كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

بشار الأسد وكورونا والجوع !

كرم جبر

الأربعاء، 06 مايو 2020 - 09:22 م

هل أعطت موسكو ضوءًا أخضر للتخلص من الرئيس السورى بشار الأسد الذى يحكم سوريا منذ 20 عاماً، وكان فى صدارة الرؤساء المطلوب رحيلهم فى الربيع العربى، إلا أنه نجا من كل الفخاخ.
موسكو تسرب إشارات من حين لآخر بأن بشار أصبح «عبئًا» عليها، وكلما زادت تفاهماتها مع تركيا والغرب، زادت الرغبة فى المجىء برئيس جديد، يضمد الجراح ويلملم الأشلاء، وييسر التسوية السياسية المتعثرة.
وحملات إعلامية تصف بشار بأنه «فاقد الشعبية»، وأن الإطاحة به تضمد التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية تضم أطرافًا من الحكومة والمعارضة والقوى الديمقراطية، وتؤكد أن المائدة لن تكتمل أبداً طالما يجلس عليها بشار أو من يمثله.
وعلى الجانب الآخر، فمازال بشار فى نظر كثير من السوريين هو رمز المقاومة والصمود، واستطاع دون غيره أن يحافظ على الجيش السورى، ومنع تفكيك مؤسسات الدولة، ونجح إلى حد ما فى استثمار الظروف الدولية، للقضاء على داعش والتيارات الإرهابية، التى اتخذت سوريا مستنقعاً لها.
السؤال هنا: هل قررت موسكو فعلاً التخلص من حليفها القديم؟
يبدو أن المصالح تتصالح، وبزيادة التقارب الروسى التركى الإيرانى والتفاهم مع الولايات المتحدة والدول الأوربية، يشترط الجميع المجىء بحاكم جديد، ليس بينه وبين القوى السورية والدول الخارجية، أسباب قوية تحول دون أن يكون مرغوباً فيه.
والبدائل المطروحة الآن على الساحة السورية كلها صعبة:
البديل الأول، هو القبول «بالكعكة المقطعة»، ببقاء القوات الأجنبية على الوضع الحالى، بما يعنى تقسيم سوريا فعلياً، وتحويلها إلى مناطق حماية من تركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة، ويتم إقرار تسويات سياسية، تعكس هذا الوضع.
البديل الثانى هو انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا وتوحيد البلاد، تحت مظلة سياسية واحدة، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تحت إشراف دولى وفقاً لقرارات مجلس الأمن.
البديل الأول هو الأسهل، ويحقق أغراض القوى الدولية الموجودة فى سوريا، لتظل مقسمة ومتحاربة وغير مستقرة إلى أمد طويل.. أما البديل الثانى فيحتاج إرادة وتوافقاً دولياً غير متحقق حتى الآن، وأول بنوده أن يرحل بشار، ويأتى رئيس آخر يقود مرحلة الوفاق.
الأيام القادمة ستكون حبلى بالتطورات السياسية والعسكرية السريعة، والتى هدأت حدتها بفعل انشغال العالم فى مواجهة مخاطر كورونا، وهى التى أمدت تقرير مصير بشار الأسد لشهور قادمة.
>>>
كورونا والمعادلة الصعبة!
الموت جوعًا أو الموت بكورونا ولا بديل:
العالم كله الآن يتجه نحو احتواء كورونا حتى لو كانت أفعى ناعمة تتسلل إلى الجسد فى غفلة عين، والأخبار تتحدث عن مئات الملايين من العاملين الذين فقدوا وظائفهم.
العزل الاختيارى فى البيوت خلق حالات من التوتر النفسى والعصبى، تنعكس المخاوف من ظهور جرائم ترتبط بالجوع والمجاعة، وأن تكون تظاهرات شعوب العالم بسبب الجوع.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة