كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

إخفاء كورونا !

كرم جبر

الثلاثاء، 28 أبريل 2020 - 08:13 م

فوجئنا فى حالات كثيرة أن المصاب توفاه الله بسبب كورونا، فنسأل «هو كان مريض»، وأثناء فترة التعتيم التى يمارسها المريض والأقارب والمخالطون، تتفاقم الإصابة، وينتشر الوباء بين آخرين بسبب عدم معرفتهم.
السبب: حالة الهلع التى تصيب الجميع، بمجرد معرفة أن «فلان» مصاب بكورونا، ويسود الذعر كل من صافحه أو مر أمامه أو حدثه فى الموبايل، ويصبح كالكارثة التى يفر منها الجميع.
معذورون، فالحالة النفسية للمصاب تهبط إلى الصفر بمجرد علمه، وتنهار مناعته وتضعف قوته، ويشعر أنه صار منبوذاً، ولا يريد أحداً الاقتراب منه، حتى أقرب الأقربين.
أعرف أزواجاً انعدمت فى قلوبهم الرحمة لمجرد الشك فى زوجاتهم، فيهجرون الفراش وأحياناً المنزل، وأعطوا إحساساً بأنها صارت عبئاً ويجب التخلص منها، ولكن قد تكون الزوجات أكثر عقلانية وشفقة، ولا تشعر زوجها أبداً أنه صار منبوذاً.
وأعرف مديرين ورؤساء أعمال، أخفوا إصابات من يعملون معهم، حتى وافتهم المنية، والموت لا يمكن إخفاؤه، ويحدث موجات من الخوف والذعر بسبب التفاجؤ به.
المشكلة ليست فى مصر وحدها بل فى العالم كله، ونرى فيديوهات مثيرة مضمونها الخوف من المصاب واعتباره ناقلا للعدوى، لوباء لا نعرف عنه شيئاً، إلا المكر والدهاء والعذاب والموت.
من الصعب أن نطلب من الناس عدم التنمر بالمصابين، فهذا فوق طاقتهم، ومن المستحيل أن نتحدث عن القيم والأخلاق والمعانى الإنسانية، مع وباء يهدد الإنسانية بمخاطر لم تشهدها من قبل.
ولا مفر من صراحة المواجهة، فكورونا لا تفرق بين وزير وخفير، ولا بين ثرى وفقير، ولا بين حكم ومحكوم، وتوزع نشاطها على الجميع، وتقول بصوت عال: سوف آتيكم ولو كنتم فى بروج مشيدة.
المواجهة تعنى الإبلاغ فوراً عن الحالات المصابة وعدم إخفائها وتنبيه المخالطين لاتخاذ الإجراءات الاحترازية لضمان سلامتهم ونجاتهم، وأن نعلم جيداً أنه لا مفر من التصدى والتحدي، ليعرف الجميع أن نصف سلامتهم فى أيديهم، والنصف الآخر «انت وحظك».
>>>
«رامز الإهانة» !
ليس «رامز الإهانة» وحده الذى يمرمط النجوم والمشاهير مقابل مئات الآلاف من الجنيهات، ولكن انتشرت العدوى فى برامج أخرى عنوانها «مسخرة».
شاهدت بالصدفة برنامجاً اسمه «مراسل بالصدفة»، منتهى الغلاسة والرزالة والدم التقيل، وحكايات مفبركة لا تضحك أحداً، وشخص يلعب دور المخرج يمثل على نفسه.
وشاهدت برنامجاً ثالثاً لا أذكر اسمه لعربة تبيع البطيخ بخمسة جنيهات بجوار عربة أخرى بأسعار مرتفعة، فتحدث خناقة ويضربون بعضهم بالبطيخ، الذى يملأ الأرض بلونه الأحمر.. إيه الهدف والرسالة.. لا شيء.
لم أشاهد برنامج فيفى عبده حتى الآن، وسأبحث عن موعد بثه.. حنلاقيها منهم ولا من كورونا.
>>>
الأرقام التى يدفعها منتج برنامج رامز - لو كانت صحيحة - فيها العجب العجاب.. «معلول» مليون دولار و«هنيدى» 400 ألف جنيه و«جوهرة» نصف مليون دولار.. وبقية الأرقام مثل الأسرار الحربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة