العزل الاجتماعى بعد إصابة الشيخ لم تظهر على الأسرة أية أعراض فحمدنا الله، وعند خروجه وتمام عافيته فرض على نفسه عزلة متكاملة فى المنزل وأصبح كل منا رقيبا عليه حتى وإن خرج من خلوته لقضاء حاجة أو الحديث فيكون حذرا لايستغنى عن الكمامة والجوانتى وهو فى كامل سعادته.


قراءة القرآن 
الشئ اللافت للنظر ان أبناءه جميعهم وأحفاده حرصوا على قراءة القرآن الكريم يوميا تبركا وختموا القرآن الكريم أكثر من مرة بنية الشفاء، أما أنا فقد حرصت على الاتصال به يوميا لقراءة الأذكار عليه مخافة نسيانه أو سهوه بسبب عامل السن، كما كنت حريصا على الدعاء له فقد كان منى بمثابة الوالد وكنت أخشى عليه الملل خاصة وأنه إعتاد على الحركة ولا يتحمل العزلة.


قلت: كان من المفروض أن يمكث 14 يوما فى المستشفى. فأجابنى: تلك الأيام للمخالطين أما المريض فإذا تعافى وظهر سلبية التحليل يكرر له التحليل مرة أخرى بعد 3 أيام وإن تأكدت سلبيته يتم على الفور خروجه، وهو ماحدث مع شيخنا إلا أنهم نصحوه بأهمية العزلة افجتماعية عند خروجه من المنزل.


> هل كان من المتاح الاتصال به ؟
نعم كنا نتصل به كثيرا وهو ما ساهم فى علاجه فنحن نعرف عنه ارتباطه الوثيق بالأسرة وأنه يكره ان يعيش بعيدا عنهم لدرجة لو ان إحدى البنات تأخرت عن زيارته فى البيت يستدعيها على الفور فهو اعتاد ان يعيش فى جو عائلى مترابط ولعل مما ساعد على شفائه أيضا الحرص على إخراج الصدقات تأكيدا لوصية النبى العظيم صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة ولذا أنصح أى مريض وأهله بإخراج الصدقات حتى يتم الله عليهم الشفاء.


الشئ الذى لابد أن نذكره هو ذلك المجهود الذى يبذله أطباء وهيئة تمريض المستشفى الذين كانوا على قلب رجل واحد وفعلوا الكثير مع الرجل وكلهم كانوا يعاملونه كأب أو جد لهم فأولوه عناية فائقة ويتحملون طلباته كلها حتى عندما كان يغضب عليهم ويطالبهم بالعودة إلى منزله فكانوا يتحملونه كثيرا ويخبرونه ان القادم أفضل مما فات، وأنه ساعات ويخرج سليما معافى، وهو ما تحقق كما كانوا يتابعونه بصفة يومية ودورية ويقدمون له الأكل والشراب النموذجى وكأنه فى فندق فاخر حتى عندما اشتاق إلى طعام بيته لم يمانعوا رغم ان كل شئ فى المستشفى يقدم على مستوى فاخرجدا.


فرحة عارمة 
بالتأكيد نحن لم نتمكن من زيارته فذلك أمر مرفوض تماما حتى عندما تأكدت سلامته وخروجه من المستشفى لم نذهب لنأتى به بل جاء مع احد احبابه من أهل الكرنك الذى صحبه واحد الأطباء الذى كان يعالج بالمستشفى وتم شفاؤه معه فعادا هما الاثنان فى سيارة واحدة وكانت فرحة عارمة بالنسبة لنا وخروجه اعطى أملا كبيرا لكبار السن من المرضى وكذلك الشباب وأكد أن السماء لم تغلق أبوابها فى وجود الدعاء والتضرع والحرص على الدعاء والتضرع والصدقات.


الفرحة كانت عارمة عندما شاهدناه معنا ولكن الحرص كان أشد فأسرته تعاملت بحذر من باب الاحتياط وأسرته كانت فى فترة العزل الاختيارى فكان اللقاء من على بعد حتى الحوار معه كان عن طريق التليفون، وبالرغم من انتشار شائعات تقول بأن المرض فتاك وخاصة بكبار السن إلا اننا سعداء بما تحقق ولعله يعطينا بارقة امل فى تحقيق أعلى نسب من نسب الشفاء.


بالتأكيد المستشفى كان يتيح لنا الاتصال مرارا وتكرارا خاصة أن حالته لم تكن حرجة فلم يحتج إلى تنفس صناعى أو غرفة عناية مركزة وهو ما يعطينا املا كبيرا فى تجاوز أى أزمة إذا أحسنّا الثقة بالله، فالسماء لم تغلق أبوابها وأقول لكل مريض إذا كنت قد طرقت أبوابا فغلقت فى وجهك فإن هناك بابا واحدا لايغلق هو باب الله الواحد ،وبعدها بساعات فوجئت بالخبر الجميل وأرى أنه لابد من التضرع لله فى كل الأوقات وبالذات فى وقت المحن فالقرآن والأذكار من أسباب تقوية المناعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة