المشتري
المشتري


صور عالية الدقة للمشتري تكشف أسرار عواصفه الجامحة 

ناريمان محمد

السبت، 09 مايو 2020 - 11:36 م

كوكب المشتري ليس مكانا هادئًا، فهذا العملاق تجتاحه عواصف شديدة، وأحزمة عريضة من غيوم متعرجة تطوق الكوكب بأكمله، تمتد إلى أعماق عدة مرات أكثر سمكا من المسافة الجوية بين الأرض والفضاء.

ويختلف طقس المشتري العملاق الغازي بشكل كبير عما يحدث على الأرض لدرجة أن علماء الفلك يعملون بجد لفهمه، لكننا حصلنا للتو على قطعة أخرى من حل اللغز على شكل صور التقطت للأشعة القريبة من تحت الحمراء والضوء المرئي باستخدام مرصد جيمني القوي وتلسكوب هابل الفضائي.

والتقط مرصد جيميني صورا للأشعة تحت الحمراء للإشعاع الحراري المتوهج خلال السحب داخل المشتري، وعند دمجها مع صور هابل في الضوء المرئي والتي تم التقاطها في غضون ساعات من التقاط صور جيميني، تمكن العلماء من تجميع النشاط الداخلي والخارجي معًا.

وتكشف الصور عالية الدقة، أن مناطق الغيوم التي تظهر أغمق في صور الضوء المرئي تتوهج في الواقع أكثر سطوعًا في الأشعة تحت الحمراء، مما يشير إلى أن هذه المناطق بها غيوم قليلة أو معدومة مقارنة باحزمة الغيوم الخفيفة.

ووفقا لجميعة الفليكة بجدة، المشتري في هذه الصورة يشبه (فانوس مضىء)، حيث نرى  الضوء الساطع عبر الأشعة تحت الحمراء وهو قادم من المناطق الخالية من الغيوم، ولكن في الأماكن التي توجد بها غيوم، يكون الظلام شديدًا في الأشعة تحت الحمراء، وشمل ذلك خطًا منحنيًا حول حافة البقعة الحمراء العظيمة، وهي عاصفة دائمة أكبر بقليل من الكرة الأرضية وقد شوهدت ملامح مماثلة في العاصفة من قبل ، ولكن لم يتضح سببها.

ويجب معرفة أن أرصاد الضوء المرئي، لا يمكن من خلالها التميز بين المواد السحابية الداكنة، والغطاء السحابي الرقيق على الجزء الداخلي الدافئ للمشتري، ولذلك ظلت طبيعتها غامضة، لقد اجابات الصور الجديدة عن هذا السؤال بدقة، فعند مقارنة الصورتين، يتطابق قوس الأشعة تحت الحمراء المتوهج بدقة مع الظل البصري، مما يدل على أن اللون يمثل صدعًا عميقًا في غيوم العاصفة الدوامية.

ولكن هذا ليس كل شىء، فالأمور أصبحت أكثر إثارة للاهتمام عندما اضيفت بيانات جمعها المسبار جونو التابع لوكالة ناسا، أثناء دورانه حول أقطاب المشتري، فقد تم اكتشاف إشارات راديوية في الغلاف الجوي للكوكب ناتجه عن ضربات البرق القوية.

ولقد اكتشف المسبار جونو في تحليقاته الثمانية الأولية، 377 تصريفًا للبرق، متجمعة حول المناطق القطبية في الكوكب، وهذا عكس ما يحدث على الأرض ، حيث تكون العواصف الرعدية أكثر شيوعًا حول خط الاستواء.

ويعتقد علماء الكواكب أن هذا له علاقة بكيفية تدفئة الشمس لكلا الكوكبين، فعلى المشتري والأرض يتم تسخين خط الاستواء بواسطة الشمس، وهذا يولد على كوكبنل تيارات حمل حراري تحفز العواصف الرعدية الاستوائية، لكن على كوكب المشتري، الذي هو أبعد بكثير عن الشمس، يكون الاحترار الاستوائي أكثر اعتدالا، مما يؤدي إلى استقرار اعلى الغلاف الجوي؛ ولكن ، حسب العلماء ، فإن هذا  الدفء  لا يصل إلى القطبين، لذا فهي أكثر هيجان، وقد تم نشر البحث في  مجلة الفيزياء الفلكية. 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة